حسن اسحق
شغل الرأي العام السوداني قضية الكنسية الانجيلية في مدينة بحري، بعد ان تدخلت هيئة الاوقاف والارشاد في شؤون الكنيسة الانجيلية بعد شراء قطع من الاراضي الاستثمارية التابعة للكنيسة الانجيلية، وتحولت الاراضي الكنسية الي قطع للربح والتكسب بتواطوء مع انتهازيين من الكنيسة وهيئة الارشاد والاوقاف بالتدخل في شؤون الكنيسة، وجرها الي صراع بين افرادها وتقسيمهم الي مجموعات متصارعة تلعب الحكومة فيها دور كبيرا، والاستثمار في الكنيسة الانجيلية ، واعتقال قيادات مسيحية من الكنيسة الانجيلية من داخل دور العبادة كما حدث مع القس عبدالرحيم يحي نالو عدة مرات من قبل جهاز الامن والمخابرات الوطني قبل اشهر، واغلاق المراكز الانجيلية الثقافية في العاصمة الخرطوم، وفي عام 2012 قام مجموعة من الشباب المحرضين بحرق الكنيسة الانجيلية في الجريف غرب، بعد قيام امام مسجد سلفي يدعي محمد عبدالكريم بالتحريض علي حرق الكنيسة وطرد المسيحيين في البلاد، وبعد انفصال جنوب السودان ، قال خاطب الرئيس امام حشد جماهيري ان زمن التعددية الدينية ولي، وبات السودانيين اغلبهم مسلمين، قائلا (مافي دغمسة) ويقصد بها التعددية الثقافية والدينية ، وان زمنها انتهي حسب تصريح الرئيس في القضارف ، وبعدها بشهور قام مجموعات شباب سلفية بحرق كنيسة الجريف غرب، وحرق الفصول الدراسية بداخلها ، وتمزيق الكتب الدينية وتكسير المقاعد في الفصول الدراسية داخل كنيسة الجريف، والي الان لم يحقق في الامر من قبل السلطات ذات الاختصاص ، ولم تلقي السلطات القبض علي الجناة السلفيين، رغم ان قادة الكنيسة في الجريف، اطلعوا السلطات الامنية بالتحريض الذي سمعوه من السلفي الكبير محمد عبدالكريم…
.
وبدأت مشكلة الكنيسة الانجيلية في منتصف شهر نوفمبر الماضي عندما انتهز بعض التجار الفرصة والتحالف مع الانتهازيين ببيع قطع من الكنيسة لمستثمر، واعتصم رجال الدين والشباب المسيحيين في الكنيسة الانجيلية في بحري ،وقام رجال الشرطة باقتحام مقر الكنيسة، والقاء القبض علي عدد من العشرات منهم، وتم توزيعهم في عدد من مراكز الشرطة في بحري والجريف، وقبل اشهر قامت السلطات الامنية باغلاق الكنيسة الخمسينية علي شارع السيد عبدالرحمن في الخرطوم، واعتقلت من داخل مقر الاعتصام (37) ، وقدمتهم الي محاكم ايجازية علي (22) منهم بالغرامة (200) جنيه، وظلت الكنيسة تعاني من الاعتداء منذ 18 نوفمبر، وكل هذا بسبب تدخل وزارة الاوقاف والارشاد في ادارة الكنيسة..
.
منذ استقلال جنوب السودان تعرض المسيحيين في اماكنهم منذ استقلال جنوب السودان تعرض المسيحيين للعديد من الانتهاكات من قبل دولة الشريعة، وباستخدام قوة السلطات في اعتقال رجال الدين المسيحيين، ومصادرة الكتب الدينية المقدسة لمداهمات بواسطة القوات الحكومية،وهناك المحرضين من رجال الدين السلفيين،وحتي مؤسسة الدولة الرسمية في اعياد الكريسماس ترفض الحكومة ان تكون هناك اجازة رسمية لهم، فكل مرة يمر علي المسيحيين تمر بهم بالانتهاكات حتي داخل دور العبادة التي تحدث في مدينة ام درمان وبحري والخرطوم وغيرها من الولايات السودانية. الحكومة السودانية تتظاهر بكفالة الحريات الدينية في السودان للجميع، الا ان الواقع يظهر خلاف ما تتظاهر به من تسامح مزيف، وما قامت به المؤسسات الحكومية، بات يشكل خوفا علي كل المسيحيين في البلاد، وكل مرة تسعي فيها علي مصادرة الكتب الدينية كما حدث في مرات عديدة، واغلاق دور العبادة المسيحية المتكررة، هناك من يعمل في خلف الستار الي دفع المسيحيين الي مغادرة السودان، وترك البلاد لهم، لانها ارضية لاغلبية مسلمة، والاقلية الدينية بهذا السلوك الحكومي ستجد نفسها في نهاية الامر،علي انها منبوذة ، ودرجة ثانية في المجتمع السوداني، وبهذا السلوك المتكرر،سينتج يوما خلاياء دينية تهدف الي تكسير الكنائس وطرد المسيحيين ، الخوف من يدعو الي قتلهم في المستقبل، ودفع الجزية ، باعبتارهم نصاري وغيره، وهذا الوضع بدأت ملامحه تتضح في واقع التعايش الديني الذي تكذب به حكومة المؤتمر الوطني في الخرطوم، وكل مرة يحدث انتهاك للمسيحيين السلطات الامنية تلتزم الصمت القانوني، وسؤال لم يجد له الاخوة المسيحيين في السودان اجابة الي الان، لماذا الحكومة السودانية واجهزتها الامنية الي لم تجتهد في القاء القبض علي من قاموا بحرق الكنيسة الانجيلية في الجريف غرب عام 2012، ولم يحقق مع رجل الدين المتطرف محمد عبدالكريم المتهم الاول بالتحريض، ولمح الي الي حرق الكنيسة وتكسير اجزاء منها…
.
ان ما حدث للكنيسة الانجيلية في بحري هو يوضح ان الدولة تحمل فكرها الديني المتطرف في السر ،وتظهر التسامح في العلن، وتكذب بشأن حرية الاديان، ولكنها في ذات الوقت تتواطوء مع هيئة والارشاد والاوقاف وبعض الانتهازيين في بيع جزء قطع من دور العبادة المسيحية، تتحدث عن احترام المختلف دينيا، وفي نفس الوقت تقتحم مكان اعتصام المسيحيين، وتقتادهم الي السجون في العاصمة، ومحاكمة الكثيرين منهم بغرامة مالية، بتهم الازعاج العام والسلطات،تتحالف مع التجار لبيع قطعة من ارض دور العبادة للمسيحيين، وتتدخل حتي في تعيين من تريده هي في الكنائس في العاصمة، والكنيسة الانجيلية في الخرطوم، تعرضت لهجوم شديد وسافر منذ ان استقل جنوب السودان، من حرق واعتقالات لرجال دين، وملاحقات امنية للشباب، واضطر العديد منهم الي مغادرة البلاد. هذا هو النموذج الاسلاموي في السودان، يخرج اعوانه في تظاهرات ضد ما يعترض له المسلمين في افريقيا الوسطي، ولكن عندما يعترض اخوتهم في الوطن من قهر وتعسف واضطهاد ديني، يتوارون خلف جدار المعابد، كأن شيئا لم يكن اطلاقا، يحرضون علي العنف الديني، ويستولون علي معابد الغير، والسلطة تحميهم والشريعة تعطيهم الحق في ذلك.
[email protected]