حكومة حمدوك الجديدة التحديات وفرص العبور .. بقلم حسن ابراهيم فضل

التحية للشرطة في ولاية جنوب دارفور وهي ترسي أهم قيمة من قيم الثورة السودانية وتثبت شعار (الشرطة في خدمة الشعب ).

الحكومة الجديدة شكلت قاعدة عريضة من فسيفساء المكونات السودانية الا انها فشلت بشكل كبير في اشراك المرأة خاصة قوى الكفاح المسلحة .

 

بعد شد وجذب وبعد طول انتظار أعلن الدكتور عبد الله حمدوك, تشكيلة حكومته الجديدة في الثامن من فبراير الجاري والتي أدت اليمين الدستورية الأربعاء 10فبراير 2021,معلنة بداية مرحلة جديدة لحكومة الثورة بنسختها الثانية والتي ورثت تركة ثقيلة من التحديات على المستوى الاقتصادي والأمني وازدياد نشاط فلول النظام البائد وسيولة امنية خطيرة في عدد من ولايات السودان المختلفة.

ان هذه الحكومة وعلى غير سابقاتها وعلى الرغم من انها تعتبر حكومة احزاب بامتياز الا انها مثلت جماع الطيف الجغرافي والمجتمعي للشعب السوداني ,فضلا انها تعتبر حكومة السلام والتي كانت واحدة من شعارات ثورة ديسمبر المجيدة (حرية – سلام وعدالة ) ,حيث ضمت قادة الكفاح المسلح الذين كان لهم القدح المعلى في اسقاط نظام البشير ,وتعتبر مشاركة قوة الكفاح المسلحة مهمة كونها تعتبر تنفيذا لاتفاق السلام الذي وقع في جوبا عاصمة جنوب السودان, في أكتوبر من العام 2020وتطبيقاً لاهم مطلوبات استقرار أي بلد متنوع كالسودان لضمان مشاركة كل أبنائه في صنع القرار وفي بناء مستقبله.

وعلى الرغم من ان هذه الحكومة شكلت قاعدة عريضة من فسيفساء المكونات السودانية الا انها فشلت بشكل كبير في اشراك المرأة خاصة قوى الكفاح المسلحة وقوى الحرية التغيير بشكل كبير, باستثناء الحركة الشعبية والتي ارست اهم قيمة من قيم الثورة بان أسندت الحقيبة الوحيدة من نصيبها لواحدة من المناضلات اللائي اكتوين بنيران النظام البائد , القيادية بثينة إبراهيم دينار .

ويعقد الشعب السوداني امال عراض على هذه الحكومة لإخراج البلاد من شبه الانهيار الذي يهدده ووقف التدهور المريع في العملة الوطنية والارتفاع الجنوني للأسعار والسيولة الأمنية في عدد من ولايات السودان و تنفيذ عملية السلام وتبعاته الاجتماعية والسياسية والتي تعتبر عملية إعادة النازحين واللاجئين في دول الجوار وتهيئة قرى العودة وتحقيق العدالة من أكبر التحديات التي تواجه هذه الحكومة.

لم تكن مهمة الحكومة الجديدة سهلا خاصة في هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها البلاد لكن تظل العزيمة التي لمسناها ولمسها كل متابع لتصريحات السادة الوزراء يجعل المواطن مطمئن لدرجة كبيرة ولعل ابرز تلك التصريحات للوزير الأول الدكتور عبد الله حمدوك والذي اكد في خطابه اثتاء أداء الوزراء الجدد اليمين الدستورية : الحكومة الجديدة تشكل أكبر تحالف سياسي في تاريخ السودان ونحن جميعا مكلفون بإخراج السودان من تحدياته المعقدة , يضاف الى ذلك تصريحات السيد وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم محمد والذي اكد انه لم يهدأ له بال حتى ينهي صفوف الخبز والبنزين , ولعله قطع التزامه بإفادة مهمة خلال لقائه في برنامج البناء الوطني الذي يبثه تلفزيون السودان مساء السبت حيث اكد ان الصفوف ستنتهي وقريبتا.

والاهم من ذلك كله والذي يعنبر قاعدة أساسية لنجاح الحكومة الجديدة هو البرنامج الذي سيوقع عليه جميع الوزراء والشركاء والذي يمثل برنامج الحكومة للفترة المقبلة وهذا مؤشر مهم ولعل من ابرز أسباب اخفاق الحكومة السابقة انها لا تملك برنامجا وهذا ما أكده السيد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك اثناء زيارته الى الرياض السعودية.

تحديات كبيرة وشائكة تواجه البلاد والحكومة الجديدة لكن أيضا هناك فرصة كبيرة لان تنجح الحكومة الجديدة بان تعيد الأمور الى نصابها بتوفير الحاجات الأساسية للمواطن وان تبسط الامن والاستقرار في ربوع البلاد وهذا لا يتأتى الا بالعمل الدؤوب و بتطبيق القانون والنظام بشكل صارم , وان يخرج الوزراء الى الشارع وان يكونوا في الميدان للوقوف على المشكلات التي تحت اختصاصاتهم والتنسيق المحكم مع الوزرات المعنية بشكل كبير لتتكامل الأدوار لانجاح الفترة الانتقالية , اعتقد هذه عي الفرصة الأخيرة لقوى الثورة وللقوى السياسية لان تثبت وفاءها للثور ودماء الثوار .

ومضة واشادة مستحقة لوزير الداخلية وللشرطة في جنوب دارفور.

التحية للشرطة في ولاية جنوب دارفور وهي ترسي أهم قيمة من قيم الثورة السودانية وتثبت شعار (الشرطة في خدمة الشعب ) شعار لطالما نسمعه شعارا, لكن شرطة ولاية جنوب دارفور وفي حاضرتها نيالا تقدم مديرها ، اللواء علي حسب الرسول اعتذارا لمواطني جنوب دارفور، على استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الشرطة لتفريق الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها مدينة نيالا خلال الأيام الماضية بل زاد سعادة اللواء علي حسب الرسول وأمد ان إنسان نيالا يستحق استنشاق العطور وليس البمبان. لكم العتبى حتى ترضوا) , وانا أقول لسعادة اللواء علي حسب الرسول , وهذه هي السلوك والقيم الشرطية التي يستحقها الشعب السوداني . .

تحية فخر واشادة مستحقة للشرطة السودانية ولوزيرها الهمام الفريق أول عز الدين الشيخ الذي أكد من الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان والذي وصلها عقب الاحداث التخريبية المؤسفة التي شهدتها المدينة حيث لم يكتف الرجل بالتقارير لكنه أراد ان يقف بنفسه على الأوضاع حيث أكد ان الشرطة حريصة على حماية المواطنين وممتلكاتهم من كافة التهديدات الأمنية، مشيرا إلى أن حكومة الفترة الانتقالية عقدت العزم على الخروج بالبلاد إلى بر الأمان، خاصة بالنسبة للأزمة الاقتصادية، من خلال الخطط الطارئة التي تم وضعها.

بقدر التحديات الجسيمة التي تمر بها البلاد الان ان هذه الحكومة لديها فرصة لان يعبر بالسودان وشعبه لبر الأمان , وهذا لا يتأتى الا بتفعيل واستنهاض القطاعات الحية من الشعب وابتدار مبادرات فاعلة تسهم استيعاب قدرات الشباب وامكانتهم والعمل على إعادة هيكلة الرسالة الإعلامية والمحتوى الموجه للشعب وتصميم برامج معنية ومرتبطة بالتنمية وأسباب الاستقرار ومعالجة كافة اشكال الشقاق خاصة فيما يلي الصراعات القبلية والتي شهدها البلاد خلال الفترة الماضية سواء شرق السودان و دارفور وغيرها من بقاع السودان.

بقلم حسن ابراهيم فضل

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *