ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
1- البشير زعلان مني ؟
كما ذكرنا في مقالة سابقة ، كان الرئيس البشير يراهن على إستمرار الاربعة الكبار ( السيد الإمام + الرئيس جبريل ابراهيم + الفريق مالك عقار + القائد مني اركو مناوي ) في رفض التوقيع على خارطة الطريق . عندها سوف يجن جنون مبيكي ، ويطلب من مجلس السلم والامن الافريقي الذي هو طوع بنانه ، إصدار توصية لمجلس الامن الدولي بفرض عقوبات ضد الاربعة الكبار . ولما كان مجلس الامن الدولي يردد دوماً ان مجلس السلم والامن الافريقي ادرى بشعاب افريقيا ، فسوف يعتمد مجلس الامن الدولي ، عمياناً ، هذه العقوبات ، خصوصاً والاربعة الكبار لا ضهر لهم يرفع كارت الفيتو .
في هذا السياق ، وفي يوم الجمعة 13 مايو 2016 ، اصدر مجلس الامن الدولي عقوبات ضد المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى المعترف به دوليا والموجود فى طبرق ( لعرقلته التقدم السياسى فى ليبيا ) … كلمات الدلع لرفضه التوقيع على اتفاقية المصادقة على حكومة فايز السراج في القاعدة البحرية في طرابلس الغرب .
كما صدر قرار مماثل من الاتحاد الاوروبي ومن ادارة اوباما ، بفرض عقوبات ضد المستشار عقيلة صالح وآخرين ، لنفس السبب .
إكتملت بذلك شيطنة المستشار عقيلة صالح وصحبه الكرام ، وصاروا من المنبوذين دولياً .
كان الرئيس البشير يسعى ، بمساعدة مبيكي ، لكي يلقى الاربعة الكبار ، نفس مصير المستشار عقيلة صالح وصحبه الكرام . وبالتالي شيطنة الاربعة الكبار ، بل المعارضة كلها جميعها ، ( لعرقلتها التقدم السياسي في السودان ) ، في إستنساخ للحالة الليبية .
في هذه الحالة ، يظهر نظام الإنقاذ للمجتمع الدولي والاقليمي وكذلك الوطني كحمامة سلام بيضاء فاقع لونها ، مقابل معارضة ( ارهابية ) تكشر انيابها ، رافضة التوقيع على خارطة طريق تقود للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل .
لم يستجب مبيكي لضغوط النظام ، رغم ان ( الكاش ما معاهو نقاش ) كما يردد حكيم دار زغاوة .
السبب بسيط ومعروف لاهل النظر ، وهو إن مبيكي قد أيقن بعد استعراضه لسلوكيات وافعال واقوال السيد الامام ، بأن السيد الامام رجل دولة يمكن التنبؤ بما يفعله ، ويمكن لامبيكي وكذلك للنظام البيع والشراء معه ، وهم مطمئنون على إنفاذه ما يليه من التزامات في اي اتفاقية تسوية سياسية يتم عقدها بين النظام والمعارضة . ثم لا تنس ، يا حبيب ، ان السيد الامام رغم خلافه وإختلافه مع مبيكي ، قد رفع مبيكي مكاناً علياً في كل خطبه ومقالاته وونساته ، الامر الذي ادمع عيون مبيكي ، عرفاناً بجميل لم يجده عند زملاء الكفاح في جنوب افريقيا .
السيد الامام … ايقونة عندها علم من الكتاب ، وبالتالي لا تقول عن و للناس ، كل الناس ، إلا حُسناً !
ورغم ان ( الكاش ما معاهو نقاش ) ، فإن مبيكي يفكر في جائزة نوبل للسلام ، التي تحمل معها فوق قيمتها المعنوية والادبية ، كاشاً ربما لا يوازي ما يتبرع به المواطن السوداني رجل البر والإحسان الحاج عمر حسن احمد البشير لمؤوسسة مبيكي ( الخيرية ) في جنوب افريقيا .
ومن ثم التغيير بل الهوبة المفاجئة لامبيكي ، والمدابرة لموقفه السابق المتعنت ، في بلد المفاجاءات السودان الحبيب .
غضب الرئيس البشير من مبيكي غضبة جعلية ، ولا يزال ، لانه ضيع عليه فرصة ذهبية لأبلسة المعارضة امام المجتمع الدولي ، وطي صفحتها إلى ابد الآبدين ، والإستعداد لإنتخابات ابريل 2020 المخجوجة ، خج السواد واللواد ، كما تتنبأ بذلك عنقالية جرجيرة في ارياف دارفور .
الا ترى ، ياحبيب ، مبيكي يستمع لندى القلعة وهي تغني :
البشير زعلان مني !
2- بثمارها تعرفونها ؟
تبدأ اليوم الاثنين يوم 8 شهر 8 ، حوارات ومفاوضات خارطة الطريق في اديس ابابا .
يعتبر تحالف قوى نداء السودان هذه الحوارات والمفاوضات بوصلة او آلية تقود مباشرة لاجتماع اديس ابابا التحضيري … روح ومبتدأ وخبر الحوار الجاد بمستحقاته .
في المقابل يعتبر النظام هذه الحوارات والمفاوضات بوصلة او آلية تقود مباشرة لحوار قاعة الصداقة ومؤتمره العام في يوم الاثنين 10 اكتوبر 2016 ، وإن شئت الدقة فهي إجتماع تشاوري أو اجتماع الطريق إلى إجتماع قاعة الصداقة !
وتأسيساً على هذا التدابر في المواقف المبدائية ، اختزلت عنقالية جرجيرة هذه الحوارات والمفاوضات فقالت لا فض فوهها :
اولها عسل ، وآخرها بصل ؟
ونذكرها بمقولة يسوع الناصرة :
بثمارها تعرفونها !
وتجدنا في إنتظار ثمار هذه الحوارات والمفاوضات في مقبل الايام ، هل هي :
+ جنات من نخيل واعناب وانهار من عسل مُصفى ، أم
+ جنتان ذوات اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل ؟
إنتظروا إنا معكم منتظرين .
3- ثلاثة مسارات ؟
هناك ثلاثة مسارات منفصلة ومستقلة ، بعضها عن البعض ، لهذه الحوارات والمفاوضات ، وإن شئت الدقة فهي بناية من ثلاثة طوابق ، كل طابق مفصول عن الطابقين الأخريين ، كما يلي :
اولاً :
في الطابق الاول تجد حوارات قادة تحالف قوى نداء السودان مع مبيكي ( بدون وفد النظام ) حول خارطة الطريق . تبدأ الحوارات يوم الاثنين 8 وتنتهي يوم الاربعاء 10 اغسطس 2016 .
يخطط مبيكي لكي يوقع الاربعة الكبار على خارطة الطريق في اليوم الاول ، الاثنين 8 شهر 8 ، بعد ان يقرأ عليهم مبيكي بيانا منه يلتزم فيه بإنفاذ مطلوبات التحالف المضمنة في مذكرة التفاهم المؤودة ، وبالأخص عقد اجتماع اديس ابابا التحضيري … روح ومبتدأ وخبر الحوار الوطني الجاد بمستحقاته .
في يومي الثلاثاء 9 والاربعاء 10 اغسطس ، سوف يعقد مبيكي اجتماعاً مشتركاً ، يشارك فيه التحالف ولجنة السبعتين ، وفيها النظام .
سوف يطلب التحالف من لجنة السبعتين الكديسة بدون اسنان الاتفاق حول اجراءات عقد اجتماع اديس ابابا التحضيري ، وإعتماد مخرجات وتوصيات حوار قاعة الصداقة ال 994 كمدخلات لاجتماع اديس ابابا التحضيري .
في المقابل ، سوف تطالب لجنة السبعتين صوت سيدها بإلحاق التحالف بالمؤتمر العام لحوار قاعة الصداقة ، المقرر عقده يوم الاثنين 10 اكتوبر 2016 ويمكن للتحالف ان يبسط مطلوباته امام المؤتمر العام ، برئاسة الرئيس البشير ، للتداول بخصوصها ، وتضمينها في الوثيقة النهائية للمؤتمر العام ، قبل إرسالها لارشيف دار الوثائق القومية .
عندها يقف حمار خارطة الطريق عند العقبة ، اللهم إلا اذا أَوْحَى الوحي لامبيكي ( ٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ، فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ . فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون . فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِين ) .
وَأُلْقِيَ قادة التحالف والنظام ُ سَاجِدِين .
في هذا السياق ، وفي يوم السبت 6 اغسطس ، إنتهت في الخرطوم أعمال الجمعية العمومية للحوار . كان الاجتماع من جلسة واحدة ، إنتهت في نفس يوم السبت . إفتتح الجلسة رئيس الجلسة ورئيس عملية الحوار ورئيس الجمهورية ورئيس الحركة الاسلامية ورئيس القوات النظامية وصاحب بردة الكرامة والفنلة رقم 10 … الرئيس البشير … بخطاب ضاف ، تبع ذلك كلمة من لجنة السبعتين ، وبعدها كلمة من سكرتارية الحوار تحتوي على توصيات لجان الحوار الست ( 994 توصية ) ، وأخيراً كلمة من ممثل الحوار المجتمعي . إنفضت الجلسة بعدها ، لتلتئم في المؤتمر العام للحوار ، الذي سوف يبدأ جلساته يوم الاثنين 10 اكتوبر 2016 ، بمشاركة تحالف قوى نداء السودان ، أو كما يخطط لهكذا مشاركة مبيكي ولجنة السبعتين المكرية .
سوف تتم ارشفة مخرجات المؤتمر العام للحوار في دار الوثائق القومية ، بعد زيارة رئيس الدار لسكرتير الحوار البرفسور هاشم علي محمد سالم في ابريل 2016 ، للتنسيق وقتها حول الموضوع .
وبعدها سوف ينسى الناس مسلسل خارطة الطريق ووثيقة المؤتمر العام للحوار في اكتوبر 2016 ، كما نسوا ، قبل 8 سنوات ، وثيقة ملتقى كنانة في اكتوبر 2008 . صحب ملتقى كنانة وسوف يصحب المؤتمر العام صخب دبلوماسي ، ودولي ، واقليمي ، ومحلي هائل .
وسوف ينتهي المؤتمر العام للحوار ، كما انتهى قبله ملتقى كنانة إلى … قبض الريح .
ثانياً :
في الطابق الثاني من البناية ، سوف تعقد مفاوضات بين النظام وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان ( مناوي ) ، من يوم الثلاثاء 9 إلى يوم الخميس 11 اغسطس 2016 ، بهدف الوصول إلى إتفاق لوقف العدائيات في دارفور .
إذا طابت النفوس ، ربما تم الإتفاق على تفعيل الاتفاقية الثلاثية ( الامم المتحدة + الإتحاد الافريقي + الجامعة العربية ) التي تهدف لتوصيل الاغاثات الانسانية للنازحين في مناطق دارفور الواقعة تحت سيطرة حركات دارفور المسلحة . ولكن هذا هدف دونه خرط القتاد ، إذ يرفض النظام تفعيل هذه الاتفاقية ، قبل نزع سلاح و تسريح قوات الحركات الدارفورية ، لخشيته من ان تقع الاغاثات في ايادي هذه الحركات .
لم تنجح عشرات من جولات المفاوضات بين النظام وحركات دارفور المسلحة ، منذ اتفاقية ابوجا في عام 2006 ، في الوصول إلى اتفاق مُستدام بين النظام والحركات ، فهل تنجح جولة الثلاثة ايام في اديس ابابا هذا الشهر ، في معجزة من معجزات النبي مبيكي ؟
سوف يصر النظام على ان مرجعيته الحصرية في مفاوضات دارفور هي اتفاقية الدوحة ( 2011 ) ، والتي لا يسمح بفتحها للتفاوض ، فهي اما ان تاخذها وتوقع عليها كما هي ، او تتركها .
سوف ترد حركتا دارفور ( سمعنا وتركنا ) !
وتكون الضحية في المحصلة النهائية اجتماع اديس ابابا التحضيري … روح ومبتدأ وخبر الحوار الوطني الجاد بمستحقاته .
ثالثاً :
في الطابق الثالث من البناية ، سوف تعقد مفاوضات بين النظام والحركة الشعبية الشمالية ، من يوم الثلاثاء 9 إلى يوم الخميس 11 اغسطس 2016 ، بهدف الوصول إلى إتفاق لوقف العدائيات في المنطقتين .
إذا طابت النفوس ، ربما تم تفعيل الاتفاقية الثلاثية ( الامم المتحدة + الإتحاد الافريقي + الجامعة العربية ) التي تهدف لتوصيل الاغاثات الانسانية للنازحين في مناطق المنطقتين الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية الشمالية .
ولكن هذا هدف دونه خرط القتاد ، إذ يرفض النظام تفعيل هذه الاتفاقية ، قبل نزع سلاح الحركة وتسريح عساكرها ، لخشيته من ان تقع الاغاثات في ايادي الحركة .
لم تنجح 12 جولة مفاوضات بين النظام والحركة الشعبية الشمالية ، منذ اتفاقية ( عقار – نافع ) المؤودة في يونيو 2011، في الوصول إلى اتفاق بين النظام والحركة ، فهل تنجح جولة الثلاثة ايام رقم 13 في اديس ابابا هذا الشهر ، رغم ما يحمله الرقم من تشاؤمات معروفة ؟
أحلموا … إنا معكم حالمون !
وتكون الضحية في المحصلة النهائية اجتماع اديس ابابا التحضيري … روح ومبتدأ وخبر الحوار الوطني الجاد بمستحقاته .
وكما قال يسوع الناصرة بثمارها تعرفون مآلات خارطة الطريق ونهائياتها !