الحركة الشعبية جناح " المؤتمر الوطني " بقيادة د. لام اكول لهزيمة الحركة الشعبية الأُم في الانتخابات القادمة

بسم الله الرحمن الرحيم 00
الحركة الشعبية جناح ” المؤتمر الوطني ” بقيادة د. لام اكول لهزيمة الحركة الشعبية الأُم في الانتخابات القادمة 0
عبدالغني بريش اللايمى 00 الولايات المتحدة الأمريكية  0

كل من يعرف الدكتور لام اكول لم يتفاجأ بمواقفه الإنتهازية واللاوطنية من القضايا السياسية الكبيرة ، والمتتبع لسلوكه السياسي منذ التوقيع على اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل يلمس بدقة كيف يخطط هذا الرجل لخلق الأزمات والفتن داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان بصورة تنبئ عن عقل انتهازي وسخ معاد للنضالات التي حققتها ” الحركة الشعبية ” في حربها الطويلة مع شياطين الخرطوم في القرن الماضي ، ففي الوقت الذي ابدى فيه لام اكول اعتراضاته على بعض قرارات قيادة الحركة الشعبية عندما كان وزيرا للخارجية السودانية ، كان في الوقت ذاته يهيئ نفسه ويحرك مليشياته القبلية لضرب الحركة الشعبية من الداخل ، سيما والحركة الشعبية كانت قد أقالته وجردته من منصبه عندما تشككت في اخلاصه ولاءه لها في عام 2007 ، وكان قرار الإقالة هذه كافية ليشن السيد أكول هجوما عنيفا وشديدا على الحركة الشعبية القيادة التاريخية ويتقرب من حزب المؤتمر اللاوطني الحاكم الذي مزق السودان إرباً إربًا لعشرين عاما 00 وهذا الموقف المخزئ من لام أكول بالطبع يفتقر للبعد الاخلاقي فضلا عن كونه موقفا غير وطني ومعاد للنضال المرير والطويل الذي قادته الحركة الشعبية 0

تناقلت وسائل الاعلام السودانية في الـ 30 من مايو 2009 خبرا يقول ان هناك جناح منشق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت اسم ؛؛ ” الحركة الشعبية للسودان التغيير الديمقراطي ” ؛؛ بزعامة الدكتور لام اكول – وحسب الخبر سيتحالف المنشقين الجدد مع حزب ” المؤتمر الحاكم ” بقيادة عمر البشير في الانتخابات المقبلة لهزيمة الحركة الشعبية الأُم ، والمتتبع للنهج السياسي الذي اتبعه السيد أكــــــــول سيما بعد ( ملتقى كنانة ) التي نظمته الجماعات الجنوبية الإنتهازية تؤكد انه يذهب بعيدا نحو رؤى حزب المؤتمر اللاوطني ذات التوجهات الإقصائية الشمولية والخطاب التهديدي الإرهابي 0

لم يعد سرا كما قلنا سابقا ان يتحول لام اكول من حزب إلى آخر، ومن حركة عسكرية إلى أُخرى حسب متطلبات المصلحة الشخصية الضيقة له ، وخروجه على الحركة الشعبية في عام 1991 مثلا كان خير دليل على سلوكه السياسي المنفلت ، كما ان خروجه على الحركة الشعبية اليوم وتكوين جناح منشق بالتنسيق مع عمر البشير تتويج آخر لإنتهازية الرجل وأنانيته ، وقدرته الفائقة على تسميم الأجواء السياسية داخل الحركة الشعبية ومن ثمة تصديرها إلى كل الوطن ، سيما أنه يعيش اليوم افلاسا سياسيا كبيرا ، ويتكئ بشدة على رؤى حزب المؤتمر اللاوطني ذات الطابع الشمولي والأجنحة العنصرية 00 غير ان الجديد في الأمر هو ان السيد لام أكول يلعب بنفس الأوراق القديمة البالية الفاسدة التي أكل عليها الدهر وشرب منها في مرحلة ما بعد ( اتفاقية نيفاشا ) التي أتى بالسودان الجديد !! 0

لقد عكس انشقاق لام اكول مجددا عن الحركة الشعبية بجلاء أنانية الرجل وعدم استشعاره بمسئوليته التاريخية في حماية وحدة الجنوب وصيانتها من محاولات عبث ” الجلابة ” الذين فقدوا مصالحهم بفعل اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل وباتت مناظر الخراب والدمار والنهب تستهويهم ، بل وباتوا غير قادرين على مواصلة حياتهم العادية دون الانغماس في مشاريع التآمر وتنفيذ المخططات المشبوهة التي تمس وحدة الجنوبيين وأمنهم واستقرارهم 00 حيث ان مشاريع استهداف وحدة الجنوبيين التي عبرت عنها بجلاء أعمال المخربين ” الجلابة ” في جنوب السودان ( الانفلاتات الأمنية القبلية القبلية التي حدثت مؤخرا في جنوب البلاد ) ، باتت تجد لها تبريرات وغطاء سياسي عند الدكتور لام اكول بأقصى درجات الانتهازية السياسية ، وتحولت قضايا الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والوحدة الجنوبية وحتى ممتلكات المواطن الجنوبي مجرد أوراق يستغلها لام اكول في إدارة اللعبة السياسية لصالحه دون وضع أي اعتبارات لحجم المخاطر التي قد تسببها مواقفه السلبية لعملية تقرير مصير جنوب السودان الذي نصت عليه اتفاقيا نيفاشا 0

الدكتور لام اكول بات يتعاطى مع اتفاقية نيفاشا وفقا لمبدأ الانتهازية السياسية ، وأصبح يسير بموازة المشاريع المشبوهة ضد وحدة الجنوبيين ، وبهذا يمثل خطراً لا يقل عن خطر ” الجلابة ” الذين ادخلوا البلاد بصفة عامة والجنوب بصفة خاصة في آتون صراعات واقتتال داخلي مدمر لسنوات طويلة 0
نعم تجلت انتهازية الدكتور لام اكول في أبهى صورها من خلال ملتقى كنانة  ، ومن ثم خلال تكوينه لحزبه الجديد المنشق عن الحركة الشعبية قُبيل الانتخابات العامة 2010، ومن خلال ظهوره المتكررة على فضائية نظام الخرطوم والقاءه اللوم على قادة الحركة الشعبية الذين يبذلون قصارى جهدهم للإنتقال بالجنوب من مرحلة الثورة إلى الحالة المدنية ، وتبريره أعمال المخربين الجلابة ، وشغب الفوضويين والغوغائية الإرتزاقية 00 ولسنا بحاجة إلى التذكير هنا أن أعمال التخريب والشغب والفوضى ونهب الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين في جنوب البلاد دائما تسبقه خطاب سياسي تحريضي من قبل حزب المؤتمر اللاوطني ، وبعده تقوم القوى الجنوبية الانتهازية بتبرير تلك الأعمال كما سبق لها وان بررت أعمالاً أخرى مماثلة اثناء الحرب الاهلية الاخيرة 0
وهكذا وكأن لام اكول والانتهازيين الجنوبيين لايستفيدون من أخطاءهم ومن  دروس الماضي المرير 00 يلدغون من نفس الواقع الجلابي القديم البالي على واقع ما بعد اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل واستحقاقات جديدة في ظروف متغيرة ومختلفة تماماً عن ( السودان القديم ) ! استمرأوا لعبة الطعن في جسد الحركة الشعبية ، واللعب بالورقة القبلية  0
ان ما لا يعرفه لام اكول ومن يغذيه من جلابة السودان القديم المأفون ، هو ان القضية اليوم ليست مزايدات رخيصة ، وليست طرح شعارات جوفاء ومفردات رديئة قذرة لتحقيق هدف آني ، وليست ايضا بالهروب أو الانتقال إلى صفوف حزب المؤتمر اللاوطني أو أي حزب آخر 00 إنما الموضوع يكمن في اتخاذ مواقف عملية وحاسمة تخدم قضايا الجماهير وتصب في مصلحة الشعب قبل كل شئ ، بعيداً عن الانفلات الخطابي العشوائي المليئ ببارود الفتن والكراهية المفرطة 00 وهو بإنشقاقه هذا عن الحركة الشعبية وتكوينه جسما غريبا ومشبوها يكون قد دق مسامير وليس مسمارا واحدا في جسد الحركة الشعبية وركب مع العنصري الطيب مصطفى في سرج واحد ، بسفهه المؤسسات الشرعية القائمة في جنوب السودان ، وعدم طرحه أية بدائل وحلول للخروج من ما يسميها هو بالأزمة داخل جسم الحركة الشعبية ، وبعرضه لافتات مكونة من عبارات السخرية والشتم والاستهزاء ضد الحركة ، وبتحريكه منصات صواريخه الاعلامية ومدافعه الكلامية لتدمير كل ما يأتي به قادة الحركة المناضلين الحقيقيين من اجل السودان الجديد ، وباحترافه النضال بالحنجرة والتضحية بالخطب البلاغية والتصريحات التهديدية التهريجية  0
لام اكول يتحدث اليوم عن ما يسميه بمشكلات وأزمات جنوب السودان والفساد في داخل الحركة الشعبية ، وكانه بمنأى عن تلك الأسباب التي أدت إلى صنع هذه المشكلات والأزمات 00 أكولاً هذا أكثر من يستهوي لعبة زرع الفتن وامتطاء النكبات والنكسات00 فهو من يستخدم دائما أسلحة فاسدة في معترك سياسي لتحقيق مآربه ومصالحه الشخصية 00 وهو من  ينتج ويختلق الأزمات ويغذيها اعلاميا ومعنويا ومن ثم يأتي ويحمل قيادة الحركة الشعبية مسؤولية تبعاتها 00 هو من يفخخ ويسمم الحياة السياسية في جنوب السودان ويلغم مسالكها ودروبها ، ومن ثمة يطالب قيادة الحركة الشعبية بتفكيك المفخخات الكيماوية وصواعق الالغام !! 00 فهل يعتقد لام أكول ومن معه من انتهازيي الجنوب بأن شعب الجنوب سيصدق ما يقولونه ويفعلونه اليوم ؟؟ 0

وإزاء هذه المناظر الأكولية المأساوية المفجعة 00  لا بد أن يتحمل الجميع في جنوب السودان وشماله أفرادا وجماعات ، قبائلا وقوميات ، منظمات مدنية واهلية ، قوى سياسية وحزبية ، المسؤولية لدعم ومساندة الحركة الشعبية لتحرير السودان للحفاظ على وحدة اراضي الجنوب ونشر فكر السودان الجديد ، والعمل على مجابهة وفضح وتعرية المجموعات الانتهازية ومنعها من خوض الانتخابات القادمة باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان خوفا من تشتيت أصوات الناخبين 00 ومنع من يختلقون المبررات لأعمال الفوضى والشغب في الجنوب من امثال ” لام أكول وبونا ملوال ” 0

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *