وقف الطيران بين دولتي السودان.. والخرطوم تبدأ إجراءات حصر مواطني الجنوب

وقف الطيران بين دولتي السودان.. والخرطوم تبدأ إجراءات حصر مواطني الجنوب
وزير إعلام جوبا لـ «الشرق الأوسط»: مستعدون لاستقبال الجنوبيين
لندن: مصطفى سري
قالت دولة جنوب السودان، إنها تسلمت رسالة من الحكومة السودانية أعلنت فيها الأخيرة وقف الطيران بين البلدين اعتبارا من اليوم، في وقت بدأت فيه الخرطوم إجراءات حصر الجنوبيين المقيمين في السودان باستخراج أوراق مؤقتة إلى حين توفيق أوضاعهم وترحيلهم إلى بلادهم. وحذرت جوبا من معاملة مواطنيها بشكل غير لائق يتعارض مع القوانين الدولية، ودعت الأمم المتحدة لتحمل المسؤولية في حماية الجنوبيين في السودان.

وقالت وزيرة المواصلات في جنوب السودان أقنست لوكودو في مؤتمر صحافي أمس في جوبا، إنها تسلمت رسالة من الخرطوم أعلنت بموجبها وقف السفريات بين البلدين اعتبارا. وأضافت «الرسالة كتبت بتاريخ الأول من أبريل (نيسان) الحالي ولكن تسلمناها في السادس منه وهي طريقة غير قانونية». وأشارت إلى أن جميع المسافرين بين الدولتين سيتم التعامل معهم عبر إدارة الهجرة، وقالت إن جميع الشركات التي تعمل في السفريات الجوية بين البلدين تم إخطارها بأنها صنفت بأن التعامل معها سيتم تطبيق الإجراءات الدولية عليها في العمليات الجوية. وأضافت «اعتبارا من التاسع من أبريل (اليوم) سيتم التعامل مع المسافرين عبر الطيران والنقل النهري وفق قوانين الجمارك».
من جهته، قال وزير الإعلام في جنوب السودان دكتور برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن الجنوبيين مستعدون للعودة إلى بلادهم وإن حكومته جاهزة لمنحهم أوراق الدولة الثبوتية. وأضاف «لكن ماذا ستفعل الخرطوم مع أكثر من مليوني سوداني يعبرون بأبقارهم إلى الجنوب وليس لديهم أوراق ثبوتية». وتابع «الرعاة السودانيون يمكثون في جنوب السودان لأكثر من ستة أشهر، وهؤلاء يحتاجون إلى إجراءات ورسوم سنويا في الرحلة المستمرة، أما التجار الموجودون وغيرهم فهم أحرار من الإقامة في الجنوب ويمكن أن يتم منحهم جنسية الدولة الجديدة إذا أرادوا وتقدموا بطلبات لذلك». وقال إن عدد الجنوبيين في السودان يصل إلى نحو 500 ألف مواطن سيتم ترحيلهم، وإن على الأمم المتحدة تحمل مسؤوليتها في حمايتهم والمساعدة في ترحيلهم، ولمح إلى أن رئيس الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي قد فشل في إقناع الخرطوم بمد الفترة للجنوبيين لتوفيق أوضاعهم واستخراج أوراقهم الثبوتية.
من جانبه، قال زعيم الأغلبية في برلمان الجنوب أتيم قرنق لـ«الشرق الأوسط» إن على الأمم المتحدة تحمل مسؤولية الجنوبيين في السودان، وأن يتم التعامل معهم كلاجئين إلى حين عودتهم إلى بلادهم، محذرا مجموعات في الخرطوم تحاول الاعتداء على مواطني دولته اليوم. وقال «إذا تم استخدام العنف ضد الجنوبيين وعدم مراعاة القوانين الدولية عليهم فإن الخرطوم تتحمل مسؤولية ذلك». وعبر عن خشيته أن تقوم مجموعات من مواطني جنوب السودان استخدام القانون بأيديهم في الرد بالمثل إذا قامت مجموعة في الشمال ضد إخوتهم هناك. وقال «هذا أمر خطير ويجب على الخرطوم أن تتعامل بعقلانية مع الجنوبيين وعدم تعريضهم للأذى». وأضاف «هناك أكثر من مليوني من الرعاة السودانيين يأتون بمواشيهم سنويا إلى جنوب السودان ستتخذ في مواجهتهم إجراءات الجنسية والهجرة، لا سيما أن إقامتهم تطول في الجنوب لست أشهر»، مشيرا إلى أن البرلمان سيتابع أوضاع مواطني الجنوب في دولة الشمال. وتابع «لن نستخدم العنف ضد السودانيين في الجنوب وذلك ما كرره الرئيس سلفا كير في أكثر من مناسبة بأن تتم معاملتهم بصورة كريمة وعدم تعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر»، متهما الخرطوم بأنها عرقلت عودة الجنوبيين إلى بلادهم لاستغلاهم ضد دولتهم. وقال «لقد أغلقت الحكومة السودانية الحدود وأوقفت النقل النهري منذ أكثر من سبعة أشهر لإيقاف عودة الجنوبيين إلى دولتهم حتى تستخدمهم في الحروب بتحريضهم ضد الدولة».
وكانت وزارة الداخلية السودانية قد أعلنت عن فتح مراكز لتسجيل وحصر الجنوبيين باعتبارهم أجانب من اليوم، وتم فتح أربعة مراكز في الخرطوم بغرض تسجيلهم ووجهت رئاسة الجمهورية أبناء أبيي في الخرطوم، بأهمية الحضور لمكتب المتابعة لاستخراج إفادة شهادة المواطنة تمهيدا لاستخراج الرقم الوطني. وقال أمين كير ضيل، المشرف العام للرقم الوطني لأبناء أبيي بالخرطوم في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحافية الحكومي «على أبناء المنطقة إجراء استخراج شهادة المواطنة من الرئاسة التي تمهد لاستخراج الرقم الوطني من المركز المخصص لأبناء أبيي». وطالب بيان وزارة الداخلية مواطني دولة الجنوب الإسراع لإكمال إجراءاتهم وتسجيل بياناتهم لدى سلطات الهجرة.
من جانبه، قال اللواء شرطة أحمد عطا المنان، مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية بوزارة الداخلية في حوار مع الإذاعة السودانية، إن بلاده خاطبت كل دول العالم بأن المستندات التي بحوزة أبناء دولة جنوب السودان أصبحت غير مبرئة للذمة. وعلى الصعيد، وصل الخرطوم أمس وفد كبير من دولة جنوب السودان من الفنيين المختصين في استخراج الجوازات والأوراق الثبوتية من الإدارة القنصلية بوزارة الخارجية والإدارة العامة للجوازات والهجرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *