_______ اكثر من 120 يوماً ومصعب خلف القضبان _____

  • . صرير القلم .

    بقلم : مصعب طه علي

    عندما اندلعت انتفاضة سبتمبر المجيدة تقدم الشباب لأخذ دورهم الريادي والطليعي بل والطبيعي في مواجهة القوة الغاشمة المتمثلة في مليشيا النظام الاجرامية التي تصدت لهم بالقمع المفرط والرصاص الحي والسجون والزنازين الضيقة والانتهاكات الجسيمة كان مصعب عبداللطيف حاج البدوي في قيادة هذه الطليعة الشبابية التي خرجت في سبتمبر من العام الماضي بمنطقة الخوجلاب تحديداً
    خرجت لتنادي بالحرية والعيش الكريم للشعب السوداني لكن مليشيا النظام سأءها ان تري ذلك الشاب الميسور الحال المرفه ان يقود مظاهرات لأجل العيش الكريم
    فعمدت الي اعتقاله وتعذيبه و اعتقال مجموعة ممن كانو معه
    فهذه الشرازم من منتفعي ومليشيا النظام التي تحمل الحقد الدفين تجاه المجتمع وتجاه نفسها خرج لأجلها مصعب ليعرفها مصطلح الانسانية ً
    الذي لا يعرفه قاموسها الملي بالدم والدموع
    وهنا لايمكن الا ان نقول كما قال الثائر الاممي تشي جيفارا
    (ان من المؤلم ان يموت الانسان بسلاح من يدافع عنهم)
    ومصعب الذي قضي شطر حياته الاولي في اليمن السعيد جاء قادماً وحالماً ببلاد يتوفر فيها العيش الكريم والحياة الرغيدة لكن يبدوا ان حلمه كان حملاً ما اكذبه!
    فألتحق بالمدرسة الثانوية في الخوجلاب واجتاز امتحان الشهادة السودانية بتفوق ليعبر الي
    جامعة العلوم والتقانة كلية الطب قسم الاسنان
    ومااعجب واغرب الصدف فكأنه قراء الاسنان ليظل الفم مفتوح حراً بلا كبت ولا حسيب ولارقيب الامن الضمير السوي
    وما يحز في نفس كل ابياً كريم هو التجاهل بل والنسيان لمن قدم التضحيات الجسام من عمره فداءً لحرية وكرامة هذا الشعب
    فمصعب لم يدخل السجن لصاً او قاطع طريق او مجرماً قاتل بل دخله لأجل الفقراء والكادحين الذين اراد النظام ن يبيدهم بالغلاء الطاحن والجوع والمثقبة
    وما يحز اكثر هو ان الحزبيين قد خرجو من الزنازين في اول مفاوضات حزبية تحت الطاولة مفاوضات تمد النظام باسباب الحياة التي فقدها
    وما يحز اكثر ان عدم التضامن والتعاطف مع الصديق الصدوق مصعب عبداللطيف ناتج من كونه لاينتمي لأي تيار او حزب سياسي فلو كان ينتمي لأحدي التيارات السياسية المعارضة لرأينا حملات التضامن من الافراد والجماعات والهيئات والتنظيمات لكن لان مصعب من غمار الشعب الذي لا وجيع له فلابأس ان يرسف في اغلاله الي ماشاء النظام!!
    وليبقي في السجن حسب مواقف المعارضة المنبطحة الي ان يجود عليه السجان !
    يرسف مصعب الان مكبلاً بالاغلال في زنازين النظام المجرم
    يلاقي بصمود تنكر الصديق قبل العدو ويواجه صلف السلطة المستبدة من خلف القطبان
    ويسخر من سجانه ويرنو الي الشمس البعيدة لايري مافي غرارة الهوة السوداء
    عندما التقيته مكبلاً بالكلبشات في السجن طارت الي ذهني صورة قائد النضال الوطني الليبي اسد الصحراء
    عمر المختار التي رسمها له امير الشعراء احمد شوقي حينما رأه يجر الاغلال فأنشد يقول:
    الأُسْـد تـزأَر فـي الحـديد ولـن ترى
    في السجن ضرغامـا بكى استخــذاء
    وأَتــى الأَسـير يجـر ثِقـل حـديده
    أَســـــد يجــرٍجر حَيــة رقطــــــاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *