رأت «توجهات مقلقة» في انتخابات السودان قُبيل إجرائها
دعت الولايات المتحدة أمس الحكومة السودانية إلى “رفع القيود عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني فوراً” قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات المثيرة للجدل في السودان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي لصحفيين في واشنطن “إننا قلقون من التطورات المزعجة (في السودان) بما فيها القيود الخطيرة على الحريات السياسية”. وأضاف “من المهم أن ترفع الحكومة السودانية فوراً القيود المفروضة على الأحزاب السياسية والمجتمع المدني”. وتابع قائلاً “سنحكم على الانتخابات بمدى عكسها إرادة الشعب السوداني ومطابقتها للمعايير الدولية. إننا نرى حالياً توجهات مقلقة في هذين المجالين”.
في غضون ذلك قرر مرشحو (الحركة الشعبية لتحرير السودان) لمناصب الولاة في 13 ولاية في شمال السودان مقاطعة الانتخابات وتجميد حملاتهم الانتخابية في وقت تظاهر العشرات من أنصار الحركة أمام مكتبها بالخرطوم مطالبين بإعادة ياسر عرمان إلى السباق الرئاسي.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية ين ماثيو لـ(الاتحاد) حرص الحركة على مواصلة مشوارها الانتخابي في الشمال على المستويات كافة عدا الرئاسة. ونفي وجود أي صفقة مع المؤتمر الوطني وراء انسحاب عرمان من انتخابات الرئاسة. وارجع مرشح الحركة لمنصب والي الجزيرة محمد يوسف أحمد المصطفي انسحاب المرشحين لمناصب الولاة لما أسماه بـ”شبهة التزوير” في الانتخابات، وقال إن المرشحين في الشمال مستاؤون من إجراءات الانتخابات التي تثير الشكوك بنتائجها النهائية ما دفعهم إلى المقاطعة. وأثار قرار انسحاب عرمان من سباق القصر الجمهوري احتجاجات واسعة في الأوساط الشعبية الموالية للحركة وتجمع العشرات من مناصريه أمام مكتب الحركة في الخرطوم يحملون صوره ويرددون هتافات على شاكلة عائد عائد يا عرمان (حرية وعدالة وعرمان خيار الشعب) و(لا سودان بلا عرمان). وخرج مرشح الحركة لولاية الخرطوم أدوارد لينو لملاقاة المتظاهرين معدداً لهم مبررات انسحاب عرمان حيث عزاه إلى “عدم نزاهة الانتخابات” موجهاً انتقادات لاذعة للمفوضية. وقال إن التزوير بلغ مراحل بعيدة وإن المرشحة المستقلة للرئاسة فاطمة عبد المحمود عرض عليها المؤتمر الوطني منحها (700) صوت في كل ولاية، كما كشف عن وجود مائتين من أوراق الاقتراع بولاية ملكال في يد المواطنين.
من ناحية أخرى، نفي حزب الأمة الإصلاح والتجديد صحة ما نسب إلى رئيسه مبارك الفاضل المهدي ووصفه ملابسات سحب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان من انتخابات رئاسة الجمهورية بأنها (صفقة) بين الحركة وشريكها المؤتمر الوطني تهدف إلى تسهيل انفصال الجنوب والاتفاق على ترسيم الحدود. واعتبر بيان صدر عن مكتب الحزب حصلت (الاتحاد) على نسخة منه “أن الحديث خالٍ من الصحة وهدف إلى خلق الإثارة والتشويق من دون اعتبارات لحقيقة المعلومات ودقتها مؤكداً أنه تصرف خطير يثير الفتنة ويهدم جسور الثقة المتينة التي تربط رئيس الحزب بالحركة الشعبية”.
المبعوث الأميركي يعود إلى الخرطوم قبل أقل من أسبوع على الانتخابات
الخرطوم (ا ف ب) – عاد المبعوث الأميركي الى السودان سكوت جريشن صباح أمس إلى الخرطوم للقاء عدد من المسؤولين السياسيين من بينهم نائب الرئيس علي عثمان طه، وذلك قبل أقل من أسبوع على إجراء الانتخابات.
ووصل جريشن إلى الخرطوم قادماً من الدوحة حيث عقدت محادثات السلام بين الحكومة السودانية وفصائل متمردة في دارفور. وهي الزيارة الثانية له الى السودان في أقل من أسبوع. ومن المقرر أن يلتقي جريشن نائب الرئيس علي عثمان طه ، وأحد مستشاري الرئيس عمر البشير ، وقيادياً في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، كما أعلن متحدث باسم الخارجية السودانية.
ولم يصدر أي بيان رسمي على الفور. ورغم إعلان عدد من فصائل المعارضة مقاطعتها للانتخابات ، الا أن جريشن أعرب السبت عن “ثقته” بأن الانتخابات السودانية المقررة في ابريل ستجري في موعدها وستكون “على اكبر قدر ممكن من الحرية والنزاهة”.
وقال اثر لقاء مع مسؤولي المفوضية القومية للانتخابات السودانية إن هذه الهيئة “أطلعتني على معلومات جعلتني أثق بأن الانتخابات ستبدأ في الموعد المقرر وستكون على أكبر قدر ممكن من الحرية والنزاهة”.
الجيش السوداني ينفي اتهامات لمتمردي دارفور بقصف مواقعهم
الخرطوم (ا ف ب) – اتهمت حركة العدل والمساواة أمس الجيش السوداني بتنفيذ “قصف عشوائي على مواقعها في شمال وغرب دارفور أوقع عشرة جرحى، لكن الجيش السوداني نفى هذه الاتهامات. وقال الناطق باسم الحركة احمد حسين آدم “ندين بشدة عمليات القصف العشوائي الثقيل الذي بدأ أمس (الأول) وهو مستمر حتى الآن ضد مواقع حركة العدل والمساواة ومناطق تواجد المدنيين في غرب دارفور في جبل مون ومنطقة فوراوية ومنطقة ابو قمرة” .
وأضاف الناطق “نجم عن القصف جرح عشرة مدنيين ونفوق الكثير من المواشي”. وقال “إن القصف يعطي دليلاً واضحاً على أن الحكومة غير جادة في السلام والعمل السياسي وهي تقوم بهذا العمل في الوقت الذي نتفاوض به عبر الوساطة لوضع اتفاق وقف إطلاق النار .. لقد سلمنا الوساطة القطرية والأممية احتجاجاً رسمياً لأن هذا خرق لوقف النار. ولكن المتحدث باسم الجيش السوداني نفى ذلك نفياً قاطعاً مؤكداً أن “هذا الحديث غير صحيح نهائياً ونحن لم نشن هجوما على حركة العدل والمساواة أو غيرها”. وأضاف المقدم الصوارمي خالد سعد “إجمالاً لم نهاجمهم في أي موقع سواء جبل مون أو فوراوية وهذا الادعاء غير صحيح نهائيا .. كما انه حتى توقيع الاتفاق الإطاري في فبراير الماضي لوقف إطلاق النار لم يكن لحركة العدل والمساواة وجود في منطقة أبو قمرة لأنها منطقة تتبع لحركة تحرير السودان – جناح مناوي”. وتابع “وإن كانوا موجودين في أبو قمرة كما يقولون فإنهم بذلك خرقوا اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمنعهم من الانتشار” هناك. ويجري ممثلون عن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة مشاورات في الدوحة قبل البدء بمفاوضات سلام للاتفاق على ترتيبات امنية وتقاسم السلطة في
دارفور بإشراف الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وقطر.
سناء شاهين، وكالات