أولا أتقدم بالتهنئة للمسلمين في كل انحاء العالم بمناسبة حلول شهر الرمضان المبارك وتمنيأتي أن يأتي
الرمضان القادم وبلداننا الإسلامية غالية من المظالم والقتل والحروب الطائفية والتطرف والإرهاب .
وفي مقالنا الاسبوع أتناول موضوع إقتراب موعد القرار الأمريكي بشأن رفع العقوبات المفروضة علي نظام البشير
قبل أشهر معدودات كنت أتصفح مواقع اخبارية أمريكية علي الإنترنت . وكنت أنتظر أخبار جديدة عن اي عاصفة قادمة تجاه الرئيس دونالد ترامب . عاصفة تجبره علي الاستقالة أو تعرضه علي الإقالة . لأنه أولا استدار ثلاثمائة وثمانين درجة عن كل وعوده وبرامجه الإنتخابي . بعدما صفقت له وتغنيت بإسمه من خلف الكيبورد وكان أملي الوحيد هو المساعدة في القضاء علي الد
كتاتوريات والأنظمة الدينية المتزمتة التي تسيطر علي نصف دول العالم الإسلامي وتشعل الوضع بالحروب الأهلية العنصرية والطائفية والثورات المضادة ودعم الجماعات المذهبية المتعصبة التي انتجت اوضاع مزرية . تكثلت في تهجير وتشريد الملايين من الأطفال والنساء والشباب وتصديرهم كلاجئين . بدءا من إيران ومرورا بالسعودية وقطر والسودان و باكستان . وهذا الترامب الذي اتي من البيت الجمهوري الذي اعتبره البيت الأكثر نشاطا وصرامة في تجاه الدفاع عن الحريات خارج أمريكا .
ولكنه رمي تلك الوعود خلف ظهره وأصدر قرارات غير مدروسة بحق اللاجئين خصوصا . ضاربا أرض الحائط بأصوات الأحرار في تلك المجتمعات الذين يعتبرون أمريكا هي كعبة اليأس وليست مجرد صديقة في مشوار نضالهم نحو الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان . وهذا يجعلنا نقول لترامب أما انك تتعامي عمدا عن مصادر الإرهاب الحقيقية أو لا تريد إستئصاله من الوجود .
وعلي العكس من توقعاتي جدت أخبار أخري في هذه المواقع تتحدث عن قرارات وشيكة لرفع العقوبات المفروضة علي نظام الخرطوم الديني المتعصب . الذي هو نظام أسوأ بكثير من حركة طالبان و القاعدة و داعش حتي . علي الأقل هذه الجماعات الإسلامية الإرهابية لا تقتل علي أسس عنصرية ولا تقتل أطفالا أو نساء بل تقتل فقط من يخالف توجهاتها الأيديولوجية .
علي عكس التنظيم الإسلامي الحاكم في الخرطوم الذي يقتل الأسري والجرحي من معارضيه و الآلاف من النساء والأطفال علي أسس دينية وعرقية عنصرية . وهذا هو مكمن خطورة هذا التنظيم الإرهابي . لهذه الأسباب عندما وجدت أخبار رفع العقوبات هذه . في البدء لم أصدق وفركت عيني . ربما أصبت بكابوس أثناء نومي قلت ! ولكن الأمر لم يكن كابوسا ولا نيلة بل حقيقة واقعية حيث وجدت الخبر في صحف أمريكية عملاقة . و قد تناولت الخبر بشي من الغموض .
وقد وضعت الإدارة الأمريكية فترة زمنية محددة كإختبار لهذا التنظيم اذا أوفي بإلاصلاحات المزعومة حينها يتم رفع العقوبات عنها
وهذا الأمر يجعلنا نتساءل .هو لماذا من الأساس فكرت الإدارة الأمريكية في هذا الامر من الأساس. ناهيك عن تحديد فترة زمنية ؟ وهي تري النظام تمارس وحشيته وعنصريته ضد عدد كبير من الأبرياء في عدة أقاليم في السودان
أولا يبدو بأن الفترة المحددة قد اقتربت و هنا إذا كانت الإدارة الأمريكية تنتظر شيئا من هذا النظام أعتقد أنها توهم نفسها أو ربما تريد التخلي عن قيمها الراسخة و التي أولها الدفاع عن الإنسان وحقه الحياة . و الأمر الثاني هو أن هذا النظام الإرهابي لا عهد ولا ميثاق ولا أخلاق له .وكان علي الإدارة الأمريكية عدم التكفير حتي مجرد مناقشة أمر رفع أي عقوبة عنه وهذه العقوبات لا يتأثر به سوي هذا النظام وبعض المحيطين به الذين لا يشعرون بما يتعرض له الملايين في أطراف السودان . وهنالك المئات من الخروقات ارتكبها النظام في هذه الفترة المحددة
أولا :
قام بشن الحرب ضد أهالي دارفور من جديد في شمال وشرق دارفور . وخلفت هذه الهجمات أوضاعا مزرية وأعادت الأمور الي نقطة الصفر .وضرب النظام بتعهدات وقف إطلاق النار تلك أرض الحائط وهي الأساس مجرد أكاذيب أراد بها تقديم نفسه بوجه جديد مستغلا الأوضاع الإقليمية والدولية . ومازال القتال مستمرا في جنوب كردفان و النيل الأزرق و عدد كبير من المدنيين محاصرين في الكهوف والجبال . ولا يخرجون منها خوفا من قاذفات القنابل الكيميائية. التي ظلت تستخدمها في حرب الإبادة الجماعية
ثانيا :
أحد قادة النظام وهو والي شرق دارفور المدعو انس عمر وأمام شاشات التلفزة علي الهواء مباشرة
يقيم الإنسان بسبعة جنيهات سودانية وهي أقل من أربعة سنتات أمريكية . عندما قال قبل يومين بأن رأس المتمرد لا يساوي ثمن( رصاصة ) وهذا الكلام يعتبر جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان . إذا تم تجاوزه ورفعت العقوبات علي امريكا أن تبحث عن أصدقاء لها في مكان اخر وليس السودان .
ثالثا :
قامت سلطات النظام وبأوامر رسمية بهدم أحد الكنائس في يوم الأحد عندما كان يمارس فيها الصلوات وهذا يعتبر تجاوزا خطيرا في حق حرية العبادة و الفكر والضمير . وأيضا قتل أحد القساوسة في أحد الكنائس في قلب الخرطوم وبتحريض من النظام .
رابعا :
في مسألة الحوار المزعوم . الأمر واضح وضوح الشمس أن الذي جري لم يكن سوي مسرحية سيئة الإخراج من أجل الهروب بالزمن الي الإمام . وعلي الإدارة الأمريكية أن تعي جيدا بأن الملايين في السودان يتعبرون أمريكا دولة صديقة مدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان. وأي تجاوز منها ورفعت هذه العقوبات في الوقت الراهن ويتعبر إهانة كبيرة لسمعتها وعلي ضوء كل ما ذكر أعلاه
نقول علي أمريكا .أن لا تدير ظهرها للواقع والتهرب من مسؤوليتها الأخلاقية .
هذا الواقع من نظام الإرهاب الحاكم في الخرطوم بقيادة المطلوب الاول من العدالة الدولية المجرم عمر البشير وعدد من زبانيته القتلة المجرمين كالوالي أنس عمر وآخرين