خارج نفسك ( المقرشة )

حسن اسحق
في هذه البلاد اي مخلوق يمارس سطوته علي الاقل منه، المؤتمر الوطني حزب الانقلابيين يسطو علي الشعوب السودانية بعنف البندقية ويقهرها ، هو السلاح الذي اعطاه الشرعية لربع قرن في الحكم ،يلبس الرداء، ويقول ( انا حزبكم الاعلي ، فمن يرغب بهذا الوضع ،عليه بالصمت ). واما حديث السطوة ، تجسد في مسرحية خارج نفسك، انها احدي القصص في هذا الزمن المنحوس، مؤسسوها افراد الشرطة والدورية والحملات ، دائما يلقون القبض علي الافراد بالشبهات ، واي (زول) لم تعجبهم هيئته وشكله، يرفعونه في عربة الشرطة ، وبعدها يمارسون معه الابتزاز ، ولا يتوقف علي الشباب وحدهم ، بائعات (الخمر) اثناء الحملات التي تقوم بها الشرطة . فرد الشرطة ينتظر فرصة (الكشات)، لانه وقت جني الاموال من المقبوض عليهم، فاذا كان للشخص مال، فرد الشرطة يقول له خارج نفسك ، والا السجن سيكون مصيره . فالنظام الحاكم ، يعرف ان جهاز كالشرطة، ملئ بوباء الرشوة والاختلاس. وكل الحملات التي تنفذها القوات الشرطية، لا تخلو من اساليب قهر المواطن. في منطقة طرفية في الخرطوم ، دائما ما تقوم الشرطة بحملاتها حسب المزاج، وحوجتهم الظرفية للنقود، بعشوائية يمارس القبض من طرف،دون سبب واضح،وكل من يصادفونه في طريقهم،يحملوه علي عربتهم. وثم تتحرك العربة بالافراد الي مسافة بعيدة في المنطقة نفسها،وبعدها ينزلوه من عربة الشرطة، يأتي احد
افرادها،يقول له، اذا اردت ان لا تساق الي السجن، (طلع العندك)، اذا لم يملك مالا، يترك في تلك المسافة،تمسي(الخلا)، وهي مسافة من المنطقة الطرفية، وسموها شباب المنطقة ب(المقرشة)، انها طاحونة الشرطة ، تطحن المواطن في كل مكان وزمان، في الاحياء والاسواق، ويهددون المواطن بأخذه الي السجن ، فرجل (البوليس) ينظر المواطن والمواطنة كمصدر (نقاطة) للنقود، فخدمته سرقة ونهب،والجنجويد النظاميين الجدد، هم رجال الفساد، وافراده، يدخنون (الشيشة)، ويشربون الجبنة والشاي، وبعضهم يريدها مجانية. ان (مقرشة) الشرطة تعمل في سبيل تحقيق القهر السلطوي، فالقيادة العليا تستنشق الفساد، في البنك المركزي، وهيئة الاوفاق وديوان الزكاة، وزارة الشباب والرياضة، ولا قانون يحاسبهم احد علي افعالهم، فطبيعي ان ينهب الشرطة، وينتهج نهج خارج نفسك، او مواجهة ابواب السجن، فالمقرشة في مؤسسات النظام الكبري. فالشعوب تكره رجل الشرطة من الجنود الي الضباط، واي مواطن تسأله عن الشرطة، يقول ليك، الناس ديل مافيهم فايدة ولا
اخوة، انها مقرشة الشرطة التي تقرش السكان وتطحنه ،اينما وجد .
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *