ولكم في مهاتير وماديرو اسوة حسنة يا اولي الالباب ؟

ولكم في مهاتير وماديرو اسوة حسنة يا اولي الالباب ؟

ثروت قاسم

[email protected]

1- وحدة المعارضة ؟

في يوم الجمعة فاتحة يونيو 2018 ، نشر بشير بن يحمد ، ناشر مجلة جون افريك مقالة بعنوان ( نموذج للتبني ) ، رايت ان استعرضها واعلق عليها في هذه المقالة تعميماً للفائدة .

يقول المثل ان العاقل من تعلم من تجارب غيره ، ونستعرض تجربتي فنزويلا وماليزيا ، لناخذ منهما العبر والدروس ، وايات لقوم يتفكرون .

ونبدأ فنحرر مفهوم الديمقراطية ، وهو التبادل السلمي للسلطة بين الحزب الحاكم والحزب او الاحزاب المعارضة ، في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ، كما يحدث في الولايات المتحدة ، وبريطانيا ومعظم دول العالم الا في من رحم ربك من الدول العربية .

كلمة السر هي التبادل ، وبدون التبادل تفقد الديمقراطية جوهرها .

يلاحظ الاستاذ بشير احباط وياس وعدم مبالاة تجاه المعارضة وقادتها في كثير من الدول الافريقية ، ويعزو ذلك لسببين :

+ الاول ان قادة المعارضة عندما يصلون للسلطة عبر انتخابات حقيقية ، يتصرفون كما سابقيهم في السلطة ، وكأننا يا عمرو لا رحنا ولاجينا .

+ السبب الثاني ان مكونات المعارضة في معظم الدول الافريقية متعددة واميبية ، ولكل مكون رئيس له حساباته الخاصة ، فلذلك يفقدون الانتخابات الرئاسية ضد الحزب الحاكم الذي يكتسح الانتخابات بسبب تشرذم مكونات المعارضة ، من بين اسباب اخرى ، اهمها مضروبية الانتخابات ، التي تصير الى مجرد استفتاء على الرئيس الحالي . ويدعو الاستاذ بشير بن يحمد المعارضة في كل بلد افريقي ان تنسى خلافاتها ، و تتوافق على مرشح واحد تدعمه بصدق كل مكونات المعارضة ضد مرشح الحكومة .

وفي السودان اذا تعددت ال كيجاب ات ، فسوف يحصل الرئيس البشير على اكثر من 94% من الاصوات المضروبة اصلاً .

لفائدة زعماء المعارضة في السودان ، نستعرض تجربة دولتين في انتخابات تم عقدها خلال مايو 2018 :

+ الدولة الاولى هي فنزويلا ، في امريكا الجنوبية ، وهي دولة كاثوليكية ، وقد قدمت البرهان ، بياناً بالعمل ، بان تشرذم المعارضة ، قد قاد لفوز الرئيس الحالي نيكولاس ماديرو ، وهو من اسوأ وافسد والاكثر استبداداً بين كل رؤساء دول امريكا الجنوبية .

http://www.jeuneafrique.com/medias/2017/09/12/sipa_ap22093403_000007-e1505213344778-592×296-1527782082.jpg

+ الدولة الثانية هي ماليزيا في اسيا ، وهي دولة باغلبية مسلمة ، وقد قدمت البرهان المعاكس ، وهو ان وحدة مكونات المعارضة ، وتوافقهم على مرشح واحد لكل مكونات المعارضة ، قد قاد لفوز مرشح المعارضة الاوحد مهاتير محمد ، ضد الرئيس في السلطة نجيب عبدالرزاق ، المدعوم بمؤوسسات الدولة ، وذهب المعز وخيله ومضروبياته .

mahatir.jpg

2- تجربة فنزويلا ؟

يجب على قادة المعارضة في السودان تدبر تجربة فنزويلا ، حتى لا يقعوا في نفس الحفرة التي وقعت فيها مكونات المعارضة في فنزويلا بتشرذمهم ، وعدم توافقهم على مرشح واحد لكل مكونات المعارضة ضد الرئيس في السلطة ماديرو .

اختار الرئيس هجو شافيز الزعيم المحبوب في فنزويلا صديقه ماديرو ليكون نائبه في رئاسة الجمهورية . وعند وفاة الرئيس هجو شافيز فجاة بداء السرطان ، صار ماديرو رئساً لفنزويلا . بسرعة برهن ماديرو ، باقواله وافعاله ، على الغباء والخفة وعدم الكفاءة ، فصارت فنزويلا بفضل سياساته وقراراته البئيسة من اتعس دول امريكا الجنوبية ، مع انها المصدر الاول للبترول في امريكا الجنوبية .

لم تدق فنزويلا الدلجة ، كما دقت بلاد السودان الدلجة تحت حكم الرئيس البشير ، لقصر عمر رئاسة ماديرو ، واستطالة رئاسة الرئيس البشير .

للتذكير الذي ينفع المؤمنين ، صارت بلاد السودان بفضل سياسات الرئيس البشير البئيسة ، ونحدد الرئيس البشير بالاسم ، لانه صار يجسد السلطات الثلاثة : التشريعية والقضائية والتنفيذية بالاضافة للسلطة الرابعة الاعلامية ؛ بل صار يجسد الدولة لا بل المجتمع ، وبالتالي فالرئيس البشير هو المسؤل الحصري عن كثير من المخازي والزعازع التي حاقت بالسودان .

نشير الى عشرة منها ، مثالاً وليس حصراً :

واحد :

قسم الرئيس البشير السودان الى قسمين ، واضاع مثلث حلايب ومنطقة الفشقة .

اتنين :

صار سودان البشير سادس افشل دولة في العالم لعام 2017 .

تلاتة :

صار سودان البشير سادس افسد دولة في العالم لعام 2017 .

اربعة :

صار سودان البشير من بين اسوأ عشر دول لا تطبق المقاصد الاسلامية .

خمسة :

دخل سودان البشير التاريخ كونه الدولة الوحيدة في التاريخ الانساني الهارب رئيسها من العدالة الدولية .

ستة :

اصدر مجلس الامن 63 قرارا ضد نظام البشير تحت الفصل السابع المعني بتهديد الامن والسلم العالميين .

سبعة :

صوت 10 مليون سوداني بارجلهم ضد نظام البشير في اكبر عملية هروب خارج سودان البشير في التاريخ .

تمانية :

لاول مرة في تاريخ السودان منذ بعانخي وترهاقا ، قوات اليوناميد الاممية تحمي المواطنين في دارفور من عسف نظام البشير .

تسعة :

لم تعد دولة البشير تحتكر السلاح ، بل صارت الميليشيات الانقاذية والقبيلية تتسلح حتى السنان .

عشرة :

في 29 سنة حكم البشير فقد الجنيه السوداني ومعه الاقتصاد السوداني 3333 ضعفاً من قيمته امام الدولار ، اذ كان 12 جنيه للدولار في يونيو 1989 ، وصار 40 الف للدولار في يونيو 2018 .

هذه حالة ماساوية ، نتيجة لسياسات الرئيس البشير الكارثية .

كما الرئيس البشير ، قاد الرئيس ماديرو بلده فنزويلا للافلاس والفشل والفساد والاستبداد والقمع وانعدمت الحريات . نجح ماديرو في الاستمرار في السلطة ، على مساؤيه ، بفضل تشرذم مكونات المعارضة ضده .

في انتخابات مايو 2018 الرئاسية ، انقسمت المعارضة الى قسمين :

قسم ينادي بالمشاركة في الانتخابات ، والقسم الثاني ينادي بالمقاطعة … تماما كما في بلادنا الحبيبة ، بين خالد وعادل .

القسم المعارض الذي قام بتعبئة لمقاطعة الانتخابات ، نجحت حملته في معارضة 20% من المسجلين في قوائم الانتخابات ، وعدم مشاركتهم في التصويت .

القسم المعارض الذي دعا للمشاركة ، نال مرشحوه 21% من الاصوات .

وبالتالي انتصر ماديرو في الانتخابات ب 68% من الاصوات التي شاركت ، اي حوالي 35% من المسجلين في قوائم التصويت . وايضاً بفضل التزوير والخج وما رحم ربك من اساليب اجرامية قام بها ماديرو وسط جوطة المعارضة ، واتهاماتهم لبعضهم البعض بالخيانة .

في هذا السياق ، هل اذكرك بنصيحة السيد الامام لصحبه في حزب المؤتمر السوداني بعدم التشاكس مشاركة او مقاطعة في انتخابات سوف تكون مضروبة ، والتركيز على محاولة حل مشكلات اليوم الحاضر ، بدلاً من انتهاج ظاهرة الحسانية ، والوطن على حافة الهاوية .

نعم … خسر اهل فنزويلا ، وخسرت فنزويلا … والسبب تشرذم مكونات المعارضة ، وعدم توافقهم على مرشح واحد ضد ماديرو .

يا اهل السودان : قوموا لصلاتكم ، و تدبروا نموذج فنزويلا ، يرحمكم الله .

نواصل مع ماليزيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *