بقلم: صلاح سليمان جاموس
ساعات قليلة تفصلنا عن إختيار الفريق عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية المصرية. وسيكون سيادته ثاني رئيس منتخب في مصر بعد الرئيس الأسبق الدكتور مرسي . والمعلوم أن مصر الشقيقة كانت ترزح تحت حكم الحُكومات الديكتاتورية لاكثر من 7 ألف سنة. عاشت مصر وشعبها سنوات عصيبة ومازالت منذ ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك .. ولم يهنأ المصريون بالأمن منذ ذلك الحين .. ويُعلق معظم رجال ونساء الشارع المصري آمالهم علي السيسي الذي قابلوه بشعار (كمّل جميلك) طالبين منه الترشح لرئاسة الجمهورية لثقتهم في أنه سيحسم الفوضي (كما يقول بذلك كثير من فئات الشعب المصري الذين نلتقيهم بسوح المؤسسات المصرية بالقاهرة) ..
أن للمصريين أن ينعموا بالإستقرار الذي فقدوه لاكثر من ثلاثة أعوام فُقِدت فيها أرواح كثيرة بسبب الخلافات والمواجهات المسلحة الداخلية. كما لحقت كوارث بالاقتصاد وتمزق النسيج الاجتماعي المصري .. وبالتالي تأثرت مكانت مصر علي المستوي الاقليمي والدولي .
بعد تعيين الفريق السيسي رئيساً بأمر الشعب المصري ، ستواجهه أمور جِسام علي المستوي الداخلي للدولة أكبرها وأهمها إيجاد الأمن إنعاش الإقتصاد.. أما خارجياً فعليه بالسعي لإعادة مصر لوضعها الريادي علي المستوي الاقليمي والعالمي..
نحن في السودان وبعد مباركتنا للرئيس السيسي المنصب .. نطلب منه أن تقف مِصر دولة وشعباً مع إرادة الشعب السوداني الشقيق .. وكما هو معلوم للمصريين وغيرهم ماهية إرادة الشعب السوداني ، الشعب الذي مازال يجثم علي صدره السفاح البشير منذ أكثر من ربع قرن من الزمان ، هذا السفاح البشير وزمرته قتلت أعداد كبيرة من أفراد الشعب ومازالت تقتل كل يوم .. السفاح الذي لحق ضرره كل بيت إما بالقتل أو قطع للأرزاق .. السفاح الذي يكذب ويتدثر بلباس الدين الذي هو برئ من أفعاله ..
سيدي الرئيس السيسي عليك أن تعلم أننا كسودانيين لم تعجبنا زيارة الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي إلي السودان إبان توليه رئاسة الدولة المصرية وقد كتب كثير من الناشطين والمعارضين لسياسة القتل الذي تمارسه حكومة البشير ضد الشعب السوداني.. وأذكر أنني كتبت مقالة بعنوان: الرئيس المصري ضيفاً علي مجرم الإبادة الجماعية.. وكان حينها إلتقي وصافح السفاح وأبرم معه الإتفاقيات التي تضرر منها الشعب السوداني وربما إخوتنا المصريين..
إن سكوت العصابة الحاكمة عن أمر حلايب لم يكن إلا خوف عصابة البشير من تهديدات رئيس المخابرات المصري في عهد مبارك الراحل عمر سليمان، الذي هدد البشير وعلي عثمان برفع شكوي للمحكمة الدولية بسبب محاولتهم قتل رئيس مصر عام 2005 بالعاصمة الإثيوبية أديس أببا.. هذا السطت الذي لا يبرر بالموافقة علي مصرية حلايب وبالتالي عدم حل القضية بالطُرق التي ترضي الشعب السوداني .. سيدي مثل هكذا خلافات لا تُحل بالأعمال الاستخباراتية وإنما تحتاج لِجو وِدّي لحلها ..
سيدي الرئيس .. إنتخاب الشعب المصري لشخصكم يعني أنه فوضكم لتحمُّل إعباءه السياسية ، ونحن أشقاء الشعب المصري نطلب من سيادتكم تحمُّل جزء من أعباءنا المتمثلة في إسقاط النظام الديكتاتوري السوداني .. ونرجو منكم المساعدة في إيجاد دولة ديمقراطية سودانية وذلك بدعم المعارضة المسلحة والسلمية التي تسعي للهدف السامي الذي ينشده الشعب منذ سنين ..
أُأكِّد لك سيدي الرئيس الفريق عبدالفتاح السيسي أن كل مكونات الثورة المسلحة السودانية ممثلة في الجبهة الثورية وبعض الحركات الأُخري وكذلك مكونات المجتمع المدني السوداني والأحزاب المعارضة للسفاح البشير تتمني قيادتك الدولة المصرية وأخذها لِبر الأمان .. ولتعلم أن السفاح البشير سيخرج لك غداً ببرقية تهنئة لتولي فخامتكم أمور البلاد .. وستكون بنفس الأحرف التي كتب بها لسابقك د. مرسي الذي قال فيه معسول الكلام .. ولتعلم أن حكومة البشير حكومة نفاق ولا تثبت علي رأي واحد .. الشعب السوداني في كفة وعصابة البشير وجنجويدها في الكفة.. ونحن نعلم أن الشعب المصري وقف ومازال يقف مع إرادة شعبنا .. وأنت معه سيدي الرئيس.
[email protected]