ياسر عرمان: لن يستطيع أحد منعي من إقامة حزب في الشمال بعد انفصال الجنوب.
الكونفيدرالية بين الشمال والجنوب بها تفاصيل مزعجة .. وحزبنا سيتمكن من احتواء المشكلات بين الجانبين.
مطلوب تشجيع ضم الجنوب للجامعة العربية ، ولا يجب أن نجعل من إسرائيل فزاعة
الخرطوم ” أفريقيا اليوم ” صباح موسى [email protected]
يتمسك نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان رئيس قطاع الشمال بها ” ياسر عرمان” بإنشاء حزبه الجديد ، ويؤكد أن أي قوة بالخرطوم لن تستطيع منعه من تحقيق ذلك ، وهو يحذر من أي استهداف للحركة الشعبية بالشمال سيكون ضارا , مشيرا إلي أن حزبه سيكون قوة حقيقية في الشمال.
عرمان يشدد في حواره مع ” أفريقيا اليوم ” www.africaalyom.com
علي أن حزبه المرتقب سيكون بإمكانه احتواء المشاكل بين الشمال والجنوب, معتبرا أن البترول من الممكن أن يكون سببا في علاقات جيدة بين الشمال والجنوب, لافتا إلي أن مشروع الكونفيدرالية المطروح بين الشمال والجنوب مقبول من ناحية الشكل, ولكنه مزعج في التفاصيل, معربا عن أمله في أن يقدم السودان نموذجا لحل مشاكل الحدود والرعاة التي تؤرق أفريقيا.
ويقول ” عرمان” : مستقبلي الشخصي غير مهم في مقابل مستقبل الوطن والذي يحتاج إلى مشروع السودان الجديد. .. وإلي نص الحوار:
كيف تنظر إلي مستقبلك الشخصي بعد إنفصال الجنوب؟
– المستقبل الشخصي للأفراد غير مهم, مقارنة بمستقبل الأوطان. المطروح على المحك الآن هو مستقبل السودان, وليس مستقبلي الشخصي, فهناك خروج لـثلث مساحة السودان, ووجود دولة في الجنوب يطرح بقوة فكرة السودان الجديد في الشمال والجنوب, السودان يحتاج للاعتراف بالتنوع, والجنوب يحتاج للعدالة الاجتماعية والديمقراطية, الشمال به جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق, وبه مناطق أخرى لها مطالب, وهناك ملايين الفقراء والمعدمين ، وهم يحتاجون إلى دولة جديدة, إن لم تتغير سياسات الخرطوم ستذهب دارفور وشرق السودان, ولذلك فإن مشروع السودان الجديد أصبح مطلوبا في دولتين بدلا من دولة واحدة.
وكيف ترى مستقبل جنوب السودان بعد الانفصال؟
– بالتأكيد الجنوب سوف يواجه تحديات مثل كل البلدان في العالم, الجنوب يحتاج لبناء دولة مختلفة عن الشمال, ويجب أن ينجح الجنوب لأن نجاحه جزء من استقرار المنطقة, ويجب على الشمال مساعدته, والحل يكمن في السودان الجديد, لوجود التنوع, لذلك ليس هناك اعتراف ضمني, نقول أن الجنوب اختار خيارا صعبا, ولكن لا يعني هذا مطالب وتكاليف كبيرة عليه.
– قضايا عالقة
في تقديرك ما هي أهم القضايا العالقة بين الشمال والجنوب وماهي طرق حلها؟
– انفصال الجنوب يطرح قضية كبرى, وهي هل الانفصال سيكون مجرد ترتيبات سياسية أم وقائع لعلاقات ستظل باقية؟ فنحن نحتاج لحلول جذرية فهناك 9 ملايين من الرعاة الشماليين على الحزام الحدودي بين الشمال والجنوب, وهناك أطول حدود في أفريقيا, وتبلغ مساحتها 2500 كم, هناك أيضا البترول, وأيضا دارفور وقضيتها سوف تؤثر على الجنوب إذا ظلت بدون حل, هنالك قضايا استقرار الجنوب السياسي, وكذلك استقرار الشمال السياسي, والطريقة الوحيدة للحل, هي إيجاد علاقة إستراتيجية بين الشمال والجنوب على مبادئ أساسية, بأن يعتمد الجنوب فيما لا يمتلكه على الشمال والعكس, ويجب أن تكون الحدود آمنة, ويجب أن نأخذ في الاعتبار الفرق بين الحدود السياسية والحدود الشعبية, يجب أن نقدم حلا نموذجيا لمشاكل الرعاة في كل أفريقيا, لدينا فرصة لتقديم نماذج للحل, ولذلك نحن نحتاج إلى حل قضايا ما بعد الاستفتاء حلا إستراتيجيا.
في تقديري أن البترول من الممكن أن يكون سببا لعلاقات جيدة بين الشمال والجنوب, وأدعو الأحزاب السياسية الشمالية بأن تواصل عملها بالجنوب, وكذلك الأحزاب السياسية الجنوبية في الشمال.
ماهي أهمية وجود الأحزاب الجنوبية في الشمال والأحزاب الشمالية في الجنوب .. في رأيك ما الفائدة والهدف من ذلك؟
– علاقتنا في الشمال وعلاقة الأحزاب الشمالية بالجنوب ستكون مثل علاقات الخضر في أوروبا تلتزم بقوانين بلدانها ولديها رؤى, يجب أن نخلق برامج مثل أحزاب الديمقراطيين, ولكن المؤتمر الوطني أتى من عباءة حسن البنا, وهو لا يستطيع فهم هذه الأفكار.
هل يعني ذلك أنكم ستكونون مرتبطين بالحركة الشعبية في دولة الجنوب في التمويل والبرنامج والأهداف ، مع عملكم في دولة الشمال؟
– سنقيم أحزابا مستقلة تنظيميا وماليا, ومستقلة من ناحية اتخاذ القرار… فقط سوف تكون رؤيتنا مشتركة.
هل ترى في ارتباطك كحزب شمالي بالجنوب أهمية للشمال كدولة أم أهمية خاصة بك شخصيا فقط؟
– لن أذهب في مجاملة الجنوبيين, لأن هناك قضايا في جبال النوبة وشمال السودان, الجنوب لو انفصل سنبني حركة جديدة هي رؤية للسودان الجديد, فالشمال به مشاكل تحتاج إلى ضرورة النضال لتحقيق شمال جديد قائم على العدالة الاجتماعية, وعلى الديمقراطية, نؤمن بوحدة السودان, و من الممكن بعد إنشاء دولة الجنوب تتم الوحدة مرة أخرى مع الشمال, فتجربة الانفصال بها إيجابيات, وهي معرفة أهمية كل من الطرفين للآخر بعد الفراق.
– عمل سري
هناك اتهامات بأن قطاع الشمال للحركة الشعبية الذي ترأسه أنت سوف يتوجه للعمل السري لصالح الحركة في الشمال. ماهو ردك على ذلك؟
– هذا الحديث فبركة إعلامية ودس رخيص, تقوم به أجهزة معلومة تابعة للمؤتمر الوطني, وأؤكد لك أنني قبل وصولك بدقائق قد جددت عقد إيجار هذا المبنى ( مبنى قطاع الحركة الشعبية بالخرطوم) لمدة ستة أشهر قادمة, فالحركة الشعبية لن تلجأ للعمل السري, لأننا حركة حاكمة, لدينا حاكم منتخب, وحاكم في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق, ورؤساء لجان في البرلمان الحالي في شمال السودان, فهذا الحديث لا قيمة له, هو مجرد محاولة للتشويش على الرأي العام, وخيارنا الأفضل هو العمل السلمي الديمقراطي الدستوري.
هل تعتقد أن المؤتمر الوطني سوف يقبل بحزب لك في الشمال؟
– لن تستطيع أي قوة منعنا, وإن فعلت سنرى حلا لهذا الأمر, فلدينا اتفاق حول المشورة الشعبية في شمال السودان, وبروتوكولات حول الخرطوم, واستهداف الحركة الشعبية سيضر بالشمال, ولذلك يجب أن يتم تركنا لنعمل , وكذلك في الجنوب لا نحتاج لمنع أي حزب شمالي به, وعلى المؤتمر الوطني أن يترك هذا الأمر للجمهور, هو الذي يقرر مصيرنا, وأتعجب من الوطني وهو يتحدث كأنه مسجل الأحزاب أو القاضي, فهذه فوضى من الحاكم الذي يفرض كل سلطاته على الشعب.
متى ستعلن عن حزبك الجديد في الشمال؟
– عمليا لدينا 3 وحدات ستكون الحركة الشعبية الجديدة وسوف يكون لنا مشاورات حول الإسم والذي لن يكون نهائيا, لدينا حركة شعبية قوية في الشمال, وفي جنوب كردفان, وجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة, ولدينا مناصرين في 15 ولاية شمالية ليكونوا حركة جديدة, فقط يتركونا والشعب يقرر هل يريدونا أم لا؟ أقول أننا سوف نكون قوة حقيقية في الشمال, هذا جزء من برنامج لا نريد حرب بين الشمال والجنوب, فلنا صلات جيدة بالجنوب ونستطيع احتواء أي مشاكل في الفترة المقبلة بين الدولتين.
– كونفيدرالية مزعجة
ما رأيك في مشروع الكونفيدرالية الذي يطرح هذه الأيام ليكون بين الدولتين بعد الانفصال؟
– يجب أن نصل إلى إتحاد بين الدولتين, أو نصل إلى كونفيدرالية تضم دولا أخرى مع الشمال والجنوب, لأن هناك قضايا غير منظورة, وهناك تحدي كبير بين الشمال والجنوب وأفريقيا لأنهم على هامش النظام الدولي, لذلك هم يحتاجون إلى عمل مشترك. نتحدث عن تكتل أفريقي, ولابد من تعاون لتوحد الشمال والجنوب. أما عن الكونفيدرالية فمن ناحية الشكل العام سيقول الطرفان في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أنه مع هذا المشروع, ولكن المشروع المطروح حول هذا المعنى به تفاصيل مزعجة, سوف تتحول إلى قضايا سوف تحتاج إلى حل. على أية حال يمكن الوصول إلى إتفاق لو توفرت الإرادة السياسية.
ما هي توقعاتك لمستقبل مشكلة أبيي وما هو الطريق الأمثل لحلها في رأيك؟
– يجب أن تكون أبيي عاملا لترسيخ العلاقات بين الشمال والجنوب, فالإتجاه الآخر هو الحرب,وأرى أن الحل في أبيي تأخر ولكنه ليس مستحيلا, مازالت هناك 6 أشهر يمكن الوصول إلى حل فيها, مصالح المسيرية مرتبطة بالجنوب, ومصالح الجنوب مرتبطة بالشمال, المهم هو كيفية الوصول إلى حل, نحن نحتاج إلي أناس يطفئون الحرائق لا أناس يشعلونها.
هناك أقاويل بأن تحالف المعارضة السودانية بالخارج يريد أن تكون رئيسه في المرحلة المقبلة بدلا من علي محمود حسانين هل توافق على هذا؟
– لا نحدد مواقفنا إلا من خلال مؤسساتنا. علي محمود حسانين كل ما فعله لم نكن جزء منه, ونحترم رأيه فيما يراه مناسبا لنفسه, وسنقوم نحن أيضا بما نحدده لأنفسنا.
– جوبا وتل أبيب
ماهو رأيك في العلاقات المستقبلية بين جوبا وتل أبيب؟
– المصلحة العربية تقتضي أولا إقامة علاقات جيدة بين الشمال والجنوب بدلا من الحديث عن هاجس إسرائيل وعلاقتها بالجنوب, وأؤكد أن الخرطوم والقاهرة أهم لجوبا من تل أبيب فالكل تعلم في القاهرة وعاش فيها من الجنوبيين ، و لم نسمع عن جنوبي درس بجامعة تل أبيب, فلا يجب أن تكون إسرائيل فزاعة للعرب في الجنوب, الشعب الجنوبي مصلحته مع الشمال أكثر من إسرائيل ، وعلى العالم العربي ألا يرجع دولة الجنوب إلى إسرائيل, والأفضل هو المساهمة في تنمية الجنوب, والحديث عن انضمام الجنوب للجامعة العربية حديث جيد, ويجب أن نشجعه جميعا.