بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من رئيس حركة العدل والمساواة للمؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي
السادة المؤتمرون
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تحية المجد والسؤدد
نتقدم اليكم بالتهاني والتبريكات وانتم تعقدون المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي السوداني العريق والذي يجئ في ظرف بالغ التعقيد من تاريخنا السياسي تعيش فيه البلاد دكتاتورية بغيضة وشمولية قابضة اقعدت بالوطن والمواطن.
مما لاشك فيه أن اجتماعكم التاريخي هذا يشكل محطة نضالية لافتة في مسيرة الكفاح القاصد للتحرر من اشكال الظلم والطغيان ومغالبة الباطل وخطوة عملاقة باتجاه تعزيز الديمقراطية الحقة داخل مؤسساتنا السياسية وضرورية لاستيفاء شروط التحول الديمقراطي المأمول تبرهن علي ارادة وثابة وعزيمة متينة وقدرة علي مواجهة تحديات التسلط والطغيان.
الرفاق والرفيقات
يتزامن انعقاد مؤتمركم العام مع حملة شرسة ضد حقوق الانسان وتفشي مريع للفساد وانهيار
تام في كافة مناحي الحياة في ظل تجبر استبدادي لنظام ظالم فرّط في وحدة البلاد وشرّد الملايين في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور وسحل الابرياء ولا يزال وكمم الافواه وعطل مشاريع التنمية مايستوجب رص صفوف العمل المعارض لرفع الظلم وتاسيس دولة العدالة والحكم الرشيد.
ومع ايماننا العميق بضرورة مراجعة المفاهيم والنظريات لجهة تطويرها والاطئمنان اليها الا اننا نتطلع ان تتخذ حركتنا السياسية من قضايا محاربة الظلم وتقديم الخدمات للمواطن وتحسين معاش الناس حلبة للتنافس والكسب
وإذ نثق أن قضايا البناء الديمقراطي ستكون حاضرة في نقاشاتكم فاننا نثق أكثر ان الاختلالات في ميزان السلطة والثروة وتقاطعات المركز والهامش ستجد حظها من التداول العميق
وشعار المؤتمر طريق الشعب الوحدة ..حرية سلام وعدالة نود الاشارة الي ان المهدد الحقيقي لوحدة السودان مستقبلا ليس تقاطاعتنا الايدولوجية اوكسوبنا الفكرية او تبايناتنا البرامجية بل يتمثل في ان ينشأ الجيل المولود تحت رجم المدافع وازيز القصف الجوي الجائر اطفال هيبان وايتام كلمة وعطاش وزمزم والقادمين من رحم المعاناة الذين يشاهدون الوطن يتظاهر لانعدام غاز الطهي ويغمض عيونه امام جرائم الاغتصاب والسحل والسحق ويتخطف الجاني ارواح امهاتهم واعزاءهم بلا جريرة فهذا الجيل الاولي بالمخاطبة والمناصرة الان وليس غدا فالطليعة المثقفة ورواد التغيير مطالبون بادراك ما يمكن ادراكه حتي لا يأتي يوما نبكي فيه علي وحدة فرطنا فيها بسبب اختلال الالولويات وضعف الوجدان القومي
التغيير تدفع فاتورته الباهظة الاجيال من مختلف الاعمار والشباب من يقابل بصدور عارية رصاص الطغيان من لدن اكتوبر حتي هبة سبتمبر المجيدة وطلابنا في الجامعات خط الصدام الاول والمرأة طحنتها آلة الحرب انتقاصا للحقوق وظلما واجراما فهي الشرائح الانسب لتصدر المشهد ولنقدمها لاكمال مراحل البناء.
بين حركة العدل والمساواة السودانية والحزب الشيوعي السوداني مشتركات وطنية وتفاهمات عديدة وما نحتاجه اليوم تحالف عريض يتجاوز التنسيقات الثنائية والجبهوية حول اسقاط النظام الي التعاون الحقيقي حول مشاريع بناء الديمقراطية واستدامة العدالة والسلام
ان كانت من توصية اخيرة فالظلم ولا شئ غير الظلم يهدد مستقبل الانسانية وقد تحسم الدبابات الصواعق او الطائرات الرواجم اوالجنود البواسل معركة او تكسبك حرب ولكن العدل وحده من يحقق السلام وتبقي الحاجة للعمل المشترك لاجل سودان يسوده الحب والتاخي.
وإن لم نكن بينكم في قاعات المؤتمر فاننا حضورا معكم في ساحات التغيير ومسارات التحول الديمقراطي والتمنيات لكم بنجاح مؤتمركم العام وكل ثقة في أن توصياته ستصب في خدمة الوطن.
د. جبريل ابراهيم محمد
رئيس حركة العدل والمساواة السودانية
الحادي والثلاين من يوليو 2016