4 شهور في سجون ام درمان

حسن اسحق
تأجلت محكمة معتقلي الخوجلاب الي الثامن عشر من شهر فبراير ، وحددت محكمتهم امس الاربعاء،لعدم حضور الشاكي الي قاعة المحكمة . انها سياسة ارهاق المعتقلين ، بتمديد الجلسات ، بغياب الشاكي ، ان تأجيل اي جلسة في محاكمة ابرياء، هو ابتزاز نفسي ، وتفكير الحكومة بسياسة ترويض المعارضين ، وإرجاعهم الي بيت الطاعة والولاء لنظام الحكم . بدأت معاناة اسر منطقة الخوجلاب، في السادس والعشرين من شهر سبتمبر من العام الماضي ، عندما حضرت قوة مدججة بالسلاح الي منطقتهم، واعتقلت اكثر من عشرين فردا، ومن بينهم اربعة لم يبلغوا ال 18، ما زالوا قصر، وقالت احدي الامهات عندما قبض علي ابنها،كان عمره 15 عاما، وبعض المعتقلين افرج عنهم بالضمانة، والعشرة ظلوا قابعين في ظلمات غرف النظام، لاكثر من 4 اشهر، عانوا الظلم ، وهذا حبس اجباري من دون محاكمة المتهمين، اذا كانوا متهمين الي حكم عادل . وقبض عليهم بتهمة المشاركة في التظاهر، وهل هذه جريمة تستدعي الحبس 4 اشهر في منافي الاعتقال النظامية، بهذه الكهوف يشددون القبضة، وما ارادوه من هذا الاعتقال، ان يقولوا ان من يتجرأ علي الخروج ضد رغبة النظام، مصيره سيكون كشباب الخوجلاب. ان الحضور الاسري واهالي المنطقة كان كبيرا، ودموع الامهات تسيل علي الخدود المختومة بغضب علي المؤتمر الوطني، والثياب نالت حظها من مياه العيون الحزينة ، انهمرت ، عند رؤية الابناء يخرجون من غياهب محكمة بحري، وقالت احدي الامهات النصر بيد مولاها لا غير . بعضهم كبر واخرون صمتوا،وقلوبهم منشغلة بما ستفضي اليه المحكمة، وتسربت الانفاس والحضور الي باب المحكمة الضيق،كضيق النظام بأهل السودان. فكل شرطي امام البوابة ، يري نفسه الحاكم الازلي، ويعطي اوامر إدخال هذا، ومنع ذاك، انها عقلية النظام العام، والاحتياطي المركزي، فشرطي المحكمة خريج المدرسة ذاتها ،لايختلفون كثيرا في تعاملهم . ان تحطيم النفس السودانية بدأ بأسلوب القهر والاذلال وتبخيس الذات السودانية، ورميها في مكب النفايات، وجعلها تعتقد علي الدوام انها لا تسوي شئ في وطنها ، وتجاهل حقها في الدفاع عن النفس، والخوف من رفع الصوت للمناداة بحقوقهم . فرفعه يعني السجن والاعتقال والحرمان من حق توكيل من يدافع عن النفس، حتي بعد القبض. ان معتقلي الخوجلا ب ، عانوا من قسوة النظام 4 شهور يقضوها في ظلمة سجن ام درمان،ويتخوف الاهل والاسر والمدافعين من تزايد الشهور، وماغياب الشاكي في جلسة الاربعاء، رسالة لمزيد من الاهانة لانسان السودان.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *