واشنطن تمتدح الدور القطري والليبي في السودان
امتدح المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن الدور القطري والليبي من أجل إرساء المصالحة في السودان، قائلاً إن واشنطن «تتفهم وتدعم» ذلك الدور، منتقداً في الوقت ذاته «حركة تحرير السودان» بزعامة عبد الواحد نور واصفاً إياها ب«المعزولة».
وقال غريشن في تصريحاتٍ صحافية أول من أمس في العاصمة القطرية الدوحة إنه «لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام خاص بدارفور في حال لم يأخذ في الاعتبار الوضع في منطقة جبل مرة»، في إشارة إلى «حركة تحرير السودان» التي يقودها عبد الواحد النور. وأردف: «لا تملك حركة العدل والمساواة أي حضور في جبل مرة ولن يكون هناك اتفاق سلام حقيقي في دارفور في حال اقتصر على العدل والمساواة والحكومة»، مشدداً على أن أي اتفاق «يفترض أن ينضم إليه كل الفرقاء وفي النهاية يجب التوصل إلى مقاربة شاملة».
ومضى غريشن قائلاً إن عبد الواحد «عزل نفسه رغم منحنا إياه فرصة تاريخية»، منوهاً إلى أنه لا يزال «يؤمل في التحاق حركة عبد الواحد بمفاوضات الدوحة».
وأفاد غريشن أن الإدارة الأميركية «تدعم الجهود القطرية لتحقيق السلام في دارفور وتدعم السعي لتنمية هذا الإقليم من أجل مستقبل أفضل للسودانيين ووحدتهم». وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما «يتفهم التحرك القطري والخطوات الليبية من أجل السلام في السودان وكذلك الخطوات التشادية»، مؤكداً أن «مثل هذه الجهود الرامية لإحداث سلام شامل في دارفور تعزز النظرة الأميركية المتطلعة لتطبيق اتفاق السلام الشامل في دارفور من أجل تحقيق سلام إقليمي كذلك».
واعتبر هذه الجهود «تشكل تحركا سليما في الاتجاه السليم والهادف لإحداث نقلة نوعية في الوضع القائم في دارفور ونقلة نوعية كذلك على الحدود المشتركة السودانية الإريترية التشادية». وأعرب غريشن عن «التفاؤل الكبير بنجاح اتفاق السلام الإطاري الموقع في الدوحة وبنجاح المفاوضات المستمرة بشأن دارفور لإرساء قواعد الأمن والاستقرار والسلام في الإقليم»، لافتاً إلى أنه «لا يرى عقبات تذكر أمام الاتفاق».
كما أعرب عن أمله بالالتزام التام به «من خلال وقف العنف والقتال وتقديم التعويضات لمن عانوا وعودة المهجرين واللاجئين وإقامة مشاريع تنموية واستثمارية والسير عبر الانتخابات والاستفتاء الشعبي العام إلى نظام حكم مستقبلي يكفل إشراك الجميع فيه من منظمات المجتمع المدني والأحزاب المختلفة».
بدوره، أكد المرشح لمنصب رئاسة جنوب السودان لام أكول خلال كلمةٍ ألقاها لدى تدشينه حملته الانتخابية في عاصمة الجنوب جوبا أول من أمس، أنه سيقضي على الفساد في حال فوزه، واصفاً حكومة الجنوب ب«الفاشلة». وتحدث أكول بلهجة عربية محلية قائلاً إن حكومة الجنوب «بحاجة إلى أشخاص جدد».
وأثار أكول اضطرابات عندما انفصل العام الماضي عن «الحركة الشعبية لتحرير السودان» المتمردة السابقة التي تهيمن على الجنوب بسبب ما اعتبره سوء الإدارة في الحكومة التي تهيمن عليها «الحركة الشعبية». وكان أكول قال في وقت سابق من العام الجاري أنه إذا صوت الجنوبيون لصالح الانفصال في استفتاء يجري في يناير المقبل بشأن الاستقلال، فإن ذلك «سيكون بمثابة الانتحار» لأن الحكومة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي «في حالة من الضعف الشديد».
ولا تزال التوترات قائمة بين أكول و«الحركة الشعبية» حيث أكد تشارلز كيسانغا الأمين العام لحزب أكول «الحركة الشعبية لتحرير السودان- التغيير الديمقراطي» أمام الحشد أن أربعة أعضاء من الحزب رهن الاعتقال منذ أكثر من سبعة شهور دون أي اتهام. وأضاف: «تعرضنا لحظر غير دستوري وتهديدات بحق أعضائنا». ويقيم أكول في العاصمة الخرطوم ويدعم رئيس البلاد عمر حسن البشير الخصم السابق ل«الحركة الشعبية».
الدوحة- أنور الخطيب والوكالات /البيان الإماراتية: