المراة الدارفورية والبحث عن الذات

هناك الكثير من الحقوق المسلوبة والمغتصبة في حق المراة الدارفورية , وهي تكابد وتعاني من الظلم والاضطهاد الجسدى واللفظى من قبل الرجل لها,
لقد تعرضت للاهمال والتهميش , و نظر المجتمع لها دائما نظرة دونية بالنسبة لرجل , وهناك من نصب نفسه وصيا عليها , ابتدا من البيت الاب والاخوان , الاعمام وابناء الاعمام والخيلان وابناءهم , وبعد الزواج اخوان الزوج واهله , كانها جارية مملوكة لكل رجال الاسرة , ولقد استسلمت المراة وذلك بسبب القيم والاعراف والموروث الاجتماعي والديني السائد.
كذلك مورس ضدها بعض العادات السيئة والضارة , مثل الختان الفرعوني البشع , وتزويجها في سن مبكرة , مما جعلها تتعرض لكثير من المشاكل الصحية نتيجة لذلك , اقلاها تعسر عملية الولادة , وقد تصاب بالناسورالبولي , بل قد تفقد حياتها وحياة جنينها .

كما نرى ان المجتمع لا يرى
ضرورة لتعليمها , بل يقوم علي اعدادها لتحمل اعباء البيت والاسرة والزوج ,كام وربة منزل منذ الصغر.
فيتم تعليمها تحمل المسؤلية كاملة , مثل الذهاب لجلب الماء من مسافات بعيدة جدا , والحطب , وحلب البهائم , والطبخ والتنظيف والغسيل , والاعتناء بالزوج واهله والضيوف والاطفال , (يالها من مسكينة تتحمل فوق طاقة البشر) !!!!.
تمثل المراة الدارفورية الدعامة والركيزة الاساسية للاسرة ,ليس لكونها ربة منزل فقط ولكنها هي من تعمل من اجل تربية ابناءها وتعليمهم .
ولقد ارتضت المراة ذلك من باب الاستسلام والاذعان ,وذلك بسبب قسوة وتراكمات وقوالب الاحكام التي نشاءت عليها .
ولذلك نجد تفشي الامية بين الدرفوريات بنسبة كبيرة , و حظها من التعليم اقل بكثير من اختها في الاقليم الاوسط والشمال النيلي.
كذلك من اسباب تخلفها الدراسي : بعد المدارس عن القرى , مما يجعل الاهل لا يرسلون بناتهم اليها خوفا عليهم .
وهنالك الزواج المبكر للبنت مما يسهم في عدم اكمال تعليمها وتحملها اعباء ومسؤلية اسرة في هذه السن المبكرة.
قبائل الرحل وبسبب رحولهم الدئم من مناطقهم الي مناطق احري بحثا عن الماء والكلا لبهائمهم لا يتيح للمراة فرصة دخول الي المدرسة .
والان الحرب اللعينه اندلعت لتفقدها تماما فرصة الدخول الى المدرسة , بسبب تدمير وحرق القرى , ولجؤهم ونزوحهم الي المخيمات حيث لا توجد اي فرصة لتعليم في ظل الوضع الماسوى للمراة والاهمال المتعمد من الدولة بعدم فتح مدارس تستوعب الاعداد الكبيرة من التلاميذ , وعدم الاهتمام بالتعليم في الاقاليم , وخصوصا القرى.
في مقال للاستاذحامد علي النور (المراة الدارفورية..الظلم التاريخي والاهمال المتراكم)
ذكر احصائية صادرة من وزارة التربية والتعليم , الاحصاء التربوي , بين عامي :2001 _2002
يبين مستوى تعليم المراة في دارفور..
مدارس الاساس:
الولاية الشمالية 104
%
ولاية نهر النيل 95
%
ولاية الجزيرة 83 %
جنوب دارفور 40 %
غرب دارفور 33 %
معدل الاستيعاب بالمرحلة الثانوية بنات (14- 16)
الشمالية 63 %
نهر النيل53 %
الجزيرة 46 %
جنوب دارفور 10 %
غرب دارفور 4 %
بذلك نجد معدل التعليم بين الدرفوريات متدني جدا .
المراة الدارفورية تمتلك قدرات هائلة في كافة الميادين اذا ما اغتنمت و اعطيت الفرصة , فهي ليست اقل ذكاء من الرجل , بل لديها من القدرات التي تؤهلها من منافسته والوصول لاعلى الدرحات العلمية , والمهنية , والوظيفية .
بعض الرجال يبدون للاخرين كمتحررين من قبضة الموروث القديم , ويطالبون للمراة بالتحررمن قبضة العادات والتقاليد الظالمة والبالية, ولكن في دواخلهم يحتفظون بنفس الموروث القديم ويمارسونه داخل بيوتهم وعلي اسرهم.
اذا كان هناك اضطهاد للمراة الدارفورية فلا شك انه الرجل , لان هناك من يريدون ان تبقى المراة كما عرفها عن الاباء والاجداد , مخلوقة ضعيفة مخصصة للمعاشرة الزوجية , وتربية الابناء , وعاملة نظافة وطبخ.
متناسين ومتجاهلين استحالة تطور اي شعب ونصفه مخبوءفي الظلام
علي المراة ان لا ترضى بقدرها ونصيبها الذي رسمه لها الرجل, يجب علي المراة الدارفورية التحرر من القيود البالية , واخذ حقوقها التي كفلها لها الدين الاسلامي.
بتعليمها تستطيع كامراة عصرية المواكبة , والانطلاق بروح العصر وترجمته بشكل عملي وواقعي ,
بتعليمها تستطيع المساهمة بفاعلية ووعي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وسوق العمل والانفتاح علي الثقافات الاخري .
تنشئة جيل متعلم واعي ومثقف,
واخيرا يجب ان تترجم الاقوال الي افعال وابداء حسن النية تجاه المراة , والسماح لها بالانطلاق في سماء العلم لتنهل من المعرفة والثقافة ,لكي تستفيد وتفيد مجتمعها .
قال الشاعر : الام مدرسة اذا اعدتها …….اعدت شعب طيب الاعراق
الغرباوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *