إنّ المستقرء بعمق في التاريخ الاجتماعيفيالسودان، يجد أنّ الظلم الاجتماعي يمارس على أنّها سياسة متبعة من قبل القائمين على سدة السلطة في السودان لأكثر من الخمسين السنة الماضية، ومن يجاهر بصوته ضد هذه الظلم التاريخي، فإنّ أهله وعشيرته يتعرضون لشتّى أنواع البربريّة والقسوة والتخريب من قبل دعاة الشر والأوغاد. في السودان لا يوجد ما يسمىبالانصهارالاجتماعي ولم ولن يكون هناك وحدة وطنيّة ت
جمع شمل البشرية الذين يعيشون في تلكم المنطقة على الإطلاق مادام الظلم الاجتماعي قائم بتلكم الطريقة الوحشية والتنظيم، حيث لا يوجد قيم أساسية متعلقة بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعيةوالأمن، بل إن التمييز القائم على أساس العرق واللون والجهة بل والكراهية العرقيّة والتشجيع عليها أمرا يمارس كل يوم فيدواوينالدولة. إنّ الظلم الاجتماعي كفيل بتدمير التنمية الفعالة على الصعيدين الاجتماعيوالاقتصادي على السواء، حيث الظلم الاجتماعي ومن ثمّ الإحباط وأخيرا التطرف العرقي والكراهية العرقية والذي بدوره يشجع المرء على التمرد على الظلم والطغيان ونظام الأوغاد.
فيالسودان، قبائل بعينها يسيطرون على ويعملون على استغلال الوظائف العامّة، بل ويمارسون أنشطة الثالوث الشيطاني – رشوة واختلاسومحسوبية، فالمؤهل الأساسي لشغل الوظائف في السودان هي القرابة فقط لا أقل ولا أكثر والدليل واضح كوضوح الشمس في كبد السماء.
في السودان يتم تعيين الأقارب وهؤلاء الأقارب هم الذين يقومون بسرقة أموال الدولة ومن يتسترون على بعضهم البعض ومن المعلوم أنه لا يوجد قضاء في السودان لمحاسبتهم لأنهم لا يشبهون المجرمين لأن المجرم في السودان ذاك الإنسان المنحدر من جبال النوبة أو مناطق الهامش الغربي والدليل على ذلك – من هم نزلاء السجون في السودان؟
أمثال هؤلاء فمصيرهم الموت والخوف والجوع والمرض والجهل والموت.
أنّ الفساد يمارس بشقيه الأفقيوالعموديفيالسودان،أي فساد في القاعدة وفساد فيالقمة، ونشر الفساد ساعد على تغييب العدالة، وغياب مبدأ تكافؤ الفرص، هضم الحقوق أي حقوق الأخرين، تشجيع الولاءة الضيقة والتي تقوم على أساس القرابة وعلاقات الدم والعشيرة والجهة والمصلحة.
نعم معظم ضباط الكلية الحربية والشرطة ووزارة الخارجية والإعلام وغيرها من الحقائب السيادية، يسيطر عليها عرقيات قبلية وجهوية معينة والدليل واضح للعيان.
السواد الأعظم من الشعب السوداني يموت جوعا بينما شرذمة قليلة أصبحت وأمست متخمة أولئك الذين استباحوا الأموال العامّة وأحلام البسطاء – لذا فإنّ الانشطاروالانفصال هو الحل الناجع لمشاكل السودان الاجتماعيةوالاقتصادية.
إنّ الظلم واضح وضوح الشمس في وضح النهار وهذا الظلم لم ولن يزول إلا بالانفصال والانشطار – فليكن لهم دولتهم في شمال السودان , ولهم الخيار بأن يجلبوا الفلسطينيين والسوريين وغير ذلك لكى يغيروا الطبيعة الديمغرافية للسودان.
حماد وادي سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
[email protected]
http://internationallawandglobaleaffairs.weebly.com