السودان يكون أو لا يكون 1 -5

بسم الله الرحمن الرحيم

السودان يكون أو لا يكون 1 -5

يطلق علي السودان قديما ( رجل أفريقيا المريض) إبان الحقبة الاستعمارية, وبالرغم من ذلك يعتبر من أوائل الدول الأفريقية التي نالت الاستقلال وذلك بفضل التضحيات الجسام التي قدمها الشرفاء من أبنائه, لكن بكل أسف تم سرقة المجهود بواسطة الذين تم بهم سودنة الوظائف بعد خروج الإنجليز.

قلدوا المستعمر في كل شئ, بذلوا الغالي والنفيس من اجل الحفاظ علي السلطة , علي حساب السودان أرضا وشعبا وكأنه خاصا بفئة معينة من أبنائه.

قسموا السودان إلي مناطق ولاءات حزبية وطائفية لإطالة فترة تحكمهم علي الشعب السوداني من أجل الكسب السياسي.

زرعوا الفتنة بين أبناء الوطن الواحد حتى لا يثقوا فيما بينهم, لأنهم بذلك يشكلون خطرا حقيقيا علي سلطانهم, ظلت  النخبة التي حكمت السودان بعد الاستقلال وهي عبارة عن تحالف ثلاثي ( مثقفين, تجار, عسكريين) توزعوا في ولائهم السياسي مابين الحزبين ( الأمة والاتحاد الديمقراطي) عدا مجموعة صغيرة من العسكريين الذين ظلوا يصارعون الأحزاب السياسية وهذا ما تأكد لنا من خلال الصراع علي السلطة بين العسكريين والمدنيين.

اعتبروا السودان  مرتعا  خصبا لتحقيق نزواتهم الخاصة وليس وطنا لجميع أبنائه ونسوا أن لهم شركاء في هذا الوطن متساويين معهم في الحقوق والواجبات واعتبروهم أدوات لتحقيق الأهداف وسلالما يصعدون بها لنيل الرغبات.

هدموا قديما وحدة الشعب السوداني المتمثلة في تأسيس أول دولة إسلامية في السودان (الدولة المهدية) التي هي بحق وحقيقة نتاج لثورة عارمة خاضها أبناء السودان ضد المستعمر التركي. تآكلت الوحدة بسبب النظرة الضيقة لأصحاب القلوب المريضة , الذين زرعوا الفتنة داخل الأنصار مما أدي إلي الصراع

الداخلي الذي أضعف تماسك الأنصار, وبذلك فتحوا الباب علي مصراعيه للصراع الإثني الذي استفاد منه المستعمر فائدة كبيرة, حتى أصبحت بعض الإثنيات متحالفة مع الانجليز عقب خروج الأتراك من السودان في عام1889م.

 قسم المستعمر الانجليزي السودان إلي إدارات أهلية , ليس الغرض منها مساعدته في حكم البلاد , بل في الحقيقة إنه جعل بعض الإدارات حليفة له,باعتبار أنها لا تثور ضده, وهذه من أهم الأسباب التي أدت إلي انهيار وسقوط الدولة المهدية.

انعكست هذه الأسباب سلبا علي أهل الغرب فتمت القبضة الحديدية عليهم, حتى بعد القضاء علي دولتهم في العام 1916م, أما الجنوب فظل منسا منسيا.

استمر التحالف الثلاثي الذي ورث الحكم من الانجليز , لأنهم في الأصل ( انجليز السودان) في تنفيذ سياساتهم الطاردة, فعزلوا بقية أبناء السودان ( شرقا , غربا  وجنوبا) وحافظوا علي الشريط النيلي, اقتصاديا , اجتماعيا, عسكريا….وغيرها

من مناحي الحياة وأهملوا باقي السودان.

 هذه الزمرة المتعجرفة ساهمت في كل الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان منذ استقلاله إلي يومنا هذا بنفس العقلية التي ورثتها من المستعمر.

   لم يضعوا لتلك الصيحات والاحتجاجات السلمية منها والمسلحة ادني اهتمام وتعاملوا معها بازدراء شديد مما أدي إلي تمسك أبناء المهمشين بقضاياهم حتى انفجرت الثورات العنيفة في كل من جنوب السودان وغربه.            

استمر المتحالفون في غيهم يتبادلون السلطة فيما بينهم لأكثر من خمسة عقود من الزمان, سواء كانوا مدنيين أو عسكريين يخدعون فيها أهل السودان.

ليس للمهمشين أي حزب سياسي يمثلهم سياسيا, يعبر عن مشاكلهم وهمومهم نسبة لوجود الحزبين علي الساحة السياسية السودانية وكل من يريد أن يغير هذا الواقع  تنهال عليه الاتهامات بالجبن والخيانة العظمي باعتباره خائنا يتآمر ضد الوطن.

إذا قارنا السودان بكثير من الدول الأفريقية , نجده فعلا كسيحا يجرجر أذياله في المؤخرة, لأنهم بدلوا الكفاءة بالولاء الحزبي أو الطائفي.

 

السودان اليوم يقارن بالصومال في نسبة تماسكه, هنالك سؤال يطرح نفسه , ماذا نفعل حتى نستطيع إنقاذ السودان من التفكك؟………………….

جربنا كل أنواع الحكم , بما فيها الشريعة الإسلامية, التي فيها تدهور كل شئ , بما فيه الدين نفسه , الذي أصبح في خطر نتيجة لابتعاد أهل السلطة من الدين والوطن ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم).

هدموا كل القيم والتعاليم السمحاء, الرحمة, الأمانة, الشجاعة, الكرم وقول الحق.

 

 

                                                            ونواصل

محمد عبد الله عبد الخالق

حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة

والي ولاية جبل مره 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *