نحن سودانيون و متدينون

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الأعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
كل العام و أنتم بألف  خير بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم و علينا و علي سائر البشرية يالخير و اليمن و البركة..

أنا لست في قامة نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان أو ما يحلو للبعض بتسميته  ب (شيخ علي) تيمنا ب (شيخ الترابي) فيما أعتقد ولست ممن يدعون الرد عليه فيما يورد من أفكار و اراء فالرجل له باع طويل في حياكة المؤامرات و الفذلكات و الخروج علي النص بالأسلوب الذي يظن فيها البعض أنه من صميم النص …و الرجل (أعني شيخ علي) يقول في السر ما لا يستطيع  أن يجاهر به علنا خاصة عند التسامر مع  خاصة خاصته من المريدين و الموالين الأكثر قربا و تزلفا؟؟؟ ألا أن الذي جعله يخرج عن طوعه و ارادته و يتفوه بتلك الجملة   (نحن عرب ومسلمون .. لا نفرط في هذه وهذه.. ومن أراد الأفريقانية فاليذهب اليها) أنا لست معه في هذا ألبتة و لا أقول كما يقول أنما أقول (نحن سودانيون و متدينون و لا نفرط في هذه وهذه …. و من أراد العروبة فاليذهب اليها …  في الجزيرة العربية – مثلا- ) نعم  عندما أقول سودانيون فاني أرفض أي شكل من أشكال الأنتماءات سواء جهوية أو عرقية أو قبلية و ما الي ذلك من الأنتماءات التي شخصها و طبقها قادة الأنقاذ في أنفسهم أولا بالتمكين و طبقها علي غيرهم ثانيا  بالأقصاء و الأبعاد و ذلك منذ المفاصلة الشهيرة في العام 1999..

أن الأنقاذيين يتصرفون و كأنهم هم الوحيدون في الساحة السودانية و معهم  بعض من  سقط الأحزاب التي تدور في فلكه و تواليه مقابل بقايا موائدهم العامرة و ما بقي في جيوبهم  من (فكة) ؟؟؟

و عندما قلت متدينون فصدت بذلك أننا : منا المسلمون  ومنا  المسيحيون و  منا دون ذلك ، لا نجبر أحدا علي أتباع ملتنا و لا يجبرنا أحد علي أتباع ملته و هذه هي شريعة الله في الأرض و هو الوحيد الذي يحاسب علي ذلك (لكم دينكم و لي دين) (لا أكراه في الدين)… لو أن الأسلام مقصور علي العرب لما خرج من شبه الجزيرة العربية  و لما خرج من بني هاشم؟؟؟ و لكن الأسلام دين البشرية جمعاء لا فرق لعربي علي أعجمي و لا أبيض علي أسود الا بالتقوي ؟؟ فالتقوي هي المعيار و ليس القبيلة و ليس الجهوية و ليس المحسوبية و ليس الموالاه ؟؟؟؟

الأسلام لم يؤثر علي أخلاقيات العرب طوال القرون السابقة كتأثيرة عليهم في عصر صدر الأسلام . العرب حصروا الأسلام في العبادات و الشعائر الظاهرة فقط أما المعاملات و السلوك فيما بينهم فتركوها للقوانين الوضعية لتنظيمها لهم فأرهقوا العباد بالضرائب الفادحة و أذاقوهم مر العذاب ساموهم كالدواب بل اشد؟؟؟؟

عندما تدعوني  – يا شيخ علي – الي أتباع الأسلام الذي تمثلونه والأنقاذيون ، فإني حتما سأرفض لأن الذي تدعون اليه  ليس اٍسلاما ؟؟؟؟أنه أي شئ آخر الا أن يكون أسلاما؟؟؟؟ الأسلام سلوك،الأسلام معاملة حسنة ، الأسلام خلق  قويم ،الأسلام صدق، الأسلام أمانة ،الأسلام تسامح، الأسلام جود و كرم…. و كان رسولنا الكريم  محمد (صلي الله عليه و سلم) يقول بعثت لأتمم مكارم الأخلاق و قد سبقه الي ذلك ربنا سبحانه وتعالي حين قال ( و انك لعلي خلق عظيم)  القلم -4…( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)  آل عمران-159 …..(أدع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن ….) النحل  125  ….و قد أمر الله سبحانه و تعالي سيدنا موسي و هرون عليهما و علي نبينا محمد أفضل الصلاة و السلام  حين أرسلهما الي فرعون : (أذهبا الي فرعون أنه طغي، فقولا له قولا لينا  لعله يتذكر أو يخشي…) طه  43-44 ….

بالله عليك – يا شيخ علي – أين انتم من هذه الآيات الكريمات؟؟؟ و كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تقول عندما تسأل عن خلق النبي صلي الله عليه و سلم  ، كانت تقول (كان خلقه القرآن) فأنعم بمن كان خلقه القرآن؟؟؟؟ فذاك هو الدين الذي نتبع  و ليس دين العروبة الذن تدعون؟؟؟ و كلنا يعلم أن نسبة العروبة في السودان لا تتعدي 25% من عدد السكان؟؟؟بل أن العرب غزاة فقد نزحوا من الجزيرة العربية منذ مئات السنين عبر مصر و عبر اليمن و تمكنوا من فرض سيطرتهم علي بعض البلدان كمصر و ليبيا و تونس و الجزائر و موريتانيا  و السودان و قد آن الأوان لرد الحقوق الي أهلها؟؟؟ فقولك (نحن عرب ومسلمون .. لا نفرط في هذه وهذه.. ومن أراد الأفريقانية فاليذهب اليها ) مردود عليك و بشدة و لا يعفيك أعتذارك أو تنصلك منه ، من المسؤلية ؟؟؟؟

أن أقوالكم لا تتطابق و أفعالكم بل تناقضها تماما فأنظروا أين أوصلتم البلاد و العباد؟؟ البلاد الي التشرذم و الأنكماش و المناداة بالأنفصال اليوم الجنوب و غدا دارفور ثم كردفان و الشرق و هلم جرا؟؟؟ و العباد قد ضاق بهم الحال بعد أن تم بيع المؤسسات العامة و المشاريع التنموية و التعاونية الي محسوبيكم و بأبخس الأثمان؟؟؟ و بذلك تم تشريد عشرات الآلاف من العمال السودانيين مع اسرهم و لا يعلم بحالهم الا الله سبحانه و تعالي ..

اتقوا الله في عباد الله يوم لا ينفع مال و ل بنين ألا من أتي الله بقلب سليم؟؟؟ و اليوم عمل بلا حساب و غدا حساب بلا عمل؟؟؟؟؟

و السلام علي من أتبع الهدي …..

دارع كفنه

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *