هزيمة فاروق حسني مؤامرة يهودية أمريكية أوروبية على الأمة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم 000
هزيمة فاروق حسني مؤامرة يهودية أمريكية أوروبية على الأمة العربية !!
عبدالغني بريش اللايمى  000 الولايات المتحدة الأمريكية 0
[email protected]

تم انتخاب المرشحة البلغارية ايرينا بوكوفا مديرا لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” على حساب وزير الثقافة المصري فاروق حسني كما كان متوقعاً 00 غير ان هذا الفوز شكل خيبة أمل وضربة لأصحاب العقلية البدوية الصحراوية الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة التي يطبخهاحسب زعمهم اليهود أحفاد الخنازير والنصارى مرتدو الصليب ؛؛ ولأن الآخر أي ( غير العربي ) دائما عندهم كما قال أحدهم :
(( بعقليتنا البدوية الصحراوية
الآخــــــــــر
هو من يداهمنا بالليل, على غفلة, فيسرق الأغنام
يسبي النساء
يحرق الخيام, ويخيف الأطفال

الآخــــــــــر
هو قاطع طريق, يتربص بنا في وسط الصحراء

الآخـــــــــر
هو من يهجرنا من آراضينا, طمعا في الماء والمرعى, لنهيم, تائهين, في وسط الصحراء, بلا ماء ولا كلأ

هو من يسلب منا إستقرارنا
هو من يزرع بدواخلنا الرعب, ويفقدنا الأحساس بالأمان
هو من يغتال إنسانيتنا

هو ذاك الآخر في عقليتنا, ولا زال, فما لم ينتقل كثقافة موروثة- نعيها- إنتقل كتوارث جيني- لانعيه

ولا زال ذلك الآخر, شخصا كان أم فكرا, يمثل معضلة حقيقية يصعب على العقلية البدوية أن تتشربها, وتتعامل معها بسلوك حضاري, وإن حاولت )) 0
تصوير هذا العربي لحال العِربان ونظرتهم للآخر تصوير صادق وحقيقي ، لأن المجتمعات العربية بما فيها كُتابها ومثقفيها ومتعلميها وسياسيها يعيشون بالعقلية البدوية الصحراوية التي دائما ما تؤمن بنظرية المؤامرة وتتهم الآخر بالتآمر على ثقافتهم وحضارتهم وديانتهم ووجودهم ايضا 0
بعد خسارة فاروق حسني (( قال رئيس اتحاد الكتاب المصريين ورئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي ان “هذه النتيجة هي مثل نتيجة اية مباراة يمكن لانسان ان يفوز بها او يخسرها ولكن ” المقلق في هذا الموضع تسييس هذه الانتخابات لهذه المنظمة الدولية للمرة الاولى في تاريخها ” ، واعتبروا أن ذلك راجع الى “المعركة التي خاضها اللوبي اليهودي في الغرب وانتزاع اقوال للوزير واخراجها من سياقها وفتح معركة سياسية من خلالها ”
وقال خطار ابو دياب الباحث في العلوم السياسية في جامعة باريس في تصريح للتلفزيون المصري “من المؤسف ان تحدث انقسامات بهذا الحجم في مثل هذه المنظمة الدولية” معتبرا ان على “الدول العربية والافريقية ودول العالم الثالث ان ترى في ذلك تحديا مباشرا لها”
واعتبر جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس ان هذه النتيجة “أمر طبيعي لأن إسرائيل لن تسمح بذلك وهي على أبواب العمل الجاد لتهويد القدس العربية
لذلك لن تسمح لاي مرشح عربي ان يتولى موقع المدير العام لهذه المنظمة الدولية”
وأضاف أنها أيضا “المرة الأولى التي يحصل فيها استقطاب بين دول الشمال ودول الجنوب إذ يبدو أن الحركة الصهيونية استطاعت ان تجند دول الشمال في مواجهة شرسة ولاول مرة تقف اوروبا بمثل هذا الموقف الشرس في مواجهة المنطقة العربية ((
التصريحات اعلاها كلها لكُتاب عرب ومصريين وهم لا يرون في فوز البلغارية برئاسة اليونسكو فوزا ديمقراطيا نزيها على فاروق حسني ، بل ان فوزها حسب رأيهم كان مؤامرة قادتها منظمات يهودية ضد انتخابه نتيجة لتصريحات أدلى بها الوزير المصري في عام 2008 أُعتبرت معادية لليهودية , خصوصا عندما اعلن امام مجلس الشعب انه مستعد لان ” يحرق بنفسه ” اي كتب يهودية قد توجد في المكتبات المصرية 0

وتابعت الصحافة المصرية الاربعاء واصفة هزيمة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في انتخابات منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بأنها تأكيد لـ” صراع الحضارات ”
وقالت صحيفة “المصري اليوم” المستقلة ان “صراع الحضارات حسم معركة اليونيسكو” معتبرة ان “تحالف اللوبي اليهودي مع الولايات المتحدة واوروبا نجح في اسقاط مرشح الجنوب فاروق حسني بعد معركة شرسة خاضها الوفد المصري بشرف في مواجهة دول الشمال 00 واكدت صحيفة “الاحرار” المعارضة ان حسني “تعرض لحملة شرسة شنتها ضده صراحة الادارة الاميركية بتحريض يهودي 0
وكتبت صحيفة “الاهرام المسائي” الحكومية ان “حملة فاروق حسني تعرضت لهجوم غير حضاري من جانب مثقفين يهود في فرنسا ، واضافت ان “التربيطات (المناورات) التي قادها السفير الاميركي في اليونيسكو الى جانب الاعلام الصهيوني في اوروبا والولايات المتحدة نجحت في اقصاء فاروق حسني عن رئاسة المنظمة الدولية 0
واعتبرت صحيفة “روز اليوسف” الحكومية ان الجولة الحاسمة للانتخابات جرت “في اجواء اقل ما توصف به هو انها حرب حضارية طاحنة تؤكد ان الغرب يقف ضد الاخرين في اللحظة الحاسمة على أساس الدين ، واضافت روز اليوسف ان حسني “واجه معركة غير شريفة على الاطلاق استخدمت فيها ضده كل الاسلحة”، مؤكدة ان “التصويت جرى على حد السكين 0
لكم أيها السادة والسيدات ان تتخيلوا هذه الكراهية والحقد والاتهامات العشوائية التي تروجها الصحافة العربية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والمنظمات اليهودية 00 انهم يعتبرون سقوط وخسارة مرشحههم للفوز برئاسة ” اليونسكو ” استقطاب بين دول الشمال والجنوب !! غير انهم كالعادة على خطأ ، لأن العملية الانتخابية جرت في جو ديمقراطي نزيه ، كما انه ليس هناك مرشحا لدول الجنوب متفقاً عليه وآخر لدول الشمال حتى نقول بوجود استقطاب بين دول الشمال والجنوب !! ولا ندري عن أي استقطاب ومؤامرة تتحدث عنها صحف العِربان ؟ 0
كما واصلت صحف مصر والصحافة العِربانية في حملتها ضد اليهود والغرب بالقول ان هزيمة فاروق حسني في ” اليونسكو ” سببها صراع الحضارات 00 غير ان هذه الصُحف لم توضح للقُراء ان مرشحهم هذا قادم من بيئة تؤمن بثقافة المفخخات الإنتحارية وتكفير الآخرين ، بيئة تدرس في مدارسها مواداً تعليمية تحرض على العنف ضد غير المسلمين سيما اليهود ، الشئ الذي ترفضه ( اليونسكو ) ! فهل تريد هذه الصُحف ان تنتخب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) شخصا يحمل أراءاً قريبة من أراء ( تنظيم القاعدة والجماعات الأصولية الجهادية المتطرفة والحركة الوهابية السلفية التكفيرية ) على رأس هذه المنظمة العالمية العملاقة التي تُعنى بكل الثقافات الإنسانية والعلوم والتربية دون أي تمييز ؟ 0
فاروق حسني كشف عن وجهه العِرباني البدوي الصحراوي الرافض للآخر ، وذلك في تصريحاته عام 2008 عندما قال انه سيقوم بنفسه ( بحرق الكُتب اليهودية في المكتبات المصرية ) 00 فإذا كان هذا هو موقفه من كُتب اليهود ، فما الذي يمنعه من اتخاذ نفس الموقف حيال الكُتب النوبية والهندية والبوذية والأمازيغية 00 الخ إذا دخل مباني ” اليونسكو ” ، لأن رفض الآخر جزء أصيل من الثقافة العربية 0
ان تولي أي عربي إدارة ” اليونسكو ” يعني العودة بهذه المنظمة العالمية ألف وأربعمائة عام إلى الوراء ، وقد يعني الغاء الآخر وتهميشه ، كما قد يعني الجهل والظلام ، ووووووو الخ ، ولذا يعتبر سقوط فاروق حسني نصراً كبيراً للآخر من ( النوبيين والامازيغ والكرد والفرس 00 الخ ) 0
ليس في الأمر أية مؤامرة يا أيها الأعراب !! ، لأن لو كان في الموضوع مؤامرة ضد العِربان لمّا اصبح المصري بطرس بطرس غالي أميناً عاما للامم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي ، ولما تم انتخاب الدكتور/ محمد البرادعي لدورتين متتاليتين مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية 00 أم نسى اصحاب نظرية المؤامرة ان كلا الشخصان من أبناء الأمة العربية ؟ 0
ليس في الموضوع أية مؤامرة ، فنظرية المؤامرة لا وجود لها إلآ في مخيلة وعقلية العِربان الذين يعتقدون في وجود الآخر في هذا الكون تهديداً لهم ثقافيا وحضاريا ودينيا 00 فما لم تتحرر هذه العقلية من هذه الاعتقادات الوهمية فإنتخاب أحدهم لتولي منصب دولي حساس ” كاليونسكو ” سيكون أمراً في غاية الصعوبة 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *