ثروت قاسم
[email protected]
https://www.facebook.com
بتوفيق من الله ، تم إحتواء تمرد ميليشيات هيئة العمليات في جهاز المخابرات العامة الذي بدأ وإنتهي يوم الثلاثاء 14 يناير 2020 . وتم منع مسيرة الزحف الاخضر الإنقاذية ، بت عم التمرد ، التي كان مُخططاً لها ان تبدأ في مدينة الفولة ، يوم الخميس 16 يناير 2020 . ولكن لا يزال الوضع الامني هشاً ، وقابلاً للإنفجار في اي لحظة . كما تبقى معلقة في الهواء عدة اسئلة لم نجد لها جواباً ، نختزل بعض البعض منها في النقاط ادناه :
واحد :
قال الرئيس البرهان إنه تم القبض على 43 من المتمردين . ولكن ما هو مصير الباقين وعددهم 7 الف ناقص 43 ، الذين هربوا باسلحتهم ، ثقيلها وخفيفها ، في جحور ولاية الخرطوم ، ينتظرون التعليمات من قوش ، للقيام بالهبة التالية ؟ بل ماهو مصير ستة الف من هذه الميليشيات ، باسلحتها الثقيلة والخفيفة ، موزعة على بقية ولايات السودان ؟ ومتى تنتهي من اعمالها وتقدم تقريرها ، اللجنة الامنية التي كونها الرئيس البرهان للتحقيق في خلفيات واسباب التمرد والمحرضين له ؟ نفعل خيراً باجراء تحقيقات عادلة ، ومسآلة ومحاسبة وعقاب المتمردين ، حتى نضمن عدم تكرار هذا التمرد ، الذي يضرب الثورة في مقتل .
اتنين :
هل يكفي ان يقدم الفريق اول ابوبكر دمبلاب استقالته ويبقى حراً طليقاً دون مسآلة عن تقصيره الجنائي ، بل ربما تواطئه الاجرامي مع ميليشيات هيئة العمليات ، وعدم صرفه لمستحقات التقاعد لحوالي عشرة الف من هذه الميليشيات ، والاهم عدم سحبه لاسلحة هذه الميليشيات التي تم إخطارها قبل سبعة شهور بتفكيك هيئة العمليات ، واختار حوالي عشرة الف منهم التقاعد بدلاً من الانضمام للجيش او الدعم السريع ؟ كان من اوجب واجبات الفريق اول دمبلاب التصدي المبكر ومعالجة اسباب التمرد بكافة الطرق القانونية وقتل الفتنة في مهدها ، حتى يعرف كل وجميع منسوبي القوات النظامية انهم لا يستطيعون تحقيق مطالبهم برفع السلاح في وجه الدولة . الفريق اول دمبلاب مسؤول مسؤولية مباشرة عن الذين لقوا حتفهم في هذه الفتنة ، ويجب على لجنة التحقيق مسآلته كمشترك او على الاقل كمتهاون في صد التمرد ، كما تقضي بذلك مهام وظيفته ، حتى يرعوي من يخلفه ، ولا يكرر جليطته .
تلاتة :
أمنت الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية على هيكلة جهاز المخابرات العامة ليكون جهازاً لجمع المعلومات ( المدنية ) وتحليلها ، وتقديم المعلومة والتحليل لحكومة حمدوك المدنية الانتقالية .
المعلومات المدنية تشمل ولا تقتصر على متابعة ومنع كل ما يضر بالاقتصاد السوداني كالتعامل في الدولار والعملات الاجنبية خارج المصارف الرسمية ، وسبر اسباب وطرق معالجة صفوف الخبز والوقود ، واقتراح حلول لأزمة المواصلات ، ووتقديم مقترحات لكيفية تأمين وجبات الفطور لأطفال مدارس الاساس ، ومتابعة احوال النازحين واللاجئين السودانيين وكيفية حل مشاكلهم ، وتشجيع المغتربين على تحويل مدخراتهم عبر القنوات الرسمية لدعم الاقتصاد السوداني … وتطول القائمة ، التي لا تحتوي على اي عمليات عسكرية او قمعية او
Shoot to Kill
كما كانت تفعل ميليشيات هيئة العمليات … وهي عمليات قمعية واجرامية .
جمع وتحليل المعلومات العسكرية يقوم بها قسم المخابرات العسكرية في الجيش السوداني ، وجمع وتحليل المعلومات الشرطية يقوم بها قسم خاص في رئاسة الشرطة السودانية . الجيش والشرطة يقومان بالعمليات العسكرية اللازمة لدرء الفتنة في مهدها ، وقطعاً ليس جهاز المخابرات العامة ، حسب نصوص الوثيقة الدستورية .
والامر هكذا ، وهو كذلك ، لماذا عين الرئيس البرهان ، ودون مشاورة الرئيس حمدوك ، ضابط عسكري على رئاسة الجهاز الذي اُعيدت هيكلته . وتقول التقارير ان هذا الضابط اخونجي مؤدلج ، وكان نائباً للفريق كمال عبدالرؤوف الذي تعامل مع الثوار ك ( شذاذ الآفاق ) ؟ لماذ لم يتم تعيين ( مدني ) لرئاسة الجهاز الجديد ، مع العلم ان الضابط العسكري يعرف التعامل مع السلاح العسكري والعمليات الخشنة ، وغير مُدرب للتعامل مع القوة الناعمة بالطرق الناعمة كما القائد المدني ، وكما تقتضي المهام الناعمة الجديدة لرئيس الجهاز الجديد للمخابرات العامة ؟ الرئيس الجديد ومنسوبو الجهاز الجديد للمخابرات العامة يجب ان يكونوا محايدين وفوق السياسة ، كما القضاة ، ومحرم عليهم فرض رؤاهم السياسية بقوة السلاح كما فعل المتمردون .
مثالا وليس حصراً فان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة يراسه محامي له شهادة دكتوراة في القانون من جامعة ييل في امريكا . ومكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي هو المقابل لجهاز المخابرات العامة السوداني .
اربعة :
لماذا يتبع جهاز المخابرات العامة للرئيس البرهان والمكون العسكري في السلطة الانتقالية ، في حين كان المفروض ان يتبع للنائب العام ، او لرئيس الوزراء ، كما هو الحال في امريكا حيث يتبع مكتب التحقيقات الفيدرالي للنائب العام ، ويقدم تقاريره للرئيس ، وليس لوزير الدفاع او القائد العام للجيش الامريكي ؟
خمسة :
يتفق الجميع ، الرئيس البرهان والرئيس حمدوك ، على انه لا مخرج للسودان من حفرته الاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية التي رماه فيها الاخونجية ، ولا مخرج لحل الضائقة المعيشية ، بل لا مجال لتأهيل السودان ، الا بإخراجه من القائمة الامريكية التي تحتوي على الدول الداعمة للارهاب . وشروط ادارة ترامب لاخراج السودان من هذه القائمة الملعونة يمكن اختزالها في تمكين المكون المدني في السلطة الانتقالية من السلطة ، بما في ذلك السلطة الامنية ، على ان يكون مجلس السيادة الانتقالي رمزاً للسيادة ، كما ملكة بريطانيا العظمى ، او مجلس سيادة دكتور التجاني الماحي الذي إستقبل ملكة بريطانيا العظمى ؟
وعليه يجب ان يكون المكون المدني في السلطة الانتقالية هو المسؤول عن جهاز المخابرات العامة ، وقطعاً ليس المكون العسكري ، لان سلطات الجهاز الجديد لا تحتوي على اي عمليات عسكرية للقمع والقتل .
ستة :
مساء الخميس 16 يناير 2020 ، وبطلب من حميتي ، دينمو مكنة السلطة الانتقالية ومحركها ، تلفن الرئيس البرهان للرئيس السيسي ، طالباً منه تسليم المتهم الهارب صلاح قوش ، المطلوب للقضاء السوداني في جرائم جنائية تخص المال العام ، ووعده بمحاكمة عادلة لقوش امام محكمة مدنية .
فهم مخترع الثلاث ورقات ملوص ، وملك الافك … الكلام .
في هذا السياق ، سخرت مجلة دير اسبيقل الالمانية من السيسي لانه عندما وصل برلين كانت جبهته خالية من اي زبيبة ، وعند هبوطه مطار القاهرة ، ظهرت الزبيبة السوداء على جبهة السيسي … علامة الصلاة والتقوى والاسلام الحقيقي .
الفيديو على الرابط ادناه يبين اختفاء وظهور زبيبة السيسي ، حسب التساهيل :
https://www.youtube.com/watch?v=S-wy-_eGHc0
رد السيسي ، صاحب الزبيبة المتنقلة ، على الرئيس البرهان بان الطلب رخيص والطالب غالي ، وإقترح ان يتفضل الرئيس البرهان بترحيل بواقي الاخونجية المصريين المختبئين في جحور السودان العميقة … اي تفعيلاً لمتلازمة شيلني واشيلك ، وحك لي واحك ليك ، وغني لي واغني ليك ؟
وعد الرئيس البرهان شقيقه السيسي خيراً ، وإمتن عليه بانه امر بإطلاق سراح الصحفي المصري سامي مجدي قاسم الذي يعمل بوكالة أسوشيتدبرس الذي حاول تصوير القيادة العامة يوم بدء التمرد الثلاثاء 14 يناير 2020 .
برر البرهان للسيسي طلب حكومة السودان من مجلس الأمن الدولي ، إبقاء قضية النزاع حول مثلث حلايب في جدول أعمال المجلس لهذا العام… بأنه إجراء روتيني ، ودعاه لحل مشكلة مثلث حلايب توافقياً بينهما .
اكد البرهان للسيسي وقوفه معه في قضية سد النهضة الاثيوبي بما يضمن مصالح مصر المائية ، التي تتكامل مع مصالح السودان .
كما اكد البرهان للسيسي وقوف السودان في جانب مصر في حلحلة النزاع في ليبيا سلمياً .
سمع السيسي الكلام ، وختم المكالمة بان ذكر شقيقه البرهان بان يعمل على لملمة الاخونجية المصريين ، وسوف يرسل السيسي طائرة خاصة لنقلهم للقاهرة ، حيث يلقون معاملة ( كريمة ) تليق بانسانيتهم التي كرمها سبحانه وتعالى .
بعدها تلفن البرهان للفريق ركن جمال عبدالمجيد رئيس جهاز المخابرات العامة لبدء حملة اقتناص الاخونجية المصريين .
نجح السيسي في ان يختزل المشكلة كوووولها في نزع الاخونجية المصريين من الجحور السودانية ، ونسي البرهان قوش وفتنة تمرد يوم الثلاثاء الاسود ؟
هل يفضح حميتي الرئيس البرهان كما فضح الفريق اول دمبلاب ؟ هذا هو سؤال المليون دولار كما يقول اولاد العم سام ؟