الخرطوم، أديس أبابا – «الحياة»، أ ف ب
افتتح الاتحاد الأفريقي أمس، قمة تستمر يومين في مقره في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا سيركز خلالها بشكل أساسي على بحث النزاعَين في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والأوضاع المضطربة في الصومال.
وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد نكوسازانا دلاميني زوما في بداية المحادثات: «قلوبنا مع شعبَي جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وخصوصاً النساء والأطفال الذين اصبحوا ضحايا». وأضافت: «علينا العمل معاً لضمان بناء سلام دائم».
ودعا الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ميريام ديسيلين الذي سلم رئاسة الاتحاد الدورية أمس، إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إلى «إيجاد حلول عاجلة لتجنب سقوط هذين البلدين الشقيقين في هاوية». وأضاف: «إذا فشلنا، فسيكون لذلك نتائج خطيرة على السلم والأمن في المنطقة». وطالب أطراف النزاع في جنوب السودان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات غير المشروطة وتجنيب بلادهم أخطار الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية. ورحب الرئيس الموريتاني عند تسلمه رئاسة الاتحاد، «بالعمل المميز» الذي قام به سلفه ووعد بالعمل مع أعضاء الاتحاد «لتأخذ قارتنا مكانتها الصحيحة» في العالم.
وكان من المفترض أن تتناول القمة التي تشارك فيها 54 دولة أفريقية موضوع «الزراعة والأمن الغذائي»، لكن المعارك الدامية الجارية في جنوب السودان وأفريقيا الوسطى فرضت تغيير البرنامج.
وطُلب من الاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي لعب دور أكبر في النزاع بين الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت ونائبه المعزول رياك مشار، بعد أن كانت الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيغاد) تتولى حتى الآن جهود الوساطة.
وقال نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني، إن المفاوضات بين بلاده والمتمردين ستُستأنف في 7 شباط (فبراير) المقبل، لمناقشة كل المحاور التي اتُفق عليها ومطالب زعيم المتمردين رياك مشار.
وأكد واني التزام حكومته وقف النار، معتبراً أن إطلاق جوبا 7 من المعتقلين في المحاولة «الانقلابية»، تأكيد على التزامها الاتفاق.
في المقابل، اتهم مشار أوغندا بالسعي إلى اغتياله. وقال إن المعتقلين الثلاثة الذين لم يُفرج عنهم وبينهم الأمين العام للحزب الحاكم باقان اموم مهمين لنجاح المفاوضات، معتبراً أن خطوة جوبا أتت منقوصة، مجدداً انتقاد التدخل الأوغندي في بلاده. كما دعا مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه عن جنوب السودان وأفريقيا الوسطى إلى إطلاق سراح بقية المعتقلين الأربعة في دولة جنوب السودان.
ودعا رئيس الدورة الحالية للمجلس ألفا كندا طرفَي النزاع في جنوب السودان إلى الالتزام الكامل بالاتفاقات.
أما أفريقيا الوسطى حيث تنتشر قوة تابعة للاتحاد الأفريقي (ميسكا) إلى جانب كتيبة للجيش الفرنسي، فلا تزال غارقة في أزمة منذ آذار (مارس)2013، حين أطاحت حركة تمرد ذات غالبية مسلمة الحكومة ما تسبب بدوامة عنف طائفي كان المدنيون أبرز ضحاياه. وأدى هذا النزاع أيضاً إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح مئات آلاف الأشخاص. وبعد استقالة الرئيس الانتقالي الزعيم السابق للمتمردين ميشال جوتوديا، خلفته الرئيسة كاترين سامبا بانزا وتم تشكيل حكومة جديدة في أفريقيا الوسطى، فيما أخلى متمردو سيليكا السابقون الذين يرفضهم السكان المسيحيون بغالبيتهم آخر معاقلهم في العاصمة.
ويرى مراقبون أن الرد البطيء للاتحاد الأفريقي على الأزمة في أفريقيا الوسطى يشير مرة جديدة إلى الضعف المؤسساتي لهذه المنظمة في مجال إدارة النزاعات.
وتأتي قمة أديس أبابا بعد ثمانية أشهر على الاحتفال بمرور خمسين سنة على تأسيس الاتحاد الأفريقي الذي احتفل بـ «نهضة» القارة على خلفية دينامية اقتصادية، حيث يصر على تأكيد النمو الاقتصادي القوي لعدد من أعضائه.
ويتوقَع أن يتناول قادة الدول الأعضاء الـ 54 أيضاً خلال القمة «أجندة 2063» وهي خريطة طريق تمتد لـ 50 سنة لتقوية القارة، وتشكل إحدى أولويات رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، (الهيئة التنفيذية للمنظومة) نكوسازانا دلاميني.
ويُرتقَب بحث موضوع حساس آخر وهو المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمها الاتحاد بالانحياز. وطلب الاتحاد أيضاً عدم محاكمة رؤساء الدول أثناء توليهم مهماتهم مثل الكيني أوهورو كينياتا الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم بحق الإنسانية.