في ام جس ، جرس بلا رنين

 
حسن اسحق
انتهي ملتقي ام جرس في تشاد حول السلام والامن والتعايش الاجتماعي بشأن ازمة في دارفور التي تجاوزت العقد، يعادل عمر طفل يدرس في الصف الثالث، اقول ماذا قدم مؤتمر ام جرس الاول الذي عقد في نفس المدينة التشادية نهاية العام الماضي، اعقبه في بداية الشهرين يناير وفبراير ابادة ثانية في مناطق جنوب دارفور وشمال، والمؤتمر الذي عقده التجاني سيسي في عاصمة ولاية وسط زالنجي حول التعايش السلمي واجه فيه المواطنين برصاص الامن وكان ضحاياه نازحي معسكر الحميدية. ان هذا الحرس في ام جرس التشادية، يبدو انه قرر اكمال الابادة الثانية في دارفور التي بدأ مسلسها عامي 2003 و2004،متواصلة رغم القرارات الدولية القادرة علي اصدار بيانات الشجب والادانة،ورغم وجود القوات الدولية علي اراضي اقليم دارفور،فشلت في حماية النازحين ومعسكراتهم من الجنجويد التي اطلق عليها قوات الدعم السريع،فلها اليد الطولي في الحرق والقتل والاغتصاب.ان الحكومة قرأت الواقع في دارفور حسب مزاجها الاثني،وتجاهلت الحركات المسلحة،وارادت عبر دبي الرئيس التشادي ان تمرر ورقت القبيلة عبر طاولة ام جرس،بدلا من الحل
الشامل،وايقاف دعمها للمليشيات،وسحب السلاح منهم،وتجريدهم من الدعم الكبير.ان مؤتمر ام جرس الاول والثاني لن يكون امتدادا لاتقافية الدوحة ماتت ونعتها واشنطن،وهذا ما اغضب المؤتمر الوطني،واعتبره تشجيعا للحركات المسلحة،لكي تتمادي في مطالبها.ان الجرس التشادي لن ينجح في فعل سلام واستقرار حتي لو شارك فيه حزب الترابي الذي يتوهم، انه باستطاعته لم شمل
الحركات باشارة منه،وحزب الامة القومي الذي يحلم ان اهل دارفور،مازالوا يفرشون له الورد في ارض الاقليم،التي ارتوت بدماء امتدت لعقد باكمله،عشر سنوات الدماء تروي القري والمدن والمعسكرات،حتي لو شارك موسي هلال ،وعلي كوشيب.فالسلام الذي يهرب منه النظام كل يوم،ويبحث عنه في الوقت ذاته،ماهو الا خداع للاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي علي انه جاد،ولكن الحركات هي من ترفضه،وتتأجر بقضية دارفور في الدول الاوروبية،لاينكر اي عاقل وجود
ابناء الاقليم في دول العالم،ولكنهم لم يقتلوا احدا،والطيران الحكومي الذي يقصف المناطق لم يقوده ابناء الاقليم،ولم يسلحوا المليشيات لاغتصاب الفتيات،فكل هذا تقوم به الحكومة،ان رنين جرسها وصواريخها سمعه الاطفال والنساء في داخل المعسكرات.من يتاجر بمن، الحكومة التي تقتل،ولاتخشي المحاسبة،ام ابناء الاقليم الذي رفعوا اللافتة رافضين القتل.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *