*مستشار رئيس حركة العدل والمساواة المهندس أبوبكر حامد نور في حوار مع “الوطن”*
*من شاركوا في تخريب الخرطوم وارتكبوا هذه الجرائم لاعلاقة لهم بالسودان*
*لابد من المحاسبة الرادعة لكل من أجرم وتفعيل القوانين*
*الشعب السوداني عظيم ولا يستحق ماحدث له*
*حيادنا المعلن إزاء الحرب في العدل والمساواة وراءه تقديرات ومسؤلية*
*الذي بدأ الحرب عليه الإلتزام بمضارها وهنالك قوى سياسية ضالعة*
*العد والمساواة قوية وراكزة وهذا رأينا في قضية صندل والاخوة*
*السودان يحتاج قيادة وإدارة وارادة لكي ينهض وتعالج أزماته*
أكد المهندس أبوبكر حامد نور مستشار رئيس حركة العدل والمساواة السودانية والقيادي بالحركة على ضرورة السلام وقال نحن نعرف الحرب جيداً ومضارها، وكشف عن موقف الحركة المعلن من الحرب ورفض وصم موقفهم بالحياد السلبي، وأبان في حوار مع “الوطن” أنهم ينطلقون من تقديرات ومسؤلية تجاه المواطن، ودعا أبوبكر لضرورة إعمال القانون والمحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت في دارفور والخرطوم وكل أنحاء السودان وقال إن بعض من خربوا الخرطوم وارتكبوا فظائع ليسوا من السودان ولايشبهون أهله.
وتطرق إلى موقف سليمان صندل والمجموعة التي خرجت من الحركة وبين الأسباب وقال الحركة الآن مهتمة بقضايا السودان ككل ومن بعد الحرب ستناقش قضاياها وعقد المؤتمر العام إلى تفاصيل اللقاء:
بداية ما رأيكم في هذه الحرب التي تدور وكيف المخرج من الحرب الان والوضع المعقد والذي تضرر منه كل الشعب السوداني؟
أولاً انا أعزي الشعب السوداني على ماحدث والشعب السوداني شعب عظيم لايستحق ماحدث له والسودان كدولة بجغرافيتها ومواردها لا تستاهل كل الذي حدث،و الشاهد أن الحروب والصراع علي السلطة ظل يحدث منذ الاستقلال ولكن لم يحدث من قبل ماجري مؤخراً، بحيث انك من أجل السلطة تقتل وتغتصب وتنهب وتذبح والكلام دة غير معقول والشعب السوداني وصلته الرسالة، هنالك جهات ليس لديها مصلحة في أن يتقدم السودان كبلد ويتطور ويستقر وهذه الجهات هي من تقوم بدعم التخريب.
ثم ماذا؟
وهنالك من شاركوا في تخريب الخرطوم وهم لا علاقة لهم بالسودان وأهله واستنفروا وتم الاتصال بهم بوشائج عنصرية وبعضهم أتى من أجل الغنائم وكسروا البنوك ونهبوا وقتلوا واغتصبوا وهذا رسالة وعي للشعب السوداني بأن هنالك استهداف للشعب والبلد والذي حدث بقدر ما يعبر عن مأساة حدثت لكن نحن حبنا للوطن ووطنيتنا كانت ضعيفة ولذلك جاءت رسالة تنبيه ومعظم السودانيين الذين خرجوا من الخرطوم إلى دول الجوار مصر وإثيوبيا وتشاد و أرتريا وهنالك من ذهب إلى أوروبا وهنالك من نزح داخلياً وكلهم شعر بالفرق وعرفوا قيمة الوطن وقيمة البيت وقطعة الأرض التي تمتلكها وهذه مسألة عظيمة وافتكر هذه محطة تجعلنا نعيد التفكير في الوطنية.
الخروج من المأزق هناك حديث عن حديث عن تفاوض وهنالك من يرى أهمية الحسم العسكري؟
أي صراع واي حرب لابد من تفاوض لوقف الحرب لأن عدم إيقافها يضاعف الأضرار والخسائر تكبر وكيف توقف الحرب هو السؤال وإيقاف الحرب لايعني انتصار طرف على الآخر وهنالك ضرر وهنالك قتال عشوائي وعبر التفاوض تتوقف الحرب والوسطاء يعرضون المطالب والشروط وهنالك مطالب وشروط تكون غير منطقية مثل التي تعني البلد كله وتشكل تحولات جذرية فيه ، واذا كان الوسطاء محايدون لا مشكلة في ذلك واذا كان غير ذلك يبقى التفاوض عبرهم مرفوض.
أنتم في العدل والمساواة تقولون انكم محايدون وفي ذات الوقت أنتم جزء من الحكومة والبعض يرى ان الحياد غير مقبول؟
الحياد كما في حالة العدل والمساواة لايعني اننا نتفرج نحن عملنا بجد من أجل أن لا تقوم الحرب ونحن حاربنا لسنوات ونعرف مآسي الحرب وكانت وساطة من العدل والمساواة وأطراف وقيادات أخرى ولم تفلح جهود نزع فتيل الأزمة وقامت الحرب ومضار الحرب التي ظهرت للناس الذين ماكانوا يرونها من قبل ونحن مع وقف الحرب ونحن لدينا تقديرات ومسؤولية نحو المواطن وروحه وممتلكاته، نحن كقوة جئنا من أجل السلام علينا أن نحمي روح وممتلكات المواطن وهذه من فوائد الحياد ونجتهد في إيقاف الحرب ولك أن ترى القوات المشتركة التي تخص الحركات والتي تسمى قوات حفظ السلام تنقل الإغاثة والمواد الغذائية وغيرها من بورتسودان عبر كوستي إلى كردفان ودارفور واذا لم يكون موقفنا الحياد ماكان سيتم ذلك، والقوات المسلحة رغم أننا قاتلناها في السابق ولكن الآن نحن نقول المرحلة مرحلة البلد ووجوده وأمنه واستقراره ولذلك القوات المسلحة ساندها الشعب السوداني لأنه ضد الفظائع التي ارتكبت في الخرطوم ودارفور وهذه فرصة للعمل مع الشعب السوداني لوقف الحرب وإعادة الناس لمنازلهم وإيقاف الحرب والدعم السريع أو الجنجويد لديهم ادارات أهلية وحواكير ولدينا تواصل معهم ونتفق لنحافظ على السودان ونحافظ على السودان ويتم طرد الذين يرتكبون الجرائم من من جاء من الخارج ويتم محاسبة كل من أجرم ونهب واغتصب وكسر البنوك وخطفوا البنات ويكون الحساب عسير حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث وكل الشعب سيقف مع الدولة والقانون.
كيف تكون المحاسبة في ظل هذا الوضع العشوائي؟
الجرائم التي أرتكبت يتم التعامل معها عبر القانون وتبدأ من الذي بدأ بالحرب ويثبت ذلك وتترتب عليه التزامات بمضار الحرب التي تسبب فيها، وهنالك جهات سياسية داعمة للحرب تحاسب أيضاً بالقانون كأشخاص أو تنظيمات سياسية ومن ثم المحاسبة الفردية على من ارتكب الفظائع وهنالك أفراد معروفين دخلوا منازل الناس وقتلوا ونهبوا ومعروفين وهنالك من سبوا الحرائر وذهبوا بهم إلى دارفور وكردفان وطلبوا فدية لإطلاق سراحهم، ولا بد من المحاسبة على هذه الجرائم بدلاً من مسح “الزيت على الصوف” بالضرورة تتم المحاسبة وهذا يحتاج قانون ودولة قانون قوية وإمكانيات ولو جاء السلام وتوقفت الحرب يكون هدفنا أول مانفكر فيه تقوية الأجهزة الشرطية والقضائية والعدلية وتمكن هذه المؤسسات لكي يعملوا بقوة وهنالك جرائم واضحة مثل الابادة في الجنينة هذه جرائم موثقة بما فيها قتل والي غرب دارفور والتمثيل بجثته وهذه جرائم دولية ونحن كسودانيين ليس لنا حق العفو ولا المساليت كقبيلة ليس من حقها العفو هذه جريمة دولية وهذه القضايا يجب أن يصر السودانيين على أن تصل إلى نهاية مسارها القانوني حتى لا تتكرر وجرائم حرق القرى من الجرائم الفظيعة وتهجير المواطنين منها والكثير من الفظائع التي حدثت منذ عشرين عاماً للوراء تحتاج إلى قانون ومحاسبة رادعة.
الكثير من المراقبين وفق بينات يتحدثون عن الحرب بدأت من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة وأن التمرد بدأ من إحتلال مطار مروي وقيادات العدل والمساواة كانت جزء من وساطة لتجنب الحرب تحدث لنا عن هذه النقطة؟
انا لم أكن طرف في الوفود التي كانت تسعى لرأب الصدع وكان دكتور جبريل ومناوي وعقار هم يقوم بالأمر ولكن أقول حشد الدعم السريع لقواته في الخرطوم ونقل الآليات من دارفور إلى الخرطوم ونوعية التسليح كلها مؤشرات، وهنالك شواهد تؤكد أن الدعم السريع كان ينوي المواجهة والقتال والإقتتال الوسطاء فشلوا في إيقافه لأن العزم والنية كانت تميل نحو الحرب والاطراف السياسية التي زينت للدعم السريع المضي في الحرب كانت أقوى من تأثير الوسطاء الذين سعوا لإيقاف الحرب، وأفتكر الحرب وكل الحسابات والجهات التي فكرت فيها كانت حساباتهم خاطئة لأن الثلاثة الذين توسطوا كان يعرفون الحرب وهم مناوي وجبريل وعقار كقادة حركات قاتلت عشرات السنين بخبراتهم وتجاربهم كانوا يعلمون أكثر عن الحرب و قالوا لهم لاتذهبوا في هذا الإتجاه ولم يسمعوا لهم وهذه هي النتائج نراها الآن وهم تضرروا سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً والفظائع التي ارتكبت شوهت صورتهم إجتماعياً.
انشقاق سليمان صندل ومجموعته ماهي الأسباب وماهو تأثيره على الحركة؟
العدل والمساواة حركة قوية راكزة من حيث الطرح والرؤية ومن البداية طرحها قومي ورؤيتهم للحكم والسلطة والمبادئ التي قامت عليها منذ عهد الشهيد الدكتور خليل وأي حركة أو تنظيم سياسي ممكن تحصل فيه بعض الإشكاليات ويتفق الناس أو يختلفوا لكن تظل القيم الأساسية ثابتة ومتفق عليها، الظروف المحيطة بالحركة مثل التداول والتغيير للجهاز التنفيذي ورئاسة الحركة مرتبطة باللائحة ودستور الحركة والذي حدد دورتين للرئيس 8 سنوات ولكن حدثت مشكلات عديدة في البلاد أدت إلى عدم إمكانية عقد مؤتمر عام بعد نهاية المدة واجتمع المجلس القيادي الذي يضم هيئة الشورى وقيادات بالمؤتمر العام والمكتب التنفيذي وقرر أن يمدد للرئاسة والمكتب التنفيذي إلى أن تتهيأ الظروف المناسبة لإنعقاد المؤتمر العام الذي على ضوئه يتم تغيير القيادة التنفيذية، ولعل التأخير ارتبط بترتيبات السلام ومن ثم جاءت الحرب وأزمت الأوضاع اكثر.
كيف المعالجة في للإنشقاق في صفوف الحركة ؟
صندل والاخوة معه يقولون الرئيس دورته انتهت وهذا الكلام لو قيل قبل قيام الحرب والأحداث الأخيرة وهم معظمهم قانونيون كان ممكناً أن نمضي إلى هذا الإتجاه ولكن الآن الظرف غير مناسب والبلد في حالة حرب والوزراء طلعوا من الخرطوم ودكتور جبريل رئيس الحركة وزير المالية وأول وزير كان حضوراً ومن بعده وزير الرعاية الإجتماعية د. أحمد آدم وتحملوا المسؤلية في هذا الوقت العصيب من أجل البلد ودكتور جبريل عقد أول اجتماع في مدني قبل وصوله بورتسودان وترتيب أمر الحكومة ولولا الجهد الذي بذله كان ستكون الأزمة أكبر على الشعب السوداني ولذلك نحن الأن نترفع عن الحديث عن مشكلة العدل والمساواة الداخلية اذا كان لديها مشكلة ونعمل على معالجة مشكلات وأزمات الشعب السوداني مثلما طرحنا في البداية قومية الحركة الآن نتبنى قومية الحل للشعب السوداني إلى أن يعود الناس إلى الخرطوم ويأتي السلام والإستقرار بعد ذلك سنناقش قضايانا كحركة.
رسائل؟
رسالة أولى إلى الشعب السوداني اقول إن شاء الله الفرج قريب والمهم أن ننتبه لقيمة الوطن والوطنية، السودان بلد عظيم وشعبه عظيم على السودانيين أن لايفرطوا في السلام والأمن والوطن لابديل له وقد تلمسنا من الكثيرين ذلك.
رسالة ثانية إلى الحكومة المكلفة والقائمين على أمر البلد بالضرورة يعرفوا بأن السودان بلد عظيم وشعبه كذلك ونحن نريد قيادة حقيقية لننهض من مانحن فيه نريد قيادة لديها رؤية واضحة لمعالجة الأزمات والنهوض بالبلاد وننبذ الجهوية والعنصرية ونتراضى على الحقوق والمواطنة.
والبلد تحتاج إدارة وتوجيه من القيادة وتحتاج كذلك إرادة، والرسالة الأخيرة تفعيل القوانين لدينا علماء في القانون ولدينا قوانين لكن القانون غير منفذ بطريقة صحيحة و وبدونه الأمور لن تستقر الأمور .
كلمة أخيرة؟
الشكر لكم في صحيفة الوطن على المجهودات التي تبذلونها من أجل الوطن في كل الأوقات واستمرار رسالتكم في ظل هذه الأوضاع داخل وخارج البلاد عبر مراسليكم بارك الله فيكم.