ﺑﻘﻠﻢ : ﻣﻨﻲ ﺃﺭﻛﻮ ﻣﻨﺎﻭﻱ
ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻣﺮﺍﺳﻠﺔ ﺃﻝ CNN ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﻄﻖ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﺈﺧﺘﺮﺍﻗﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺑﺆﺭ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺻﺪﻯ ﻭﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻟﻺﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻹﻳﻘﺎﻇﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ( Wake up call ) ﻟﻜﻦ، ﻭﻛﻤﺎ ﻋﻮﺩﻧﺎ ﺇﺗﺤﺎﺩﻧﺎ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻓﻘَﺪ ﺇﻛﺘﻔﻲ ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻏﻠﻆ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺃﻳﺔ ﺧﻄﻮﺓٍ ﻹﻧﻬﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﺙ ﻻﺯﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍً، ﻣﻊ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻟﻴﺲ ﺇﺳﺘﻜﺸﺎﻓﺎً ﺇﺑﺘﺪﻋﺘﻪ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺃﺣﺪﺍﺙ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﺜﻼً ﻭﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﻣﻴﺰﺓ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻠﻴﺒﻴﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﻣﻦ ﺇﺩﻋﻲ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻌﺪﻡ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻤﺪﺍً ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼِّﻠﺔ ﺇﻣﺘﺜﺎﻻً ﻟﻠﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ( ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘﻚ ﻣﻦ ﺯﺟﺎﺝ ﻻ ﺗﺮﺷﻖ ﺑﻴﻮﺕ ﻏﻴﺮﻙ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ) . ﻓﻴﺘﻔﺎﺩﻱ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻏﻀﺎﺏ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺃَﻱ ﻧﻮﻉٍ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻣﻬﺮﺍً ﻟﺴﻼﻣﺔ ﻋﻮﺭﺍﺗﻬﻢ .
ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮّﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺗﺘﺨﺬ ﺃﻟﻮﺍﻧﺎً ﺣﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﺘﻤﺎﻫﻲ ﻭﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﺳﻂ ﺩﺧﺎﻥ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕٍ ﺃﺧﺮﻯ ﺷﺒﻴﻬﺔٍ ﺑﻬﺎ، ﻟﺘﺠﺪ ﻋﺸﺎﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﺛﺔ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ ﻟﻨﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻤﺜﻠﻮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ . ﻟﺬﺍ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻳﻌﺘﻨﻘﻬﺎ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ( ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺠﻴﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺳﺪﻩ ﻭﺍﺳﺘﺮﻳﺢ ) .
ﻓﺈﻥ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﻭ ﺇﻧﺘﻬﺎﻙٍ ﻟﺤﻖ ﺇﻧﺴﺎﻧﻰ ﺻﺮﺧﻮﺍ ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﻌﻮﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺌﻮﻥ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻰ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻻ ﻟﺴﺒﺐ ﺳﻮﻱ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻼﺫ ﺁﻣﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ ﺑﻘﺎﺩﺓ ﺻﺮﺑﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣِﻦ ﻣَﻦ ﻃُﻮﻳﺖ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺭﻛﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ .
ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺪﺍﺣﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔٍ ﻟﻸﻋﺮﺍﻑ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺷﺮﻛﺔٍ ﻗﺎﺑﻀﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻭﺗﺠﻴﻴﺮ ﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺇﻟﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺮّﺍﺱ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ، ﻭﺗﺒﺎﻋﺎً ﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﺈﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻘﻮﺩ ﻋﻤﻞ، ﺛﻢ ﻫﺪﺭ ﻭﺇﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺇﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺣﺼﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﻨﻴﺎﺗﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺛﻢ ﺍﻹﺗﺠﺎﺭ ﺑﺄﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﻘﻄﻊ ﻏﻴﺎﺭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ .
ﻳﻘﻊ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪٍ ﺳﻮﺍﺀ، ﻛﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻵﺳﻦ ﻟﻸﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺑﻀﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺗﺤﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺣﺘﻲ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺋﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﻬﻢ ﺇﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﻤﺸﻲً ﻧﺎﻋﻢ ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ، ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻭ ﻳﺠﺪ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﺟﺎﻟﻴﻦ ﺃﻝ ( ﺟﻠﻲ ﺟﻠﻲ ) ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ .
ﺗﺘﻌﻤﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺇﻓﺴﺎﺡ ﻫﻮﺍﻣﺶ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﻔﻮﺿﻰ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺤﺠﺐ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻛﺎﻟﻔﺴﺎﺩ، ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ، ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻣﻨﺼﺎﺕ ﻟﻠﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺑﻌﺪ، ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺩﻳﻤﻮﻣﺘﻬﺎ ﺑﺈﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻷﻣﻤﻴﺔ ﺑﻤﻨﺎﻫﻀﺘﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻣﻢ ﻧﻌﻢ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﻳﺮﺓ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻣﺴﺘﻐﻼً ﻓﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﻓﺎﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻛﻘﺎﻋﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﺃﺩﻭﺍﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻷﻣﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﺸﻌﻮﺑﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻟﻬﻢ، ﺗﻨﻀﻮﻱ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ، ﻟﻜﻦ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻬﺰﻳﻞ ﻗﺪ ﺃﺑﻄﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻋﺠﻞ ﺑﺈﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺇﻟﻲ ﻧﺎﺩﻱٍ ﻣﺸﺒﻮﻩ ﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ، ﻓﺤُﺮِّﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ، ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﻳﻬﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻇﻼﻟﻬﺎ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﺎﻟﺮّﻕ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﺫﻫﻨﻴﺎً، ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺷﻤﺎﻝ ﺧﻂ ﺍﻹﺳﺘﻮﺍﺀ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻘﻄﻨﻬﺎ ﻗﻮﻣﻴﺎﺕ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺟﺎﺯﻣﺔً ﺃﻥ ﺍﻟﺮّﻕ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ ﻭﺇﺭﺙ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻣﺠﺎﺩ ﺳﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﻺﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﻟﻠﻌﻀﻮﻳﺔ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﻳﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭ ﺧﻠﻮ ﻃﺮﻑٍ ﻣﻦ ﺍَﻳﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝٍ ﻟﻠﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻨﺎﺩﻳﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻟﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻹﻧﻌﺘﺎﻕ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﺰﻡ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﻻ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺗﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻗﺪ ﺃُﻗﻔﻠﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺩﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ، ﺑﻞ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺻﺎﺭﺕ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ، ﻣﻤﺎ ﻳﺤﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻟﻴﺘﺮﻙ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻳُﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻮﻥ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ .
ﻓﻲ ﻗﺎﺭﺗﻨﺎ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻳُﻤﺘﺪﺡ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﻳُﺸﻴّﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﻃﺮﻕ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻭﻳُﻌﺪ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻭﻣﻀﺮﺑﺎً ﻟﻸﻣﺜﺎﻝ، ﻣﺜﻞ ﻓﻼﻥ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻠﻤﺠﺮﺍ،
ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟَﺐ ﺑﺪﺑﺎﺑﺎﺗﻪ ﻭﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺪﻯ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﺮﺗﺪﻳﺎً ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻑ ﺑﻨﻴﺎﺷﻴﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳُﺮﻣﺰ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺒﻄﻞ ﻭﺍﻟﺒﺎﺳﻞ .
ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺟﻨﺮﺍﻻﺕ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻫﺒﺎﺕ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻔﻮﺍ ﻋﺠﻠﺘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﻓﺨﺎﺥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻴﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺑﻌﺪﻩ، ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ، ﻫﻨﺎ ﻳُﺤﻀﺮﻧﻲ ﻣﺸﻬﺪٌ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳُﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ، ﻃﺮﺡ ﺳﺆﺍﻻً ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ، ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻌﻴﻦ، ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﺗﻠﻔﻮﻧﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ؟؟، ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻲ ﺣﻘﺎً ﻫﻮ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻳﺮﺩﺩ ﻣﻬﻠﻼً ﻭﻣﻜﺒﺮﺍً ﻟﻠﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻻ ﺍﺩﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺻﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ !!! ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﻡ ﻟﺜﻼﺙ ﻋﻘﻮﺩٍ ﺃﻡ ﻫﻮ ﺗﺨﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ؟؟؟ .
ﻋﻠﻲ ﻛﻞٍ، ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺑﺈﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻥ ﺇﻧﺸﻐﺎﻝ ﺃﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻟﻴﻄﺮﺣﻮﺍ ﺑﺪﻭﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺰﺍﺩﺍﺕ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻟﻺﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﻳُﺤﻮﻟﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻠﻘﻴﻠﻮﻟﺔ، ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ، ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺤﻮﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ .
ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺗﻐﻴﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺗﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﺃﻗﺼﻲ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً، ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺴﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﻳُﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻀﻮﺓٌ ﺑﻬﺎ، ﻫﻨﺎ ﻳﺜﻮﺭ ﺳﺆﺍﻝٌ، ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺑَﻌﻀﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻫﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﻟﻮﻥ ﺟﻠﻮﺩﻧﺎ؟ ﻫﻞ ﻳُﻔﺄﺟﺌﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻇﻬﻮﺭُ ﻗﺎﺋﺪٍ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ ﻗﻠﺒﺎً ﻳﻨﺒﺾ؟ ﻟﻴﻀﻊ ﻋﻠﻲ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺠﻠﻞ ﻭﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺑﻜﻔﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﻜﻨﺲ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺻﻤﺘﺖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻳﻌﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻟﻐﺮﺽ ﻓﻀﺢ ﺩﻭﻝ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺃﻭ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺧﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ؟ .
ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺧﻄﺮﺓٌ ﺟﺪﺍً، ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻋﺎﺩﺓً ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔٍ ﺇﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻓِﻲ ﻋﻘﺮ ﺩﺍﺭﻩ، ﺍﻷﺩﻫﻰ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻟﺒﺎﺋﻌﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻣﺒﺮﺭﺍً ﻗﺪ ﻳﺴﻨﺪﻫﻢ ﺩﻳﻨﻴﺎً ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻹﻣﺘﻼﻛﻪ ! ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺗﻨﺸﻂ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﺎﺭﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻋﺎﻡ؟ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺎﺩﺭﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻲ ﻣﺒﻜﺮﺍً .
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻔﺮﺹٍ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﺃﻭ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﺠﻤﻴﻠﻴﺔ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻟﻜﻦ ﺇﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﺳﻮﺍﺀً ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﺽ ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺿﻠﻊ ﻣﻦ ﺃﺿﻼﻉ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﻟﻮ ﺗﺰﻳّﻦ ﺑﻮﺷﺎﺡٍ ﺁﺧﺮ .
ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻮﻛﺐٍ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭﺳﻼً ﺃﻭ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺉ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﺿﻊ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .
ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﺪﺧﻼً ﻟﻠﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﻐﺬﻯ ﻣﻨﻪ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ، ﻟﺮﺣﺒﺖ ﺑﺎﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﺗﻤﺸﻴﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﻋﺪﻭٌ ﻋﺎﻗﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖٍ ﺟﺎﻫﻞ .
9/12/2017 ﻡ