كيف ستدمر المدمرة كول والمدمرة جاستا البشير ونظامه ؟
ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]
1- مقولة الكرار ؟
في يوم قال الكرار ، رضي الله عنه :
اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ، فتذكر قدرة الله عليك .
نسي الرئيس البشير هذه المقولة الحكيمة ، وإستمر في ابادة شعبه جماعيا، وفي إرتكاب جرائم ضد حقوق الانسان ، وجرائم الحرب ، والإغتصابات الجماعية للطفلات والشابات ، وجرائم التعذيب الذئبية ، ناسياً قدرة الله عليه . حتى جاءته قدرة الله متمثلة في ريح المدمرة جاستا العقيم ، التي ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ! ومن قبلها ريح المدمرة كول الصرصر ، التي ترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية !
هذه وتلك وغيرهما من قدرات الله ، سوف تذكر الرئيس البشير بكلمات الكتاب :
فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ، يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ولا هم ينصرون .
دعنا نستعرض ، في النقاط ادناه ، خلفيات وتداعيات ومآلات عجاجة المدمرة كول ، وريح المدمرة جاستا… آيات لقوم يتفكرون .
اولاً :
في يوم الجمعة 23 سبتمبر 2016 ، اكدت محكمة الإستئناف في نيويورك حكمها الصادر في 23 سبتمبر 2015 ، والذي يلزم نظام البشير بدفع غرامة مقدارها 314 مليون دولار كتعويض لعائلات ضحايا المدمرة كول ، رافضة الإستئناف المقدم من حكومة الولايات المتحدة ، ونظام البشير بشطب الغرامة ، لعدم وجود رابط او صلة بين نظام البشير وتنظيم القاعدة ، وبالتالي عدم مسؤولية نظام البشير عن افعال تنظيم القاعدة .
كما تعرف ، يا هذا ، ففي يوم الخميس 12 أكتوبر 2000 ، هاجم تنظيم القاعدة ( نظام البشير ) المدمرة كول في ميناء عدن ، مما أدى لوفاة 17 بحاراً امريكيا وجرح 39 آخرين .
أكد حكم محكمة الإستئناف ، الصلة السيامية بين نظام البشير وتنظيم القاعدة ، وبالتالي مسؤولية نظام البشير المباشرة عن افعال تنظيم القاعدة ، لأنها تدعمه وتموله ، ويقوم التنظيم بتنفيذ اوامرها الارهابية ، كما حدث في محاولة إغتيال الرئيس المصري السابق مبارك في اديس ابابا في يوم الاثنين 26 يونيو 1995 .
ادعوك ، يا حبيب ، ان تستصحب معك توكيد المحكمة الامريكية للصلة العضوية بين نظام البشير وتنظيم القاعدة ، ومسؤولية نظام البشير عن افعال تنظيم القاعدة ، وانت تتابع معي ملابسات وتداعيات حادثة المدمرة جاستا ، وهي حادثة افدح الف مرة من حادثة المدمرة كول ، وربما إضطر نظام البشير لدفع ترليون دولار ( الف مليار ) كتعويض لعائلات ضحايا المدمرة جاستا ، وذلك على اقل تقدير .
ثانياً :
في نفس يوم الجمعة 23 سبتمبر 2016 ، استخدم الرئيس أوباما الفيتو الرئاسي لتعطيل قانون المدمرة جاستا ، الذي اجازه الكونغرس الامريكي من قبل ، وبالاجماع .
سوف يرجع قانون المدمرة جاستا للكونغرس بمجلسيه ، ومن المؤكد ان يستخدم الكونغرس فيتو الكونغرس لتعطيل فيتو اوباما ، ويصبح القانون ساري المفعول ، ومُلزماً للقضاء الامريكي إنفاذه ، وكذلك للحكومة الأمريكية . فيتو الكونغرس يعني ان يصوت مجلس الشيوخ ، وكذلك مجلس النواب ، كل على حدة ، بأغلبية الثلثين ، لتعطيل فيتو اوباما . وهذا أمر مفروغ منه ، لان المجلسين قد اجازا القانون وبالاجماع ، من قبل ، كما سوف نوضح ادناه .
ثالثاً :
في يوم الثلاثاء 17 مايو 2016 ، وافق مجلس الشيوخ الامريكي ، بالإجماع ، على قانون المدمرة جاستا .
في يوم الاثنين 12 سبتمبر 2016 ، وافق مجلس النواب الامريكي ، بالاجماع ، وبدون اي اعتراض ، على مشروع قانون المدمرة جاستا .
ونذكرك ، يا حبيب ، وأنت ادرى ، بأن قانون المدمرة جاستا هو اسم الدلع لقانون
( العدالة ضد رعاة الارهاب )
Justice Against Sponsors of Terrorism Act … JASTA
يجيز مشروع قانون المدمرة جاستا ، أو قانون ( العدالة ضد رعاة الإرهاب ) لضحايا الأعمال الإرهابية التى تقع فى الولايات المتحدة الأمريكية ، ( تفجيرات ١١ سبتمبر 2001 الإرهابية مثالاً وليس حصراً ) ، أو لعائلاتهم مقاضاة حكومات أجنبية ( نظام البشير مثالاً ) ، امام المحاكم الأمريكية ، للحصول على تعويضات مالية عن الأضرار الناشئة عن هذه الأعمال الإرهابية.
تعرف يا حبيب ، إن تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ، قد إعترف بالقيام بها تنظيم القاعدة . وتعرف ايضاَ إن محكمة الاستئناف في نيويورك قد اكدت في حكمها يوم الجمعة 23 سبتمبر 2016 بخصوص المدمرة كول المذكور اعلاه ، بان تنظيم القاعدة ونظام البشير هما احمد وحاج احمد ؛ وإن نظام البشير مسؤول مسؤولية مباشرة عن اعمال تنظيم القاعدة .
ولكنك ربما لا تعرف ان التعويضات المطلوبة لعائلات تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ، وغيرهم ، قد تجاوزت حاجز الثلاثة ترليون دولار .
اذا اجاز الكونغرس مشروع قانون المدمرة جاستا ، وهذا أمر مؤكد مثلما انتم تنطقون ، فسوف تكون المحاكم الامريكية مُلزمة بإنفاذ القانون ، وتحميل نظام البشير المسؤولية عن تفجيرات تنظيم القاعدة لبرجي التجارة في 11 سبتمبر 2001 ، كما حملت المحاكم الامريكية نظام البشير المسؤولية عن تفجير تنظيم القاعدة للمدمرة كول في عام 2000 ، كما هو مذكور اعلاه .
رابعاً :
ولكن لماذا ربطت المحاكم الامريكية ربطاً غليظاً بين تنظيم القاعدة ونظام البشير ، وبالتالي حملت نظام البشير المسؤولية الكاملة عن افعال تنظيم القاعدة ؟
دعنا نحاول فك رموز ومغاليق هذا اللغز ؟
أمضى الشيخ اسامة بن لادن ، مؤوسس وزعيم تنظيم القاعدة ، خمسة سنوات في السودان من عام 1991 وحتى عام 1996 ، كمستثمر في بناء الطرق والزراعة .
في يوم الاثنين 26 يونيو 1995 ، فشلت محاولة إغتيال الرئيس المصري السابق مبارك في اديس ابابا ، أتهمت الحكومة المصرية وكذلك إدارة الرئيس بيل كلينتون ، تنظيم القاعدة ، وكذلك نظام البشير ( الأستاذ علي عثمان محمد طه ) بالقيام بالمحاولة الفاشلة .
كان الشيخ اسامة بن لادن وقتها في السودان .
خاف الاستاذ علي عثمان علي شخصه ، وأن تمسه نار القاعدة ، فقام بتهريب الشيخ اسامة بن لادن بطائرة خاصة وسراً إلى كابول في افغانستان ، بالتنسيق القبلي مع الطالبان .
في حواراته مع قناة الجزيرة التلفزيونية ، إعترف الدكتور حسن الترابي بأن عملية ترحيل الشيخ اسامة بن لادن تمت في يوم السبت 18 مايو 1996 ، وقام بها الاستاذ علي عثمان ، غموتياً ، ودون علمه ( الترابي ) .
خامساً :
في يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 1997 ، اعتمدت حكومة الولايات المتحدة عقوبات صارمة ضد نظام البشير في عدة مجالات : سياسية ومالية واقتصادية وثقافية ، لإرتباط نظام البشير بالارهاب الإسلاموي ، وإرتباطه مع تنظيم القاعدة تحديداً !
لا تزال هذه العقوبات سارية ، 19 سنة بعد بداية إنفاذها .
نذكر في هذا السياق ، إنه في يوم الخميس 12 اغسطس 1993 ، وضعت الولايات المتحدة نظام البشير – الترابي في قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، ولا يزال نظام البشير على هذه القائمة ، 23 سنة على بدء الحدث .
حالياً توجد على هذه القائمة ثلاثة دول هي السودان وسوريا وايران . وسوف يتم رفع اسم ايران من القائمة بعد توقيعها الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015 .
سادساً :
في يوم الجمعة 7 اغسطس 1998 ، قامت القاعدة بتفجير سفارة الولايات المتحدة في نيروبي وفي دار السلام .
ربطت حكومة الولايات المتحدة بين القاعدة ونظام البشير ، وقامت بسحب سفيرها في الخرطوم ، تيم كارني ،في نفس يوم الجمعة 7 اغسطس 1998 ، إحتجاحاً على هذه التفجيرات .
ولا يزال الموقع شاغراً 18 سنة بعد الحدث .
سابعاً :
بعد اقل من اسبوعين على تفجيرات سفارتي امريكا في نيروبي ودار السلام ، وفي يوم الخميس 20 اغسطس 1998 ، قصفت الولايات المتحدة مصنع الشفاء للادوية في الخرطوم ، إنتقاماً ضد نظام البشير لتورطه مع القاعدة في تدمير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام.
إتهم الرئيس بيل كلينتون مصنع الشفاء بتصنيع غاز( في اكس ) السام ، لمصلحة تنظيم القاعدة .
ثامناً :
بعدها ولربط حكومة الولايات المتحدة نظام البشير بالقاعدة تحديداً ، والارهاب الاسلاموي عموماً ، ساعدت الولايات المتحدة في تمرير 63 قرار من مجلس الامن ضد نظام البشير ، وأغلبها تحت الفصل السابع ، الذي يخول لمجلس الامن التدخل العسكري في سودان نظام البشير !
تاسعاًً :
تطالب الولايات المتحدة الدول الاعضاء في الامم المتحدة تفعيل امر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير في مارس 2009 ويوليو 2010 . رفضت الولايات المتحدة منح الرئيس البشير فيزا للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر 2016 ، لانها سوف تضطر للقبض عليه وتسليمه لمحكمة لاهاي .
تفضل الولايات المتحدة ان يستمر الرئيس البشير رئيساً وحاكماً بامره في السودان ، لتتمكن من ابتزازه بامر القبض ، ليمرر الاجندة الامريكية وهو صاغر ، خصوصاً بعد فك ارتباطه بالقاعدة وايران وحماس وحزب الله ، وتعاونه في مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية .
2- خاتمة :
في يوم الجمعة 23 سبتمبر 2016 ، اكدت محكمة الإستئناف في نيويورك حكمها الصادر ، قبل سنة ، في يوم الاربعاء 23 سبتمبر 2015 ، والذي يلزم نظام البشير بدفع غرامة مقدارها 314 مليون دولار كتعويض لعائلات ضحايا المدمرة كول .
إنتظروا حكم المحاكم الامريكية الذي سوف يلزم نظام البشير بدفع ترليون دولار ، على الاقل ، كتعويض لعائلات ضحايا المدمرة جاستا ، اسم الدلع لضحايا تفجيرات برجي التجارة في نيويورك في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 .
إنا معكم منتظرون .