???? زكريا عثمان بنقو????
ضجت الأسافير و مواقع التواصل الاجتماعي عقب ظهور مقطع صوتي حزين يعذب فيه الرفيق فيصل احد كوادر حركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبدالواحد محمد نور.
ما اثار حفيظة الكثير من المتابعين والنشطاء بجانب إطلاقهم الهاشتاق (فيصل وين) هو ما احتوته المقطع من مادة مؤلمة وسادية طاغية.
حيث يتم استجواب الرفيق فيصل تحت تأثير الضرب المبرح والأنين المتواصل دون انقطاع.
حادثة الرفيق فيصل يمكننا ان نضعه في سياق تستند علي الطاعة العمياء للفرد الواحد بعيداً عن المؤسسية وتنفيذ ما يطلبه دون تردد حتي لو كلف ذلك روح رفيق في درب الكفاح، وهنا تكمن معني الدكتاتورية.
الرفيق فيصل أثناء التعذيب كان يطلب من رفقاء دربه الذين اصبحوا جلادون بغتة كوب ماء لاحظ فقط كوب ماء “ممكن تدوني موية نشرب” وياتي الرد قاسياً من الجلادون “رشوه لكن ما تشربوه”
اي سادية تمارس ضد رفيقك؟
أين الوفاء والمبادئ الثورية؟
أين تلك الشعارات البراقة؟
أين فيصل؟
والملفت للنظر أن الكلاب كانت تشاطر آهاته بنباحها المتواصل في تلك الليلة التي طغت فيها وفاء الكلاب وغابت فيها وفاء الرفاق.
وما يزيد الطين بلةً هو بيان الناطق العسكري للحركة، ذلك البيان الفضفاض الذي لا يمت باي صلة بما حدث، مُركزاً فحواه تجاه منبر جوبا في محاولة رخيصة لتشتيت الانتباه.
كان الجميع متوقع ان يكون البيان مفسراً لملابسات ما جري للرفيق فيصل مع التأكيد علي مصير حياته، وهذا الامر لم يحصل حتي كتابة هذه السطور.
أن تسريب هذا المقطع وفي هذا التوقيت يعني وجود تيار عريض داخل الحركة ينظر الي المسائل السياسية بعدسة لا تشوبها الأتربة.
تيار يسعي الي تجديد الخطاب السياسي تماشياً مع الأوضاع الحالية.
تيار يعي أهمية المرحلة الحالية والفرصة التاريخية الفريدة في تحقيق أهداف الثورة عبر بوابة جوبا.
تيار يمكنه كشف المزيد من الملفات في حال عدم الاستجابة لمقتضيات المرحلة.
يتبع..
*تل أبيب *
17 سبتمبر