أرغم والده على تطليق زوجته.. من أين أتى صلاح قوش..؟!
أول من أدخل ثقافة (الإغتصاب) في الاجهزة الأمنية السودانية
خالد ابواحمد
انشغل المجتمع السوداني في الداخل والخارج هذه الأيام بقضية إغتصاب الشابة السودانية صفية اسحاق مِن قبل زبانية جهاز الأمن ولا أدري مم الإستغراب والدهشة التي أصابت الكثيرين من أهلنا الطيبين، وقد ظللنا لأكثر من 10 سنوات نفضح ونكشف ونُعري ممارسات الذين يحكموننا بقوة السلاح وفرض أفكارهم الخبيثة على ربوع بلادنا العزيزة، إن جريمة اغتصاب صفية اسحاق قد سبقها اغتصاب العشرات بل المئات من اخواتنا السودانيات الحرائر بمكاتب الأمن بالخرطوم والخرطوم بحري والعديد من المناطق كما تم اغتصاب نساء دارفور في أكبر جريمة إبادة جماعية تشهدها المنطقة العربية والافريقية والمنطقة الاسلامية ولا تساويها إلا جريمة حرق حلبجة الكردية بالسلاح الكيماوي من قبل زبانية صدام حسين والحمدلله قد نالوا الجزاء الذي يستحقون، وفي القريب العاجل إن شاء الله سينال زبانية (الانقاذ) نصيبهم في القصاص عاجلاً أن آجلا وكلي يقين بذلك.
الأدهى من جريمة اغتصاب الفتيات كان اغتصاب الرجال في السجون والمعتقلات ومن ضمنها الجريمة الموثقة دولياً وحقوقياً المعروفة بجريمة اغتصاب العميد الركن محمد احمد الريح التي انتصر فيها على نفسه عندما تحدث عنها بالصوت العالي والطريقة التي مُورست بها وهزت ضمائر الشرفاء والأسوياء من البشر، وجميعنا يعرف الذي أمر بارتكاب تلك الفعلة المنكرة التي اهتزت لها السموات والأرض واقشعرت لها الأبدان.
أنا هنا لست بصدد الحديث عن اغتصاب الشابة الأستاذة الجامعية صفية اسحق وقد حاول أذناب النظام كالعادة نفي ارتكابها، لكنهم دائماً يؤكدون ارتكابهم لمثل هذه الجرائم البشعة عندما يُزورُون الحقائق ويُقلبون الأدلة وهم لا يدرون بنفيهم هذا يؤكدون ما فعلوه، ويدينوا أنفسهم بقوة قبل ان يُدانوا من الآخرين، هذا المقام ليس مقام الحديث عن تداعيات هذه الجريمة ومحاولات تكذيبها كما تم تكذيب إبادة شعب دارفور واغتصاب النساء هناك والتي أثبتت فيما بعد، كما اعترف الرئيس عمر البشير قبل عامين بوجود (بيوت الأشباح) وقد كان النظام ينفي وجودها لأكثر من عشرين عاماً..لكنني هنا بصدد الحديث عن الذي أدخل الأعمال القذرة في الاجهزة الأمنية السودانية في عهد (الإنقاذ) قاتلها الله انا يوفكون.
تجنيد المشوهين أخلاقياً واجتماعياً..!!
أول ما يتبادر لذهن القارئ الكريم صور من كانوا على قمة الجهاز الأمني ومن ارتكبوا الفظائع في الشعب السوداني وأحالوا نهاره لليل كالح السواد، فإن مستشار رئيس الجمهورية للأمن المدعو صلاح قوش للتاريخ هو أول من أدخل الأعمال القذرة التي كنا نسمع ونقرأ عنها في ملفات أجهزة المخابرات الغربية والأجنبية، وصلاح قوش له سجل فاضح أسود دخل به تاريخ الجرائم الأمنية في السودان من أوسع أبوابها وإذا تابعنا من خلال الشبكة العنكبوتية من يدافع عنه وينفي إرتكاب جرائم الاغتصاب نجدهم من المشوهين أخلاقياً واجتماعياً والساقطين الموتورين الذين امتطوا موجة تأييد الحزب الحاكم في الخمسة سنوات الآخيرة ونجدهم في المواقع الالكترونية يحتلون المساحات الواسعة بالسب والشتائم والأكاذيب وإهانة النساء وتخوفهين، لكنهم فضحوا أنفسهم وكشفوا عن الأساليب القذرة التي قاموا ويقومون بها وقد رسخوا في الناس كراهية هذا النظام القمئ.
عندما نتحدث عن صلاح قوش.. أول من أدخل أساليب الاغتصاب للنيل من المعارضين فإننا نتحدث عن مدرسة حقيقية في كراهية الذات والعنصرية والفرعونية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فإن ما تعرض له المعتقلون في سجون النظام على يديه لا يمكن أن يمحى من ذاكرة التاريخ، وأن محاولات تجميل هذه الصورة القبيحة لا يمكن البتة فالجروح المفتوحة والبغضاء التي تسكن صدور الشرفاء من أبناء السودان لا يمكن أن تزول إلا بإزالة هذا النظام.
من المضحك أن يتحدث هذا القوش عن الفساد ومحاربته وهو يمثل أكبر صورة من صور الفساد المالي والاخلاقي، ومما لا يعرفه الناس عنه..جاء بكل أشقائه الذين كانوا يعملون في بورتسودان في وظائف عادية فأصبحوا من أصحاب المليارات، أحدهم كان محاسباً في إحدى الشركات في ولاية البحر الأحمر الآن مسؤول مالي كبير في إحدى شركات البترول في الخرطوم، وأحد أشقائه كان ضابطاً إدارياً في بلدية بورتسودان فأتى به صلاح قوش للتصنيع الحربي وبعدما فاحت ريحة فساده هناك تم نقله لإحدى شركات البترول أيضاً في العاصمة الخرطوم وهذا الشقيق لم يعرف له تميز أو نجاح او تأهيل تقني او علمي وهو خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وقد أصبحت شركات البترول في السودان مزارع حقيقية لصلاح قوش وعوض الجاز ونافع وغيرهم من أفراد العصابة التي تحكم البلاد.
وتتجلى حقيقة عنصرية وفاشية المدعو صلاح قوش فيما كتبه الأخ حمزة بلول الامير بعنوان (كنت شاهداً علي عنصرية صلاح قوش) قائلاً:
“اتصال هاتفي يوم الاثنين الاول من فبراير اتاح ليّ الشهادة علي عنصرية بغيضة خرجت من افواه عدد من قيادات المؤتمر الوطني في لقاء مرشح المؤتمر الوطني بالدائرة “5″ مروي بطلاب منطقة مروي صلاح قوش مدير الامن السابق ومستشار الرئيس الحالي..ابتدر الحديث الشاعر السر عثمان الطيب، وبعده مرشح المؤتمر الوطني في القائمة النسبية للولاية الشمالية معتصم العجيمي واخيرا اللواء متقاعد حسب الله عمر ،خرجت بعض الاشارات العنصرية خلال افادات الثلاثة، دونتها وانا اتعجب من مستوي هؤلاء القيادات، لكن الذهول الحقيقي سيطر عليَ، وانا استمع الي صلاح قوش، بعد حضوره واعتلائه المنصة، وهو يقول للطلاب “نحن بنينا السودان لكن ما اهتمينا بي أهلنا وبعد دا الناس يقولوا الجماعة مسيطرين علي الحكومة،ناس دارفور عندما يقابلونا في خلال اللقاءات يقولون لنا اننا سنأتي الي مروي ونغتصب نساؤكم، وكنا نقول لهم نحن مازيّكم، وقت نبقي زيكم ممكن تغتصبوا نسوانا،نحنا فاشلنا بمشي للطورية، وناجحنا بمشي للعسكرية، عشان كدا نحن العسكرية نجحنا فيها شديد، وماممكن زول يقدر علينا، ونحن عملنا كتيبة خاصة لحسم الناس ديل لو جو، لكن أولادكم للأسف شردو منها، وما اهتموا بالموضوع”.
ويضيف الاخ حمزه بلول “أقسم بالله انني سمعت هذا الحديث، ومعي أكثر من 100 طالب وخريج من أبناء مروي”..!!.
وصلاح قوش كان في وقت سابق قد أطلق تهديدات خطيرة لم تحدث في العصر الحديث من شاكلة من يؤيد (أوكامبو) سنقطع رأسه، ومن يفعل كذا سنبتر يديه ونقطع أوصاله، هذه التهديدات نقلتها كل أجهزة الاعلام العالمية وتداولتها الاقلام بالدراسة والتحليل وقد أثبت هذا القوش أنه ينتمي لعصابة حاكمة خارجة عن ناموس الحياة البشرية والانسانية وأعتقد انه من السهولة بمكان أن يقتل والده إذا رفض المثول لرغبته المريضة، ولا أدري كيف يعيش هذا القوش ينوم ويأكل ويمارس حياته الطبيعية وما ارتكبه في حق والده وحق تلك المرأة المسكينة، وما ارتكبه في حق المغتصبين والمغتصبات والمعذبين في سجنه والمتعذبات.
انسان غير سوي..
ما قاله صلاح قوش ليس بفطرته الشخصيه فحسب انما يعبر عن مستوى التفكير وضحالة وعنصرية الافكار الإقصائية عند قيادات المؤتمر الوطنى..والاسلامويين عموماً…جل افكارهم وخطاباتهم التعبويه من هذه الشاكلة وتصب فى خانة اللعب على المشاعر و” شعللة النيران” وتغبيش الوعى…والضرب على وتر اغتصاب النساء هذا صار من اكثر خطاباتهم الرخيصة تداولاً ونشراً..!!.
قاله الطيب صالح حتى أصبحت أشهر عبارة وثقها تاريخ السودان الحديث لما لها من مدلول أخلاقي ذات بعد حضاري وموروث ثقافي عميق التأثير، وعندما قالها ” من أين أتى هؤلاء..؟؟.” كان يقصد بأن الذين يحكمون البلاد لا يمتون للسودان وأخلاق شعبه وتاريخه الضارب في القدم وثقافته الاجتماعية العظيمة بأي صلة وقد جردهم الطيب صالح من كل ما للسودان من مكارم اختصرها في هذا السؤال..من أين أتى هؤلاء..؟!.
من أين أتى صلاح قوش…؟؟.
المجتمع السوداني برغم فداحة ممارسة النظام الحاكم من تنكيل وقتل وحرق ودمار وانقسام لازال مجتمعاً متماسكاً ومترابطاً تختزن ذاكرته الحية المواقف الانسانية المؤلمة ويظل يتحدث عنها كلما جاءت مناسبة تستدعي التطرق إليها بالمزيد من الألم الذي يعتصر القلب ومن هذه المواقف الانسانية التي لا ينساها مجتمع مدينة بورتسودان أن الفريق المبجل صلاح عبدالله قوش مستشار رئيس الجمهورية للأمن قد ضرب مثلاً حياً في التجرد من الانسانية والاخلاق والتقاليد الاسلامية التي تربينا عليها حتى أصبحت تقاليد راسخة وخاصة في اجلال الوالدين ومحبتهم والاحسان لهم، فإن صلاح قوش عندما أصبح في مركز قوة يوماً ما قام بأرغام أبيه عنوةً على تطليق زوجته التي تزوجها بعد وفاة أم أبنائه، فاحسنت إليه وكان يبادلها الاحسان بالإحسان، وقد قامت على رعايته ورعاية أبنائه وقد شهد لها الناس بذلك، فالوالد لم يجد أي مبرراً لإرتكاب أبغض الحلال لله، رفض في بداية الأمر رغبة ابنه ولكنه نزل عند رغبة ابنه العاق.. فقام بتطليق زوجته في مشهد لا يمكن التعبير عنه بالكلمات لكنه بأي حال من الأحوال يكشف عن نفسية مريضة تتلذذ بعذابات الآخرين ولو كانوا سبباً في المكانة الكبيرة التي تتقلدها الآن.
تظل مجتمعات بورتسودان تتحدث عن هذه الحادثة ليوم الدين ويتناقلها جيل عن جيل فإن الذي يقسو على والده الذي كان سبباً في وجوده من الطبيعي أن يقسو على الآخرين مهما كانوا معارضين أو موالين، وهذا ما يفسر حالات التعذيب التي طالت عشرات المعارضين الذين اعتقلوا في أيام عمله بجهاز الأمن بداية التسعينات وحتى خروجه من العمل المباشر، ويفسر حالات الإغتصاب التي تعرضت لها المرأة السودانية والرجل السوداني على السواء، فصلاح قوش غادر الجهاز الأمني لكنه ترك أرثاً وثقافةً لم تتغير مهما حاول مرتزقة النظام اثبات عكس ذلك فإن الشواهد والأدلة متوفرة ولا تحتاج لمغالطة.
اغتيال الناس وهم أحياء..!!
عزيزي القارئ الكريم.. ما كنت لأذكر هذا الأمر إلا ليعرف الجميع عقلية ونفسية الذين يحكومننا بقوة السلطة ويرتكبون في الناس المجازر وعظيم الجرائم التي تنتهك الأعراض، وما كنت لأذكر هذا الأمر إلا لأن المجتمع السوداني لا زال يعاني من ممارسات النظام الحاكم من انتهاك للأعراض لم تتوقف البتة، فإن السجون والمعتقلات في السودان لم تكتظ بالنساء إلا في هذا العهد اللعين الذي يتاجر باسم الاسلام، وما كنت لأذكر هذا الأمر إلا لأن ضحايا الاغتصاب لا يجدوا القصاص والعدالة بل العكس تماماً تقوم اجهزة النظام بتوجيه المرتزقة في المواقع الالكترونية بتشويه سمعة الضحايا في اصرار بليغ على اغتيال الناس وهم أحياء، وان الذين ينشدون التغيير في السودان والذين يطالبون بالحرية والديمقراطية وإرساء العدالة من الرجال والنساء بشكل خاص تتعرض أسرهم للدمار والاغتيال المعنوي، ما يعني أن النظام الحاكم لا يريد لأحد أن يُبدي رايه في الشأن العام، كما يرفض أي دعوة للتغيير السلمي دعك من التغيير المسلح الذي آمنت به فئة من الناس وقد قال رئيس الجمهورية قولته المشهورة ” لن أحاور إلا حاملي السلاح”، فكان ينبغى لمن يسيرون دفة الحكم في البلاد أن يحترموا من يطالب بالتغيير السلمي وان يجلسوا معهم في طاولات الحوار.. لكن.. نفوسهم مريضة وقلوبهم سوداء، فمن ينتظر خير من نظام حكم كان (رئيسه يضرب أمه) و(مستشاره أرغم والده على طلاق زوجته)..!!.
والذي لا يعرفه الكثير من الناس أن هذا القوش بعد الانشقاق المشهور في الرابع من رمضان صفى حساباته مع كل الذين كانوا أعلى منه رتبة في العمل التنظيمي فأذاقهم الويل والثبور بدون أي سبب سوى لأنهم كانوا في مكانة أعلى منه وكانوا ولا زالوا في السجون والمعتقلات منذ العام 2000م وحتى الآن ولا أحد يذكرهم يخرجوا من المعتقل اليوم ويُعادوا إليه اليوم الثاني..وهكذا دواليك، لذا صلاح قوش لا يواجه أي معارضة مباشرة داخل الحزب الحاكم لأن الأعضاء وقادة الحزب يعرفون جيداً ما لهذا القوش من أساليب ترهيب قذرة وطريقة تصفية للحسابات ما أنزل الله بها من سلطان وقد كتبت قبل ذلك في مقال سابق عن قصة الخلافات بين مدير الكهرباء ونائبه والطريقة التي تدخل بها المدعو صلاح قوش ومن جهوية مقيتة مما أدى لتدخل الرئيس عمر البشير وقيامه بتعيين أحد طرفيي الصراع في وظيفة قيادية بمرفق حكومي آخر.!!.
وخلاصة القول أن الأساليب القذرة التي مارستها (الانقاذ) ضد المعارضين والذين يختلفون معها في الرأي إنما تؤكد أن التجارة بالدين الاسلامي بلغت حداً فاق كل التصورات حتى أن الشيطان الرجيم يقف مذهولاً ومستغرباً حيال هذه الممارسات التي تتنافى كليةً عن ما يطرحه هؤلاء الأفاكون عليهم لعنة الله أجمعين.
27 فبراير 2011م