حسن إبراهيم فضل
كما كان متوقعا فقد اجاز برلمان حزب المؤتمر الوطني بأغلبيته الميكانيكية والاحزاب الربيبة له قانون الانتخابات في مرحلة القراءة الثالثة والاخيرة وسط انسحاب لعدد من الكتل المؤثرة وبذلك يكون المؤتمر الوطني قد شيع ما يسمى بحوار الوثبة الى مثواه الاخير و اعاد شرعنة اجهزة الحزب لبدء فصل جديد من فصول الفشل والانهيار الاقتصادي , واعادة انتاج ازمات البلاد لمزيد من الاحتقان السياسي والاجتماعي واطالة أمد الحرب في مناطق الحروب في هوامش الوطن.
لا يختلف اثنان على ان خطل حزب المؤتمر الوطني وقياداته خلال الثلاث عقود الماضية اورد السودان واهله الى درك سحيق من التردي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي , وما اصاب التراب الوطن من جرائم التقسيم والتفتيت في نسيج المجتمع, غير ان الكثيرين يعتقدون ان التكرار في كل شيء يعلم حتى من ينتمون لهذا الحزب , خاصة وان القوم يرفعون شعارا ينبغي ان يحكم ويعتبر بقوله تعالى («ألا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون» التوبة (126) , اعتقد ان الاختبارات المتتالية التي يمر بها حكومة المؤتمر الوطني جدير بان يتعلم منه الحجر قبل البشر لان اطفالنا في اقاصي الهوامش التي يحاربها حكومة المؤتمر الوطني يعلمون ان اجوفة الحجارة سببها الحراك المستمر للرياح والاتربة .
وبالتالي الاتعاظ بعبر التاريخ والماضي و التعلم من سقطات الحاضر والواقع المعاش، يحتم على كل ذو عقل ان يتحاشى كبواته واسباب فشله لتقويم مسار المشروع الذي يعمل له ,غير ان إجازة قانون الانتخابات المثير للجدل والمخالف لنصوص توافق عليها حوار الوثبة على علاته ورغم انه حوار للذات أي حوار بين الحزب الحاكم ومن يلفون حول فلكه وقليل من قوى الأحزاب التي ظنت خيرا او ارادت ان تثبت المشهد الذي نتحدث عنه اليوم او ان يفعل المؤتمر الوطني شيئا مخالفا لفطرته التي جبل عليها ويصدق القوم ,لكن كما يقول أهلنا (الطبيعة جبل ) فها هي الوثبة تلفظ أنفاسها الأخيرة لتأخذ محلها مع مؤتمر كنانة واخواتها في أرفف الخداع المتكررة .
لا ادري ما هي أهمية الضرورة الإجرائية التي يتحدث عنها المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني الدكتور عبد الرحمن الخضير مقابل الوفاق الذي يجنب البلاد مزيد من الانهيار الذي يجري اليوم بوتيرة متسارعة والجنيه السوداني ينهار بمتوالية لا نهاية لها.
دكتور الخضر قال في تصريح صحفي ظهر الاربعاء ان الضرورة اقتضت إجازة قانون الانتخابات في البرلمان للوفاء بالترتيبات الإجرائية للعملية، وتأسف على تصلب مواقف ممثلي بعض القوى حيال بعض بنود القانون , غير انه لم يأسف على تجاوز حزبه ونكوصه بالعهد الذي قطعه مع المتحاورين بان قانون الانتخابات لا بد ان يجاز بالتوافق وان الاقتراع والفرز يتم في نفس اليوم وفي مركز الاقتراع تحاشيا لعمليات (الخج) والتزوير التي لا يتنفس ويعيش بدونه.
اعتقد ان المشهد قد تشكل بصورة فرزت المواقف ويجب على قوى المعارضة ان تتخذ مواقف اكثر جدية في الوحدة لمقاومة الواقع الجديد واتخاذ وسائل و إجراءات فاعلة تتسق مع تطلعات جماهير الشعب السوداني.
ببساطة ما تم بالأمس يجعل أي حديث عن حوار او مفاوضات مع القوى المسلحة او المدنية امر مضيع للوقت واي حوار سيتم ستكون نتائجه ور مصيره حوار الوثبة.
حسن إبراهيم فضل
[email protected]