بقلم : أحمد عبدالرحمن ويتشي
[email protected]
بالطبع هذه هي مرة الاولي التي لم اضع فيه كلمة (السفاح)! امام اسم عمر البشير الذي منذ ان ابصرت عيناي النور وهو (يجلبط)!في وطني وماتزال السبب الذي جعلني ادبجه بكلمة السفاح راسخا ولم ينمحي اي انه لم يذهب الي لاهاي لتسليم نفسه بعد ان ارتكب افظع المأسي والجرائم بحق انسان دارفور وكردفان والنيل الازرق والشرق !!
فقط لن ادبجه بالسفاح هذه المرة احتراما وتقديرا للشعب الاسكتلندي والشاب المهذب الراقي السيد (دفيد كامرون)! رئيس وزراء بريطانيا العظمي الذي قدم درسا في (كل شي)! لاهل بنبر السلام الفاشل زابحي (الثور الاسود)! وللسفاح عمر البشير! نسيت ياخي ما قلنا الليلة سفاح مافي !!وقبل ذلك نعلم جيدا بانه لا توجد مقارنة بين بريطانيا والسودان ولكننا نذكر هذا علي اساس ان السياسة هي السياسة اي بمعني سواء كان ممارس في بريطانيا او السودان وخاصة عندما يتعلق الامر بسلامة الاوطان والشعوب ومصيرهم ونقول بان (الحمار المكادي)! والحمار المكادي هذا من النوع البطئي
في (المشي والفهم)! الا انه اذا ذهب واتي بطريق واحد لمدة اسبوع قد يتعلم ويسلك ذات الطريق بعد اسبوع من دون رفع (العصا الامريكية )! وفقا لنظرية التكرار بعلم الحمار
ولكن الحمار المعني هنا والذي قضي نحو ربع قرن من الزمن ذهابا وايابا بطريق واحد ولكنه لم ولن يتعلم شيئا فقط مزيدا من (السواطة)!
والدرس الذي قدمه الاسكتلنديين و السيد المحترم دفيد كامرون تمثلت في التصريحات التي ادلدوا بها قبل وبعد عملية الاستفتاء
وقد لاحظنا ذلك في الاتي :
اولا :-قبل ظهور النتائج :
1- دفيد كامرون :
المحايد والمسؤول عن ترتب الامر باعتباره رئيس وزراء بريطانيا العظمي
يقول بانه سيقدم استقالته اذا لا قدر الله واستقلت اسكتلندا وسيقدم توصيات للنظر في الاسباب التي ادت الي استقلال هذا الجزء من المملكة وساتمني لهم التوفيق وان يعملوا مع المملكة لمجابهة التحديات معا
2- اليكس سلموند المؤيد للاستقلال
حيث قال : علي الشعب الاسكتلندي ان يقرر مصيره سواء كان البقاء مع المملكة المتحدة او الاستقلال عنها وفي كل الحالتين يبقي الارادة الشعبية هي الفيصل ويقول اليكس سلموند انا اؤيد الاستقلال بشدة عن المملكة المتحدة ولدي تصور كامل عن المستقبل واري اسكتلندا المستقلة اكثر ازدهارا
ثانيا :- ما بعد ظهور النتائج
1-اليكس سلموند
لقد قال الشعب الاسكتلندي كلمته
ولم انهزم اطلاقا وساذهب الي بيتي انام وانا راضي كل الرضي عن ما قمت به من جهد لتقديم كل ما لدي للشعب الاسكتلندي واقدم التهنئة للاغلبية الذين قرروا البقاء تحت التاج الملكي والشكر لهم ولجلالة الملكة
2- دفيد كامرون
انا سعيدا ولست سعيدا بكوني مررت بهذه التجربة التي كان قد يصعب معنا الوضع فيما لو كانت لصالح الاستقلال ومن هنا ادعوا الي النظر وبعمق الي الاسباب الجوهرية والتطلعات الجماهيرية التي ادت الي هذه النتيجة التي تمثلت في فارق ضئيل جدا لا يتعدي (6)! اصوات فاز بها الوحدويون علي الاستقلاليون !!
والكلام هذا يدل علي عظمة الشعب الاسكتلندي والشاب المحترم دفيد كامرون بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء
وهنا قدما درسا مجانيا في الرقي وعفه اللسان لعمر البشير وجماعة بنبر السلام الفاشل عسي ولعل اذا لا قدر الله وحدث مطالبه باستقلال اخر من الشعوب السودانية (المتململة)! نأمل ان ياتوا بما اتوا به من فاحش القول من قبل لان لعمر البشير وجماعة البنبر هولاء مواقف لم و لن تنسي ونتذكر بذاءة السنتهم وعنصريتهم وحقرهم بعد استقلال الجنوب
وقبل ان يجف الدماء التي كانت تسيل من جيد الوطن الجريح لقد سارع جماعة البنبر بزبح الثيران السوداء احتفاءا ببتر (السرطان) كما كانوا يسمون جنوب السودان وشعبه العظيم وقد سارع ايضا عمر البشير الي تجهيز المشانق للذين يريدون (الدغميس )! ورافضا اي (لوة لوة )! في شأن العقيدة واللغة و(السخافة)! الاحيادية التي اصبح صافيا حسب اعتقادههم بعد تنقيتها من الشوائب (الجنوبية )!
وقد لاحظنا
1-اول تصريحات عمر البشير كان
المراة اذا رفضت البقاء مع زوجها ماذا سيحدث لها ؟! وبعد ان هلل وكبر نفاقا واخذ فاصل من الرقص بمؤخرة علي طريقة راقصات البالي
اجاب قائلا :(الجنوب طلاقناه خلاص لانها لا تريد البقاء معنا )!
2- ومن ثم توالت سلسلة تصريحات الغبية من عمر البشير
وصرح صارخا (تاني دغمسة مافي في موضوع الهوية)! ملوحا بعصاه في تجاة غرب السودان كما وصفه الاستاذ ابونموشة !!
3- تم القبض علي عمر البشير متلبسا بسرقة الالاف من براميل النفط الجنوبي مما ادي الي اغلاق البلف فيما بعد (يا خوانا هل في امير المؤمنين حرامي)!؟
والي جعله يفقد اعصابه ليصف الشعب الجنوبي بالعبيد والحشرات الذين يجب اباداتهم وبترولهم هذا لن يمر من شمال السودان واضاف قائلا: (خلي يموصو ويشربو )!!
عاضا نواجز الندم علي استقلالهم ومهددا باجتياح جوبا وتحريرها ولكن سرعان ما رد الجنوبيين ردا مقرونا بالقول والفعل ب(تحريرهم)! لمنطقة هجليج النفطيه نعم تحرير وليس احتلال كما يقال !!
وقتها كنا ننتظر وبفارق الصبر ان يعتذر عمر البشير للحنوبيين جرائمه طوال (20)!سنه ويعتذر لهم باسم كافة الحكومات المتعاقبة والشعوب السودانية الباقبة الذين استعبدوا الجنوبيين لنصف قرن كامل !!
وتمنينا ان يطالب باعادة النظر في امر الدولة السودانية واجراء قراءة جيدة لاسباب التي ادت الي استقلال الجنوب ولكنه بدلا عن ذلك دشن ما يسمي بعمليات الصيف الساخن باستيراد مرتزقة من الخارج لابادة (المدغمسين الاستكلنديين)! وهو لم يفأجنا في ذلك !!
والعجب في الامر هو ان ديفيد كامرون هذا يصغر عمر البشير بسنوات ضوئية وعندما كان عمر البشير يعربد ويبيد شعبه تحت رايات (الجهاد في سبيل الله)! ويسلح قبائل اخري باسم العروبة ويأتر عقولهم ضد اخوانهم في الهامش لاستخدامهم في مرحلة لاحقة ! جنجويد !
لقد كان وقتها دفيد كامرون هذا مجرد طالب مجتهد يلتمس طريقه نحو المستقبل لخدمه بلده في شركاته الخاصه او مواقعه الحكومية ولكنه انتهي به المطاف رئيسا لوزراء بريطانيا العظمي !! وعظمي هذه ليست كعظمي الزعيم الجماهيري الراحل !!
والكثيرون قد تابعوا هذا الحدث التاريخي التي مرت بها المملكة المتحدة جراء عملية استفتاء
والتي تم بنجاح و جاءت نتائجها عكس ما كان يأمل بها بعض الاسكتلنديون وانتهت الي الوحدة (الطوعية )! بعيدا عن راجمات او ازيز انتنوفات او سرقة النفط او احتلال نيوكاسل او ادنبرة او غيرها من المناطق الحدودية (المتنازع عليها) طبعا!!
وهذا الحدث البارز يعتبر من احداث القرن ال(21) علي اساس انه يتعلق بوحدة اراضي المملكة المتحدة والتي هي اصبحت شماعة يعلق بها الاخرون نتائج فشلهم ويتهمونها بتقسيم اراضيهم في مستعمراتها السابقة التي سلمها لهم كاملا بلا نقصان قبل(58)!سنة وباحدث دواليب الادارة والمشاريع الزراعية وطرق التعليم وسكك الحديد وبل ساهم معهم في رفع علمهم ودعمهم في المحافل الدولية وسلمهم جيش بعتاد حربي وكلية حربية لن يدخلها الا هولاء الفاشلون العنصريين الذين تفننوا في ابادة اخوانهم بسلاح الدولة !!
وقد نال هذا الحدث اهتمام كل وكالات الانباء وخاصة من محطات التلفزة العالمية مثل (CNN)و (bbc)! ولشهر تقريبا نادرا ما تفتح هذه القنوات ولن تجد فيها خبير من اهل الباطن مستضاف لحديث عن هذا الامر المتعلق بوحدة تراب بلد ومصير شعب وليس للحديث عن اغاني (كريغ دفيد)! او الطمبور وشعر ادعاء الفروسية والشرف الرفيع و(الرقيص والجبجبة)! كما كان يحدث عند اهل عمر البشير ايام ما كان بلدهم في العناية المكثفة !! ما شغلنا !!
وقد سرق هذا الحدث النوم من عيون الرئيس الامريكي باراك اوباما والاسترالي توني ابوت والكندي كيفن هاورد الذين هم معنيين بالامر حضارا ومستقبلا باعتبار ان استراليا وكندا ايضا منضويتان تحت لواء الملكة المتحدة وامريكا تحسب نفسها جزء من المملكة والعكس كذلك والقلق الاكبر كان من القادة الاوروبيين الذين حبسوا انفاسهم
خوفا من ولادة دولة جديدة في الخارطة الاروربية يضعهم في موقف (قانوني حرج)!علي اساس ان معاهدات الوحدة والدفاع والهجرة والمال واشياء كثيرة سوف تعاد النظر فيها من جديد !!
وليس كما حدث عندنا من رواد ناديي الجامعة العربية و الاتحاد الافريقي للطغاة والفاسدين الذين كانوا يستمتعون من خلال الشاشات بمشاهدة جريمة تقسيم اكبر دولة افريقية وعربية !!
وبخلاف ذلك نجد ان القادة الاوروبيين تملكهم الخوف من لعنة قد تطاردهم في المستقبل و(فلادمير بوتن)! من خلفهم كان يحدق من شرفات الكرملين منتظرا النتيجة ليشمت فيهم اذا ما فشلوا
وامامهم الكابوس (الكتلونيي والباسكي)! اللذان تصران علي الذهاب بعيدا عن اسبانيا منذ سنوات بسبب مرارات قديمة متراكمة منذ ايام (الجنرال فرانكو)!! الله يستر ما يحرمونا من (كلاسيكو)! البارشا والريال ! كما (هرمنا)! من قهوة ماما راجينا ومباريات كتور والملكية جوبا!
وقد قام الاتحاد الاوروبي بجهود واحضة لمساعدة الاقليمين الاسبانيين بتقديم كل الغالي من مساعدات مالية ضخمة وتحديث البنية التحية وتقوية الاستثمارات لخلق فرص العمل للشباب في الاقليمين واللذين اصبحتا من افضل الاقاليم في اسبانيا خاصة وشبة جزيرة سيبريا بشكل عام !! وهذا علي سبيل المثال !!
بالعودة الي المملكة المتحدة وعملية تقرير مصير الاسكتلندي نجد انها جاء وفقا لمعاهدة قديمه بين الطرفين الذين تربطهما علاقات (دم وقربي)! و(حب ومعارك وزيجات ملكية)! وانضمتا في اتحاد واحد العام (1707م )! و فيما بعد حظيت اسكتلندا بصلاحيات واسعة في الحكم الذاتي منذ العام (1997م) وفي العام (2012م) وقعت المملكة مع استكلندا علي اتفاق يعطي البرلمان المحلي في اسكتلندا صلاحيات لتريب لاجراء استفتاء في العام (2014م) والتي تمت فعلا في 18 سبتمبر الحالي وفاز فيها معسكر الوحدة علي معسكر الاستقلال
ويذكر ايضا كان للاسكتلنديين مساهمات كبيرة في تاريخ الامبراطورية البريطانية
علي اساس ان المخترعين والمستكشفين والجنرالات الاسكتلندين كانوا حضورا كامثال في مجال الهاتف والكهرباء والتلفزيون والالات البخارية ورحلات الاستكشاف حول العالم !! كما كان للجنوبيين السودانيين حضورا في الجيش والمشاريع الزراعية وخدمة المنازل والبناء المساجد (جنودا وخدما وعمالا وكفارا)!!
ولا مش كدا يا كمال عبيد زي ما قلت (الجانقي ديل لو انفصلو حقنة ما نديهم تاني ) انت وين يا كيمو ما شايفك ؟!!
وهذه المعاهدة التي ادت الي اجراء حق تقرير المصير الاسكتلندي لم ياتي بعصا مرفوعة من الخارج ولا بضغوطات من (السودان)! بل انما هي وفاء والتزام لمعاهدة التي هي قائمة علي اساس مراعاة حقوق الشعوب لتحديد مستقبلها طوعا دون اكراه واجبار
وهو درس جيد يجب ان يتعلمها الكثيرون
شكرا الشعب الاسكتلندي شكرا السيد دفيد كمرون شكرا صديقي الاسكتلندي دارين فرجسون وزوجته مليسا فرجسون
وصديقي هذا عندما ترجمت له خطابات عمر البشير بعد استقلال جنوب السودان لم يجد ان لا يقدم جملة من الاسئلة لم اجد لها اجابات حتي اللحظة والذي قال متسأئلا هل هذا الرجل جاد في كلامه هذا ام يمزح )!؟
من الذي صوت له في الانتخابات حتي اتي رئيسا !؟
وهل تم تقديمه للمحاكمة بسبب كلامه هذا ام لماذا حدث ؟!
وهي اسئلة ليست للاجابة !
والسلام .