ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]
1- ذكرى اكتوبر .
في يوم الجمعة 21 اكتوبر 2016 ، احتفلنا بالعيد ال 52 لثورة اكتوبر المجيدة … اول ثورة شعبية سلمية تطيح بنظام حكم طاغوتي بعد الحرب العالمية الثانية .
ولما أمرنا الكتاب ، أن لا نبخس الناس اشياءهم ، نذكر بصحائف التاريخ التي سجلت ان السيد الامام قد قاد صلاة الجماعة في ميدان عبدالمنعم يوم الخميس 22 اكتوبر 1964 على رفات القرشي العظيم ، وبعدها قاد المفاوضات ، بمشاركة آخرين ، حتى تخلى الرئيس عبود ، طواعية وبدوت إراقة دماء ، عن السلطة ، وغادر القصر الجمهوري إلى منزله الخاص في العمارات .
واذن مؤذن ، وجابت الجماهير الهادرة شوارع العاصمة المثلثة وهي تهتف من الاعماق :
الصادق أمل الامة .
وغنى المغني:
أكتوبر 21 يا صحو الشعب الجبار
يا لهب الثورة العملاقة
يا مشعل غضب الاحرار.
كانت تلك ايام نضرات .
بعد ايام ، يكمل السيد الامام 27 شهراً ، في هجرته الميمونة التي بدات في اغسطس 2014 ً ، وقد انجز كثيراً من المهمات الصعبة والعصية في خدمة الوطن ، نذكر منها مثالاً وليس حصراً ، مبادرته الوطنية ، التي تجسدت في ( إعلان باريس ) في يوم الجمعة يوم 8 شهر 8 سنة 2014 .
كان ( اعلان باريس ) زلزالاً مجلجلاً ، اعاد ترسيم صحائف الوطن التكتونية راساً على عقب ؛ الامر الذي دفع عدو السيد الامام اللدود المهندس الطيب مصطفى لان يطالب الدولة والوطن بان يكرما السيد الامام بنيشان الانجاز ، ووسام ابن السودان البار ، لنجاحه في اقناع الحركات المسلحة بنبذ الخيار العسكري الهجومي ، ونبذ مبدأ حق تقرير المصير .
وهذا غيض من فيض السيد الامام.
نعم … كانت تلك وهذه ايام نضرات!
والآن وقد قاربت السفينة ان تستوي على الجودي ، وقد اكمل السيد الامام مهامه الوطنية التي اوكل نفسه بها خلال هجرته الوطنية ،
Mission Accomplished
نطلب من السيد الامام ان يفكر في رجوع عصافيره المهاجرة الى اوكارها ، فطيور الوطن تناجي عصافيره ، قائلة :
وليكن ليلنا طويلا طويلا … فكثير اللقاء كان قليلا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر … فتعال احبك الان اكثر
تعال … تعال … تعال يا إمام … احبك الآن أكثر !
وليكن دخولك الخرطوم يوم الخميس 26 يناير 2017 ، ليصادف الذكرى ال 132 لدخول الامام الاكبر عليه السلام الخرطوم في يوم الاثنين 26 يناير 1885 .
ويومها سوف نحتفل بك ومعك في تدشين الساعة الرملية التي تبدأ العد التنازلي لزوال الليل البهيم ، وانبلاج الصبح … فلا السجن ولا السجان باق .
2- المستشارة ميركيل والرئيس البشير ؟
نذكر القارئ الكريم بأنه في يوم الاربعاء 4 مارس 2009 ، أصدرت محكمة الجنايات الدولية ( 124 دولة ) أمر قبض ضد الرئيس البشير في خمسة تهم تتعلق بجرائم ضد الانسانية في دارفور, وتهمتين بخصوص جرائم حرب في دارفور .
في يوم الاثنين الموافق 12 يوليو 2010، أعلنت المحكمة تضمين وأضافة ثلاثة تهم تخص الابادة الجماعية في ملف امر قبض الرئيس البشير .
بعدها صار الرئيس البشير الرئيس المنبوذ دولياً ، يفر منه الرؤساء الشرفاء فرار السليم من الجربان . وللأسف ، اخذ الرئيس البشير بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ، رهينة معه في كراكيره المظلمة ، الأمر الذي الحق ببلاد السودان واهل بلاد السودان خسائر مهولة .
نستعرض في النقاط ادناه ، بعض البعض من هذه الخسائر التي مُنيت بها بلاد السودان بسبب شخص الرئيس البشير ، وامر قبضه السيك سيك معلق فيك :
اولاً :
يقول مثل فرنسي ماثور ( قل لي من زارك ، اقل لك من انت وكم تزن ؟ ) .
صارت المانيا القوة الاقتصادية الاولى في اوروبا ، والثانية بعد الولايات المتحدة في الغرب ، والرابعة دولياً . وسوف يتم عقد قمة دول العشرين الاعظم في برلين منتصف 2017 برئاسة المستشارة انجيلا ميركيل .
كما صارت المستشارة ميركيل ايقونة انسانية بعد استضافتها لاكثر من مليون لاجئ سوري ، بعكس الدول الخليجية التي قفلت حدودها امام اللاجئين من سوريا . وتحسر الناس انها لم تنل جائزة نوبل للسلام لعام 2016 .
من 9 الى 11 اكتوبر 2016 ، زارت المستشارة ميركيل ، كممثل أعظم لدول الاتحاد الاوروبي ، مالي والنيجر واثيوبيا . وناقشت مع رؤساء هذه الدول الاستثمار الاوروبي المكثف في هذه الدول ، ومحاربة العطالة ، والتدريب المهني للشباب ، في محاولة لوقف الهجرة غير الشرعية من هذه الدول لدول الاتحاد الاوروبي .
يا بخت مالي والنيجر واثيوبيا التي حظيت بزيارة المستشارة ميركيل … فالخير على قدوم الواردين من امثال المستشارة ميركيل ؟
صرحت المستشارة ميركيل انها لم تزر السودان ، مع انه البلد المعني رقم واحد بمكافحة هذه الهجرة غير القانونية ، لانها لا تستطيع مقابلة الرئيس البشير ، الذي يحمل امر قبض دولي على صدره .
+ اضاع الرئيس البشير على السودان فرصة الاستثمار الاوروبي المكثف في السودان ، بسبب امر قبضه .
في يوم الثلاثاء 11 اكتوبر 2016 ، عقدت المستشارة ميركيل في اديس ابابا قمة خاصة مع رؤساء الدول الافريقية ، لتطوير التعاون بين الاتحاد الاوروبي والدول الافريقية في كافة المجالات . بناء على طلب المستشارة ميركيل ، لم تتم دعوة الرئيس البشير لهذه القمة الخاصة .
+ مرة ثانية ، اضاع الرئيس البشير على السودان فرصة الاستثمار الاوروبي المكثف في السودان ، بسبب امر قبضه .
دعت المستشارة ميركيل الرئيس ادريس دبي ، رئيس تشاد ، والرئيس محمدو بهاري رئيس نيجريا لزيارتها في برلين بعد عودتها من اديس ابابا . طلبت المستشارة ميركيل من الرئيس دبي دعوة رؤساء الحركات السودانية المسلحة لبرلين ليقنعهم بضرورة اللحاق بقطار الحوار الوطني . وقد اصدر الرئيس جبريل ابراهيم بياناً وضح فيه تفاصيل هذا اللقاء وتداعياته ، ويمكن الرجوع اليه في صحف الانترنيت .
كما ذكرنا في مقالات سابقة ، وبطلب من السيد الامام ، قامت المانيا بمبادرة لعقد اجتماع اديس ابابا التحضيري ، وعقدت عدة اجتماعات في برلين شارك فيها قادة تحالف قوى نداء السودان . ولكن نجح الرئيس البشير في إجهاض المبادرة الالمانية ، لانه ينظر لحبل اجتماع اديس ابابا التحضيري ، فيرى في مؤخرة الحبل ابقار التحول الديمقراطي الحقيقي ، والحكومة الديمقراطية ، والقضاء المستقل ، وحتمية تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية ليدافع عن نفسه امام قضاتها ، كما فعل الرئيس الكيني اوهورو كينياتا في اكتوبر 2014 .
+ ولكن الرئيس البشير يعرف ، وحق المعرفة ، إنه مذنب ، وبالتالي هروبه من ، وشيطنته للمحكمة رغم اعضائها ال 124 دولة !
في منتصف 2017 ، سوف تعقد قمة الدول العشرين الأعظم اجتماعها الدوري في برلين برئاسة المستشارة ميركيل . سوف يكون موضوع القمة التنمية بكل انواعها في افريقيا ، خصوصاً التنمية السياسية . سوف تدعو المستشارة ميركيل جميع الرؤساء الافارقة للمشاركة في القمة ، بإستثناء الرئيس البشير .
+ للمرة الكم ، سوف يضيع الرئيس البشير على السودان فرصة الاستثمار الدولي في السودان ، بسبب امر قبضه .
ثانياً :
كما ذكرنا في مقالة سابقة ، في يوليو 2015 ، وفي اديس ابابا ، عقد الرئيس اوباما قمة افريقية مصغرة حول دولة جنوب السودان شارك فيها رؤساء يوغندة وكينيا ورئيس وزراء اثيوبيا ، ورفض الرئيس اوباما مشاركة الرئيس البشير ، الذي مثله البرفسور ابراهيم غندور ، رغم ان السودان هو المعني رقم واحد بحلحلة مشكلة دولة جنوب السودان .
+ صار الرئيس البشير الرئيس المنبوذ بامتياز ! الم يان له ان يترجل ، ليعطي السودان حريته ويطلق يديه ، إنه اعطى ولم يستبق شيئاً ، كما غردت ام كلثوم في زمن غابر .
ثالثاً :
تعال بجاي يا حبيب ، ودعنا نذهب للدوحة في يوم الثلاثاء 31 مارس 2009 ، حيث اقام الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير قطر دعوة عشاء رسمي للملوك والرؤساء المشاركين في اعمال القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية . كان مقعد الرئيس البشير يجاور مقعد الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا على المائدة الرئيسية . تأخر الرئيس البشير شيئاً في الحضور لسبب لا يعلمه إلا هو ؛ ولكن عندما جلس في مقعده ، هب الرئيس لولا دي سيلفا واقفاً ، وقذف بفوطة الطعام بعيداً عنه ، وغادر الحفل ، وسط دهشة وإستغراب الملوك والرؤساء ، الذين لم يعرفوا سبب مغادرة الرئيس لولا دي سيلفا الدرامية للحفل ، وهو ينظر شذراً للرئيس البشير ، وكأنهما متشاكلين حول عبير المجمر . لحق الشيخ حمد بالرئيس لولا دي سيلفا لمعرفة سبب مغادرته الحفل ، والبرازيل الاكبر اقتصاداً وجغرافية وسكاناً في امريكا الجنوبية ، والملوك والرؤساء ينظرون . صرخ الرئيس لولا في وجه الشيخ حمد ، والكل يستمعون ، بأن مرجعياته الاخلاقية وجماهيره في البرازيل لا يسمحون له بالجلوس جوار مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية .
واختفى الرئيس لولا دي سيلفا وهو يصرخ باللغة البرتغالية غير المفهومة للحضور من الملوك والرؤساء
.
رجع الشيخ حمد إلى مقعده مكسوراً وسط بحلقة الملوك والرؤساء .
ربما تمنى الرئيس البشير ، وقتها ، ان تخسف به الارض ، وربما ردد لنفسه ( ياليتني مت قبل هذا ، وكنت نسيا منسيا ) ؟
مرغ الرئيس لولا دي سيلفا كرامة بلاد السودان واهل بلاد السودان في الطين .
قلتم أنى هذا ؟
قل هو من عند الرئيس البشير واباداته الجماعية وامر قبضه !
رابعاً :
صار الرئيس البشير وامر قبضه ، المشكلة أمام حل المسألة السودانية . وصار السودان الذي كان ، السودان الذي صار ، بسبب الرئيس البشير .
احسب ، يا هذا ، ان كنت من العادين :
واحد :
+ سودان البشير في القائمة السوداء للدول الداعمة للارهاب ، مما يؤهله للمقاضاة في الجرائم المرتبطة بقانون جاستا ، كما تمت مقاضاته في حادثة المدمرة كول ، لارتباطه بتنظيم القاعدة ، حسب توكيد المحكمة الامريكية المختصة .
اتنين :
+ السودان ، والرئيس البشير المطلوب دولياً على راسه ، صار بلداً محروماً من اعفاء ديونه الخارجية التي قاربت الخمسين مليار دولار .
تلاتة :
+ بسبب امر قبض الرئيس البشير ، صار السودان يخسر كل سنة 750 مليون دولار بسبب المقاطعة الامريكية والدولية.
اربعة :
+ لعدم تفعيل السودان لامر القبض ، صار السودان يخسر 350 مليون دولار كل سنة بسبب المقاطعة الفرنسية في اطار اتفاقية كوتونو .
خمسة :
+ صار السودان والرئيس البشير المطلوب دولياً على راسه ، رابع افشل دولة في العالم ، وثالث افسد دولة في العالم ، وثالث دولة لا تفعل المقاصد الاسلامية .
قلتم آنى هذا ؟
قل هو من عند الرئيس البشير شخصياً ، وأمر قبضه حصرياً .
نواصل …