بسم الله الرحمن الرحيم
الديمقراطيه في السودان واشكال التطبيق
عامر اللكه كوكو النور
ـ السودان بلد كبير ومتعدد الاعراق والثقافات ومرشح ان يكون من الدول المتقدمه ليس في افريقيا فقط ، وليس ذلك مجرد أماني طوباويه لكن الظروف الموضوعيه تقول ذلك ـ تعدد الاثنيات والقوه البشريه الهائله و موارد الطبيعه بدأاً من المساحات الشاسعه من الأراضي الخصبه الصالحه للزراعه المنظمه وجودة المراعي والثروه الحيوانيه الضخمه والمتعدده من مواشي وابل واغنام وغيرها والثروه السمكيه لتعدد المسطحات المائيه ، المتمثل في النيل الرئيسي وروافده والثغر الجميل علي البحر الاحمر .
ناهيك عن الثروات المعدنيه الموجوده في باطن الأرض مثل البترول والحديد والفوسفات والذهب الذي ثبت تواجده بكميات كبيره جدا في اجزاء كبير ه من السودان حسب ما أظهرت الاكتشافات الاخيره . اضافه للخبره في ادارة الخدمه المدنيه التي اكتسبته الكوادر السودانيه من المستعمر والاصول التي تركها المستعمر والتي أصلاً بنته العماله و الايدي السودانيه ، والسودان اصلا له موروث تاريخي في السلطه والحكم المنظم المكتسب من الحضارات السودانيه والممالك والسلطنات القديمه عبر التاريخ ( الحضاره النوبيه القديمه ، مملكة دارفور ، والداجو ، ووداي والسطنه الزرقاء ) وغيرها عبر امتداد تاريخ السودان القديم والوسيط . من كل ماتقدم السودان فعلا مرشح منذ فترات طويله ان يكون من الدول المتقدمه قياسا بدول مشابهه للسودان وعاشت ظروف تحت نير الاستعمار ونالت استقلالها مثل مجموعة النمور الآسيويه ( اندونيسيا ، ماليزيا وتايوان) وكثير من دول الشرق الاوسط . ولكن فشلت النخب السودانيه بعد الاستقلال في الوصول لنظام ديمقراطي راسخ ومتين مستندا علي الأعراف السودانيه المتوارثه من تاريخ قديم في السياسه والحكم كما اسلفنا الذكر .النخب السودانيه حاولت تطبيق الديمقراطيه الليبراليه الغربيه كما هو في بئه سودانيه مغايره من النواحي الثقافيه والمنطلقات الفكريه والفلسفيه واحتد التنافس والصراع مع الانظمه الشموليه المتعابقه علي السودان ( عبود ، النميري ونظام الجبهه الاسلاميه المسمي بالانقاذ ) والتي ما انفكت تجهض اي محاولات للوصول للنضج السياسي الديمقراطي ….. وادخلت البلاد لازمه مستوطنه وداءعضال ( أزمة الدستور ) كيفية عمل دستور مستدام يحكم السودان . وأٌقول النظر لمستقبل السودان اقرب الي لوحه سوداء للوصول لنظام ديمقراطي رشيد يضع السودان في الطريق الصحيح طريق التنميه والتقدم والبناء ، هذا يجعل العبأ أكبر للاجيال القادمه وأخص القوي الثوريه الحديثه التي تناهض النظام الحالي ، نظام المؤتمر الوطني النفعي العنيد الذي أدخل البلاد في نفق مظلم وعجز تام اشبه بالموت السريري . المشكله الحقيقيه مستقبليه بعد زوال النظام الأزمه الذي يشبه الجسم النتن الذي يسد الأنبوب أعني أشكالية تطبيق الديمقراطيه في السودان وكيفية المزاوجه بين الشكل والمضمون الديمقراطي الليبراليه الغربيه ومضمونها الفلسفي والاجتماعي والأقتصادي الغائب في الواقع السوداني لجملة اسباب منها النظام الأبوي الصارم المتأصل في السودان ، والتركيبه العشائريه والاثنيه والقبليه للسودان والتعصب الأعمي للقريب دون البعيد داخل حظيرة البلد الواحد ( أنا وأخي علي ابن عمي ، وأنا وأبن عمي علي القريب ) ، والطائفيه الرجعيه المتشعبه في جسد الوطن ، الطائفيه عدو التعليم والتقدم وتعزيز مبدأ الأسياد والعبيد الدائمين . كذلك نخبوية وانتهازية المتعلمين والتكنوقراط الذين يساندون كل الأنظمه الموبوءه بمبررات لا اخلاقية تأكد الانتهازيه وتخدم المصالح الذاتيه الضيقه ، أضافة للكسل والتراخي الفكري والنضالي والركون الي الاستسلام ، جميعها تساعد علي امتداد الأزمه وبلا حلول ،…. شكل آخر للازمه تركيبة المدينه في السودان التي تمثل المحضن الطبيعي لما يسمي بتنظيمات المجتمع المدني والتي تسهم في ترسيخ المفهوم الديمقراطي في المجتمعات ، شكل المدن السودانيه ما زال يتسم بالقبليه والعشائريه في التجمعات السكنيه حتي في العاصمه نفسها ( حي الجلابه ، الدناقله ، انقولا ،….. الخ ) والمدت السودانيه اشبه بالتركيبه القرويه الريفيه التقليديه ، بل حتي المهن ووسائل الرزق والكسب لم تخلوا من ذلك واتسمت بنفس الطابع العشائري القبلي . لذلك المسئوليه علي عاتق القوي الحديثه الثوريه كبيره وعليها ان تنظر لواقع السودان بجديه وتعمل بجد واجتهاد لتغيير هذا الوقاع المريروهو جهد اصعب من ازالة النظام ( اخراج العائق من الأنبوب ) ، لا اقول ان الموروث السوداني غير جميل ويجب استبداله بآخر ومقصدي ازالة السلبيات الكثيره التي تعيق تطبيق الديمقراطيه في السودان والنظم الديمقراطي هو الحل لخروج السودان من نفق الرجعيه والتخلف الضيق ولتحقيق الاستقرار والرفاه للمواطن السوداني الذي عاني كثيرا خاصة في سني حكم نظام المؤتمر الوطني البغيض . علي الوي الثوريه ان تعمل علي ايجاد دستور مستقر ودائم في البلاد وبمعايير مقاسه وقابله للتحقيق ويعزز مفهوم الاعتراف بالآخر والتنافس الشريف لا الصراع الهدام وعدم التغول علي حقوق الآخرين ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وعدم القصاء . علي القوي الثوريه كذلك ان تعمل علي ترسيخ مبدأ الاقتصاد الحر المبني علي الكسب بناء علي المقدره والموهبه بين الناس وعلي مفهوم التوزيع العادل للموارد . والحفاظ علي السلام وحمايته وسد المنافذ التي ينفذ منها المغامرين الذين يشكلون تهديد للديمقراطيه . وحماية وسائل التعبير السلمي ومنع السيطره عليها من جهه واحدة وتقييدها .
كل كل ذلك يحتاج الي جهود كبيرة لبناء السودان الحر الديمقراطي ووضعه في الطريق الصحيح نحو التقدم والرخاء .
عامر اللكه كوكو النور
مدير معهد الدكتور خليل ابراهيم للدراسات الاستراتيجيه
2 مارس 2014
[email protected]
[email protected]