الحركة الاسلامية و مشروعها لمحو اسم الفور من الوجود
بقلم / الاستاذ ابراهيم محمد اسحق – كاتب صحفي وباحث
12/8/2012 القاهرة في
ملشيات المؤتمر الوطني تواصل حملة الابادة حريق معسكر كساب
فذلكة تاريخية دارفور رؤية للتاهيل السياسي والتنموي :-
وهذة الفقرة مأخوذة من الورقة التي اعدها الاستاذ عبدالله ادم خاطرفي 1 مارس 1997 ضمن مساهمته لاقامة مؤتمر للسلام الاجتماعي لعموم اهل دارفور في اطار الحكومة الفدرالية فيستهل ورقته بهذا السرد التاريخي معرفا بان دارفور خليط انساني اخذ في التكوين اكثر من سته قرون في اطار ثقافي وسياسي اخذت ملامحه تتضح بهجرات عربية وافريقية من الغرب والشمال الغربي انتهت باندماج العتاصر الوافدة في المجتمع الافريقي القائم يومئذ ، وبقبول الدين الاسلامي فكرا وثقافة اكتسبت الاطر السياسية والاجتماعية حيوية واعطيت بعدا خارجيا وعالميا وجاء اسم ( دارفور ) تقريرا لتلك الحالة ويقول : ان لفظة ( دار ) سيسيولجيا تعبر عن اللغة العربية بابعادها الثقافية والانسانية والفكرية ولفظ ( فور ) اشارة واضحة الي اقرار الواقع الافريقي المتماسك اجتماعيا وسياسيا فقامت بذلك سلطنة دارفور ضمن سلطنات وومالك بلاد السودان الافريقي بعناصر افريقية متطلعة للثقافة الاسلامية .
ويذهب الي القول : ان دارفور دخلت في مواجهات وصراعات متعددة من أجل البقاء ، حيث ان اول اجتياح اثر في كيانها السياسي هي المحاولة التي قامت بها مصر ، في عهد محمد علي باشا بضم سلطنة دارفور الاسلامية الي املاك الامبراطورية العثمانية وقد نجحت ادارة محمدعلي في غزو السلطنة في اكتوبر 1874م في ضم دارفور ودام حكم التركية سبعة سنوات وبضعة اشهر .
الي ان استطاعت المهدية ان تسيطر علي دارفور عام 1884 وان تجعل منها وسودان وادي النيل دولة واحدة وقد انهارت دولة المهدية بعد معركة كرري في عام 1898 واخر معركة لها كان في ام دبيكرات 1899 .
و يقول عبدالله ادم خاطر ان دارفور قاومت الحكم التركي بنضال وثورات مسلحة وانتصرت عليه في 23 ديسمبر 1883 عندما حاصرت سلاطين باشا في دارا واجبرته علي التسليم ، ايضا قاومت دارفور سلطة المهدية في عهد الامير عثمان جانوا وانتهي عهد المهدية بدارفور بنهاية حكم الامير امبدي الرضي واعلان السلطان حسين ابو كودة استقلال سلطنة دارفور مجددا قبل معركة كرري في سبتمبر 1989 م .
سلطنة دارفور الاسلامية في عهد علي دينار :-
بعد انهزام حكومة المهدية في كرري في 2 سبتمبر 1898 عاد السلطان علي دينار يرافقه عدد من الزعماء والاعيان من أهل دارفور ، فاعاد السلطان علي دينار الحياة الي السلطنة بخبرات وطنية متعددة ومتنوعة شملت خبرات السلطنة والمهدية معا وتأسست الدولة الجديدة علي ثوابت تاريخية متسقة مع آفاق المستقبل دينا وهوية . لقد دام الاتفاق الذي احتفظ به السلطان علي دينار بموجبة باستقلالية دارفور نحوا ثمانية عشر عاما انهار بتاييده لدول المحور في الحرب العالمية الاولي عندما اعلن انحيازه لسلطان تركيا والذي كان يعتبر خليفة للمسلمين في عهده 00 لقد خشيت حكومة السودان علي نفسها من انتقال الثورة يومئذ الي مواطني سودان وادي النيل من خلال ابن اخت السلطان علي دينار الامام عبدالرحمن المهدي فجدت الحكومة في اخضاع السلطان علي دينار عن طريق الحرب وقد كان يواجه عداء الفرنسيين ايضا من الغرب في ذات الوقت .
دارت معركة بين قوات الحكومة المصرية البريطانية وقوات سلطنة دارفور الاسلامية وفي معركة سيلي تم استشهاد السلطان علي في منطقة جبة في 6 نوفمبر 1916 ، بعدها تم اعلان دارفور جزء من السودان في 1/1/1917 .
تم اخضاع مواطنيها للدولة المركزية الاستعمارية بالقهر العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي كآخر مشهد ما سوي لادخال العالم الاسلامي في دورة الاقتصاد الرأسمالي الحديث .
وشهدت الفترة التي اعقبت السلطان علي دينار تشويها منظما وقاسيا لاساليب حكمه ومعالحاته للاوضاع بقصد التجريم واعدام الشخصية الامر الذي يتطلب جهدا كبيرا لتجاوز الآثار السالبة لتلك الحملة الجائرة في حق اعظم الزعماء المسلمين العظام في افريقيا في مطلع القرن العشرين .
جذور الصراع بين الفور والقبائل العربية :-
يعود تاريخ الصراع بين الفور و القبائل العربية الي سياسات الدولة الاستعمارية التي سعت الي زعزعة حكم سلطنة الفور في عهد السلطان علي دينار حينما قام ونجت باشا بتقديم دعم عسكري ومالي للقبائل العربية( الرزيقات والهبانية والبني هلبة ) باشراف هارولد مكمايل ( مدير الاستخبارات العسكرية ) بغرض تفتيت تحالف الفور مع القبائل العربية عن طريق المؤامرة بواسطة عناصر المخابرات البريطانية والمصرية ، وقد تم العثور علي هذة الوثيقة التاريخية التي تثبت دور لمخابرات البريطانية والمصرية في الفتنة والايقاع بين الفور و القبائل العربية وقد عثرنا عليها في دار الوثائق القومية و التي تظهر بوضوح حجم المؤامرة علي سلطنة الفور الاسلامية وكانت رسالة معنونة جاء فيها الي :-
حكمدار عموم السودان وسردار الجيش المصري ودولة الحاكم العام اطال الله بقائه
بعد السلام وعليكم والرحمة والبركة من الله لكم اخبركم اني بخير اتعشم من الله سبحانه وتعالي ان تكون متمتعا بالصحه – نعلم دولة الحاكم العام اني سررت جدا جدا بأعلامك بتحريك جيوش الحكومة من النهود لاجل احتلال دارفور وهذا هو المراد والقصد الذي نقصده من زمن طويل بحيث هذا الامر فيه فيه تقدم ونجاح لكافة القبائل الذين هم تحت احكام دارفور وبالاخص قبيلتنا نحن كون تعبنا كثيرا تحت احكام علي دينار .
وعلي قدر اجتهادنا فصدنا سلامة القبيلة لاجل يحضروا هذا الاحتلال ويعيشوا تحت ظل الحكومة والحمدلله والشكر له صبرنا كتيرا وعشنا ضنكا ولكن الحكومة اسعفتنا من هذة الاحكام التي كانت مشوشرة علينا وعلي جميع قبائل دارفور واني مستعد لجميع ما ابلغتني به الحكومة من جهة جيراني الذين قبائل دارفور من جهة الشمال لي مهما كانت الحالة لاني انا 0 ممنون جدا ومتشكر من مساعدة الحكومة لي بحيث اهدت لي هدايا جزيلة وانعمت علي انعامات بليغة ثم وظفتني وقد صرت في غاية السرور وبهذا العمل لاني استفدت بها تماما كونها ريحت بدني وقد عشت انا وقبيلتي في ارغد العيش وانعم بال بوجود الحكومة ونسال الله قريبا ان اتفضل بلقاء دولة الحاكم ويصيريني ما يصير زيادة انا وقبيلتي التي كانت في غاية الاتعاب من جهة الاحكام التي نفرتها النفوس وانكرتها جميع الخلق وسيعلم عندي النائب عن دولة الحاكم العام في دارفور هو صاحب العزة الميرالاي كلي بك وسيساعده في الاعمال حضرة المفتش مكميل ومديرا للامور السياسية .
ونسال الله الكريم سيصير فتوح واحتلال دارفور علي يد جيش الحكومة ومرؤسها الموظفين وتكون البلاد جميعتها في حالة تقدم ونجاح وعمارة واطمئنان بنفس الحكومة وفي الختام اقبلوا مني الف الف سلام …
1 جمادي ثاني 1334 ناظر عموم قبيلة الرزيقات – موسي مادبو
لم تكتفي السلطة الاستعمارية بمثل هذة الرسائل الساعية للفتنة بين مكونات دارفور الاجتماعية بل زرعت الجواسيس الموالين داخل بلاط سلطنة الفور حيث اسست حلفا من بعض الشايقية و الجلابة الذين كانوا يعملون في داخل دارفور للقضاء علي سلطان الفور وكان من العناصر الشايقية التي جلبها السلطان علي دينار من امدرمان لدي عودته الي دارفور من امدرمان وقد كان هولاء مندسين وسط عساكر السلطان علي دينار ادعوا الولاء له بينما كانوا هم في حقيقة الامر يتجسسون عليه ويعملون للايقاع بينه وبين قبائل دارفور بل للايقاع بينه وبين اهله الفور انفسهم حتي تحقق لهم ما ارادو وهذة الرواية رواها لي الشيخ / عبد السلام جمعة حامل مفتاح الحجرة النوبية الشريفه حينما زرته في معية السلطان حسين ايوب علي دينار عام 1995. وتظهر الصورة التي التقطتها عدسة المخابرات البريطانية بعد مقتل السطان علي دينار والاصل مازال موجودا في دارالوثائق البريطانية تظهر ارجل الذين شاركوا في حملة مقتل علي دينار مع عدم اظهار الوجوه حتي لا يتعرف عليهم الاحفاد ويقف هولاء العملاء خلف جثمان السلطان علي دينار بعد أن تمكنوا من قتل السلطان علي دينار في 6/11/1916وهم علي سبيل الذكر لا الحصر من اليمين للشمال بشير نصر – محمد طه – محمد خير وهو جد الطيب ابراهيم محمد خير وللعلم فان الاخير محمد طه هو جد علي عثمان محمد طه كان من ضمن الذين يعملون جنودا لدي السلطان علي دينار وكانوا في السر يسعون للقضاء علي دولة وسلطنة الفور بوصقهم عملاء المخابرات المصرية البريطانية وقد وعدهم المستعمر بانهم في حالة القضاء علي سلطنة دارفور الاسلامية بأنه سوف يسلم حكم السودان لهم ولاحفادهم وقد التحق محمد طه بالجيش البريطاني في دارفوربعد مقتل السطان علي دينار وانجب ابنه عثمان يمنطقة نيالا بجنوب دارفور والذي بدوره كان يعمل جنديا وقد انجب عثمان محمد طه ابنه علي عثمان في نيالا ولعلي حفيد محمد طه قصة اخري مع دارفوروشعبها هي محور حديثنا في هذة الحلقة .
الحركة الاسلامية وقبيلة الفور تقرير سري * :-
ظهر هذا التقرير السري في منتصف عام 1998 والذي يصنف قبيلة الفور بوصفها اكبر القبائل في السودان عددا في تاريخها الحديث وبانهم قاموا بانشاء اول مملكة اسلامية في افريقيا حكمت دارفور شوريا وفدراليا علي امتداد رقعة دارفور وقسمت دارفور الي ( دور ) حسب القبائل الموجودة في السلطنة فتلك دار قمر وهذة دار مساليت وهنالك دار زغاوة الخ ورغم ان السلطنة عمادها وسندها قبيلة الفور الا ان وظائف الدولة لم تكن حكرا علي الفور فكان يمكن للداجاوي ان يكون وزيرا للدفاع ويمكن للبرناوي ان يصبح مفتيا ووزيرا للشئون الدينية والاوقاف وقد ارتبط اسم القيبلة بالاسم ونشره في ربوع افريقيا .
ويقف محمل دارفور وصرة الحرمين الشريفين كشواهد علي عمق تجذر العقيدة الاسلامية لدي أهل دارفور وكان الفور يشجعون العلماء علي المجئ الي دارفور والاستقرار وخاصة من مصر وتونس والحجاز .
ويذهب التقرير الي ان اسهام قبيلة الفور في الحركة الاسلامية الحديثة والتي تحمل اسماء مختلفة في مراحل تطورها والمتمثلة في ( حركة الاخوان المسلمين )وهي التي تمتد من عام 1964 وحتي الآن ، ففي خلال هذة الفترة التاريخية من عمر الحركة الاسلامية السودانية الإ ان اسهام قيبلة الفور كان معدوما وكان في صورة افراد ولعل اكثرهم اثرا وشهرة هو المرحوم الرشيد الطاهر بكر والذي يعتبر احد رواد حركة حركة الاخوان المسلمين بالسودان ، وتدرج ووصل الي منصب الامين العام لها في الستينات ولكنه ابعد عنها لاتهامه بمحاولة الاشتراك في انقلاب اسلامي لاستلام السلطة دون مشورة المكتب مشورة المكتب التنفيذي للحركة وانشق منها وانضم للحزب الاتحادي الديمقراطي وفيما بعد انخرط مع ثورة مايو ووصل الي نتصب نائب رئيس الجمهورية .
وفي السبعينات برز من قبيلة الفور داؤود يحي بولاد وفاروق محمد ادم والدكتور ادريس عبدالمولي وعبدالجبار ادم وقد انخرط الكثير من ابناء القبيلة في الجبهة الوطنية لاسقاط حكومة جعفر النميري وعانوا من جراء ذلك كثيرا .
ومع قيام حكومة الجبهة الاسلامية لم تنفعل هذة القبيلة بمشروعات المشروع الحضاري للاسباب الاتية :-
1/ عدم الثقة بين الحركة والفور خاصة بعد ا نشقاقات الفور المتتالية من الحركة مثل انشقاق الرشيد الطاهر بكر وفاروق ادم الذي كان يحسب علي الفور واتضح فيما بعد انه ينتمي الي القمر وعبدالجبار ادم تقري وقد انسلخ هولاء الاثنان في مؤتمر صحفي بدار استاذة جامعة الخرطوم ليعلنوا علي الملاء ان الجبهة الاسلامية وزعت منشور يبيح دم الفور وان هذ ما دعاهم للخروج من هذا النظام وكان من الذين انسلخوا المتمرد العسكري بولاد ، بجانب ان الفور نظروا للحركة الاسلامية بأنها كانت تقف دائما الي جانب أعدائهم فهي التي كانت وراء الحملة الاعلامية التي وقفت ضد احمد ابراهيم دريج في اواخر الثمانينات ، اضافة الي وقوفها مع القبائل العربية في وقت كانت تخوص فيه القبيلة صراعا تصفويا غير متكافئ ، كما وقفت الحركة الاسلامية ضد السماح بالمسيرة السلمية المليونية التي سيرها ابناء الفور تنديدا بالنهب المسلح في دارفور وطالبوا فيها بخروج الفيلق الاسلامي من دارفور .
2/ بخروج بولاد وعبدالجبار انقطع الوسيط بين الفور والحركة الاسلامية .
3/ ادي انشقاق بولاد العسكري الي فقدان الحركة الاسلامية لاكثر ابناء دارفور تنظيما وفقدت القبيلة وسيطا .
4/ لقد راهن الفور علي قصر عمر حكومة انقلاب الجبهة الاسلامية بحكم موقفهم منها ورغم ان الفور قاموا بحركة كبري في عام 1994 وسيروا مسيرة مليونية هي الاولي في نوعها في العاصمة القومية تجمع فيها اكثر من مليوني مواطن دارفوري الا انها لم تكن حركة ترضي النظام .
5/ فشلت الحركة الاسلامية في فهم نفسية الفور وتعاملت معهم بتعال وبدفع من جهات ذات مصلحة ، ولم تقدر حجم الخسارة التي سوف تجنيها من عدم انفعال قبيلة بمثل هذا الارث الحضاري والديني في مشروعات التوجيه الحضاري لقد اخطاءت الحركة عندما هاجمت دريج واستمرت في سياستها السلبية تجاه الفور وقضاياهم كالنهب المسلح الذي استهدفهم طيلة العشيرن عاما منذ السبعينات وكذلك الحروبات القبلية واطماع الاخرين في اراضي الفور الخصبة .
لم تستفد الحركة الاسلامية السودانية من الخطاء التاريخي ( للخليفة عبدالله تورشين ) عندما اراد أن يمهود الفور وزج بقاداتهم في السجون وعرضهم لليبع في سوق النخاسة كما ذكر السطان علي دينار في مذكرته ، وحينما تقدمت جيوش الاستعمار والحق الهزائم بالخليفة اراد ان يلجاء الي دارفور ولكن علي دينار اوصد في وجهه ابواب الغرب كله .
6/ الاتجاه العروبي للحركة الاسلامية السودانية جعلها تنظر لكثير من قضايا دارفور نظرة عروبية .
القرار الذي اتخذه قيادات الحركة الاسلامية السودانية :-
وبناء علي هذا التقرير السري الذي وقع في يد احد ابناء دارفور المخلصين عام 1998 قامت حكومة الجبهة الاسلامية باعداد مشروعها البديل في أجتماع سري للمجلس الاربعيني الذي يمثل حكومة الظل ووضعت البرامج والخطط واتخذت الاليات وفي هذا الاجتماع الذي نقله لنا بعض اعضاء المجلس الاربعيني الذين يخافون الحساب كما اقر صاحب اكبر مؤسسة انتاج اعلامي تم اداء قسم السر ان لا يبوح احد ما تم اقراره من اليات ووسائل تشابه توصيات برتوكلات بني صهيون واتخذت فيه اخطر القرارات في تاريخ الحركة الاسلامية السودانية وقد صنفت القبيلة ضمن القوي المعارضة للتوجه الحالي ورغم اليبعة الكبير للفور في قاعة الصداقة فأن النظام لم يقتنع بهذة المظاهر فهو كان يقيم الامور بكم ساهم الفور من المجاهدين وبكم تجريدة وكم معسكر للتدريب فتح في مناطق الفور وهذا ما لم تجده في الفور فتوصل نظام البشير الذي البس ثوب الاسلام الي تجاوز هذة القبيلة والتي تحتل موقعا استراتيحيا لنشر مفاهيم الحركة الاسلامية الي غرب افريقيا ووسطها بالاضافة الي احتلالها لموقع يمكن ان يعتبر خطاْ دفاعيا اذا دارت عليها الدوائر لذا قررت الحركة الاسلامية السودانية في قرار لا رجعة فيه بان تتجاوز هذة القبيلة وتعمل علي تقوية قوي اخري في ولاية دارفور الكبري فاستضافت قبائل تشادية معززة بالسلاح في دارفور اضافة الي شروعها في بث روح الفرقة بين العناصر المكونة لسلطنة دارفور ( من عرب و فور وتنجور الخ .. ) لقد دشنت الحركة الاسلامية مشروعها للابادة الجماعية الفور واعطت الاشارة للعناصر المناوئة للفور بفعل كل ما بخاطرها لمحو اسم الفور من علي الوجود ومن حسن الحظ ان هذة المذكرة وقعت في يد قيادات الفور قبل بدء المراحل العملية لتفيذهل علي ارض الواقع وتركها وهو يد احد القيادات المخلصة والتي بدورها عرضته في اجتماع دعي لهذا الغرض ، ويبدوا ان هذا الاجتماع ترك ارثا مثقلا علي كاهل القبيلة فتداعي مفكريها ومثقفيها للخروج من هذة الازمة التي ادخلوا فيها بعد حملة بولاد او وجدوا انفسهم فيها قسرا اما الموت في سبيل نصرة المشروع الحضاري او الموت في ديارهم وهم يمسكون الزناد اذا قرروا مواجه النظام وحلفائه قبل ان يستلم ارض اجدادهم ويوزعها لاناس تم استجلابهم من كل اقاصي العالم ليرثوا هذا الارض فقاموا في اجتماع لاحق بتاسيس اللجنة الفنية العليا لقبيلة الفور .
الترابي يتبني خطة تمزيق اقليم دارفور الي ثلاثة ولايات وتغير اسم الاقليم :-
في احدي لقائته الفكرية كمنظر للحركة الاسلامية السودانية صرح الترابي ان الاسلاميين من القبائل الافريقية صاروا يعادون الحركة الاسلامية وهدف خطة الجبهة الاسلامية هو نيل تاييد القبائل العربية باتخاذ الخطوات التالية:-
1/ التهجير القسري للفور من جبل مرة وحصرهم في وادي صالح ونزع سلاحهم كليا .
2/ اعادة توطين المهاريا والعطيفات والعريقات ( بعض القبائل العربية التي لا حواكير لها والتي وفدت من تشاد عام 1938 بعد مقتل السلطان .
3/ عدم اعادة السلاح للزغاوة وتهجيرهم من كتم الي ام روابة (المرجع .السودان حرويات الموارد والهوية ص 382)
وقد مرر الترابي خطته هذة عبر شريكه في الحكم الصادق المهدي رئيس حزب الامة وزين له هذا المشروع وهو يعلم علم اليقين أ ن القبائل العربية من الموالين تاريخيا لحزب الامه باعتبارهم كياناْ مواليا للانصار
وكما ذكرنا فقد عمد الصادق المهدي بالاحتماء الي الجبهة الاسلامية لكسب تاييدها مشكلا حكومة تحالف جديدة ابعد عنها الحزب الاتحادي الديقراطي وفي فبراير 1989 وجه الجيش مدفوعا بضعف الارادة السياسية للحكومة انذارا لصادق المهدي فحواها ( انه اذا لم يتحقق تقدم نحو السلام ولم يتم حل الملشيات القبلية والحزبية خلال اسبوع فأن الجيش سيتدخل .
وافق الصادق المهدي علي مطالب قيادة الجيش التي كانت مدعومة بسند جماهيري فخرجت الجبهة الاسلامية من الحكومة وعاد الاتحادي الديمقراطي ،ووافقت الجمعية التأسيسية علي تجميد القوانين الاسلامية وحدد يوم 18 سبتمبر 1989 موعدا لانعقاد المؤتمر الدستوري وكان من المفترض ان يلتقي الصادق المهدي مع العقيد جون قرن في اديس ابابا في 4 يوليو 1989 الا ان هذا اللقاء لم يتحقق ففي 30 يوليو 1989 وقع انقلاب عسكريا نفذته الجبهة الاسلامية القومية مما اجهض العملية السلمية بدعاوي الجهاد ودشنت مرحلة جديدة من الرعب في الشمال وتصاعدت حملات الارهاب في الجنوب وبداء فصل جديد من الحرب بفصول اكثر وحشية واستند النظام علي دعم الحركات الاسلامية وبعض الاقطار العربية وصارت ايران بجانب ليبيا والعراق مصدرا للدعم العسكري والاقتصادي لحكومة الجبهة الاسلامية ,
عودة لمؤتمر الصلح بين الفور والعرب:-
اعتبرت حكومة البشير ان مؤتمر الصلح بين الفور والعرب في يوليو 1989 من اول انتصاراتها لكنها لم تترد في مواصلة سياسة الانحياز للقبائل العربية ، واول ما فعلته انها اعتقلت في يونيو 1990 حوالي 90من قيادات قيبلة الفور واودعتهم في سجن شالا بحجة ان الفور كثفوا من عمليات تسليح مليشاتهم وقاموا بفرض ضريبة علي كل ابنائهم حيث اعترض دريج علي هذة السياسة في لقاء له بجريدة الحياة قائلا :- أن هذا الاجراء غير عادل فبدلا من تجريد قبائل الفور من السلاح يجب علي الحكومة ان أن تبسط الامن لهم ، وليس من العدالة نزع السلاح من المعتدي عليهم واعتقال قيادات الفور بزعم انهم متمردون .
لقد كانت سياسة الحكومة هي مقايضة دارفور بجنوب السودان من خلال تسهيل وجود القوات الموالية لليبيا والمعارضة التشادية في دارفور مقابل الحصول علي الدعم الليبي سلاحا ووقودا لاستخدامه في الجنوب .
فصارت دارفور ساحة للنزاع بين المليشات التشادية المختلفة للاطماع الليبية وسعيها لتأمين نفوذها ومصالحها في المنطقة بدعم قوات الشيخ بن عمر ( الجيش الثوري الديمقراطي ) حيث بداء عبور حوالي 1500 من عناصر هذا الفيلق الاسلامي المكون من جنسيات مختلفة ( عربية وافريقية ) الي واحات شمال دارفور وكانت مركز قيادتها في بئر سندة ومعسكراتها في واحة النخيل ووادي هور ، وفي نفس التوقيت هاجمت قوات الفرسان ومليشات القبائل العربية منطقة جبل مرة حيث كانت مدعومة بعناصر من كردفان وقد تمكنت في هذا الهحوم من حرق 40قرية واجبرت 40الف من الفور علي النزوح خارج المنطقة وكان دخول عناصر جديدة في معارك 1989 العنيفة والتي ادت لسقوط ضحايا من الفور وتببت في خسائر جسيمة هو مساندة قبيلتي البني هلبة والسلامات التشادية العربية لقبائلهم الموجودة في دارفور ضد قبيلة الفور الافريقية وقد دعمت جهات رسمية في تشاد هذا القتال ( جريدة السياسة في 13/6/1989)
كما بدءات الحكومة في نفس الوقت عملية تمشيط واسعة في دارفور بقيادة اللواء سمير مصطفي خليل قائد الفرقة 6 التي ترابط في مدينة الفاشر والعميد حسن التوم خضر قائد اللواء 9 في مدينة نيالا في خلال العام 1991، وبداءت دول كثيرة ومنظمات دولية وابناء الجالية السودانية في المهجر يعبرون عن قلقهم من حملة الابادة الجماعية ضد الاهالي في دارفور و التي بداءت تشنها حكومة الجبهة الاسلامية بقيادة الجنرال عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه .
بداء واضحا ان حكومة البشير قررت ان تعتمد علي مليشات ومسلحي القبائل العربية بناء علي قرار قيادات الحركة الاسلامية السودانية وتم التعبير عن ذلك في عدة مناسبات ففي احدي المرات عند استقبال الرئيس عمر البشير لموسي مادبو ناظر عموم الرزيقات الذي جاء مهنئا بانتصارات الجيش والدفاع الشعبي اكد دور الادارة الاهلية في حشد وانخراط الشباب في الدفاع الشعبي باعتباره ( تربية وطنية ودينية اصيلة )
كما قام النائب الاول علي عثمان محمد طه مخاطبا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسيسي الاول لهئية دعم القوات المسلحة الذي انعقد في نيالا في مارس 1998 بهدف تمكين الهيئة وتوفير احتياجياتها من المال والرجال الي جانب استقطاب الدعم لمقابلة المجهود الحربي ، وفي هذا اللقاء اندفع المهندس ابراهيم موسي أحمد منسق الدفاع الشعبي لجنوب دارفور ليؤكد بان ولاية جنوب دارفور شاركت باكثر من 24 لواء واشار ايضا لمشاركتها في ملحمة بولاد بتجريدة فريدة ابرزت قوة السلاح الجديد الذي اربك حسابات التمرد (المقصود به الفور ) وبالفعل بداءت القوات المسلحة في تطوير سلاح الفرسان حيث صار بولاية جنوب دارفور مئات الالاف من الفرسان بخيولهم جاهزين لاي مجاهدات من نوع حملة بولاد وتم اطلاق اسم محافظة عد الفرسان للمنطقة التاريخية التي اشتهرت عبر مئات السنين بأسم عد الغنم بل ذهبت الاصوات المتطرفة الي ابعد من ذلك بنشر مقترح لتقسيم ولاية دارفور الي خمسة ولايات في صحيفة الانقاذ الرسمية وتم اقتراح تغيير اسم دارفور الي اسم للجهات الاربعة شمال وحنوب وغرب وشرق وسارت الخطة هكذا.
طه الحفيد يقود مشروع الحركة الاسلامية لمحو اسم الفور من الخارطة:-
قام الشيخ الترابي باقناع تلميذه علي عثمان محمد طه والذي كان عضوا في الاتحاد الاشتراكي في الثمانينات حيث وجدت صورة تجمع بينه وبين السلطان حسين ايوب علي دينار ومالك حسين في جلسة كانت تجمع ثلاثتهم في قبة الاتحاد الاشتراكي وقد تبني علي عثمان عبر الحركة الاسلامية الخطة لتنفيذ مشروعها الذي اقر اخيرا لتنفيذه في دارفورو الساعي لابادة الفور والسكان الافارقة المعارضين لمشروع الحركة الاسلامية ومعاقبتهم شر عقاب بل ومحو اسمهم من الوجود مخالفة بذلك قدر وحكمة الخالق جلت قدرته في خلق الناس من ذكر وانثي وجعل الناس قبائل وشعوبا ليتعارفوا ان اكرمهم عند الله اتقاهم .. والجدير بالذكر انه في احدي المناسبات قال لي السفير الليبي لدي السودان السيد/ عمر الحامدي ان مشروع الابادة الجماعية في دارفور مشروع استعماري بريطاني قديم راود الانجليز و يعاد تنفيذة بايادي عربية وقال لي في معرض حديثه أن الحاكم العام توعد أهل دارفور بعد حرقهم للعلم البريطاني : نحن وجدناها دارفور وسوف نخرج منها وعندما نعود نريد ان نجدها دارْا بلا فور ؟؟ كان ذلك في حواري معه اثناء لقائي به قبل السفر الي ليبيا في وفد منبر سلام دارفور في مؤتمر الحوار والتعايش السلمي الذي انعقد في طرابلس في الفترة من نوفمبر 2004 وحتي يناير 2005 ولا ادري هل كان يعبر عن رؤية الليبيين للصراع في دارفور ام انه كان يقصد ذلك فعلا .
ويري الاستاذ عبدالله ادم خاطر غير ذلك ويقول ان المفتش تومسون مفتش مركز نيالا الذي عمل مديرا لمخابرات جيش الحلفاء في شمال افريقيا في الحرب العالمية الثانية ، عرض علي زعماء الادارة الاهلية بدارفور نيابة عن حكومة السودان في مؤتمر بدوماية الموافقة علي ارجاء استقلال دارفور في مقابل تنمية عاجلة وعندما يحين الوقت تاخذ دارفور استقلالها كسلطنة لها كيانها المستقل . كان بتقدير البريطانين ان ما يبر التأجيل نصوص اتفاقية الحكم الثنائي التي اشارات الي دارفور كدولة مستقلة ، الا انه مع هذا الاختيار انحازت دارفور الي الحركة الوطنية علي أمل ان المسلمين لن يظلموا بعضهم البعض
نواصل في الحلقة الخامسة
ابراهيم محمد اسحق – كاتب صحفي وباحث
ورئيس تحالف المجتمع المدني من اجل دارفور حرة
[email protected]
• ملحوظة تم الاعتماد علي سرد هذة المعلومات بالاعتماد علي بعض الوثائق التي جمعتها من مناطق كثيرة في دارفور
• و استعنت في هذا الجزء بكتاب السودان حرب الموارد والهوية للدكتور محمد سليمان
• ومذكرة الفور والحركة الاسلامية التي استند علي الحاج وراق و الباقر عفيفي كمصدر لاحدي مؤلفاتهما مع مستندات لبعض الناشطين واقوال بعض الشهود تحفظت علي ذكر اسمائهم .