رغم غياب الشمس ستشرق في وجودكما حريكة وعرجة

حسن اسحق
ان الاوطان لا تبنيها العصابات ، وتجار الاسلحة ، ومحوري النعاج الاناث الي ذكور لتصديرها الي دول الخليج ، الاوطان لا تبنيها عصابات الامن والشرطة التي تراقب احاديث الناس في الشوارع والجامعات ، وتراقب خطوات الناس وحركاتهم وضمائرهم واقوالهم ، ان الاوطان لا تبنيها العقول التي تتسلح بالعنف، وتنتهج القبضة الامنية في الوطن . رغم هذا البطش في السياسة السودانية ان الشباب لم يقتنعوا بهذه الحرب التي تريد تكبيلهم في ممارسة عملهم السياسي في الجامعات ، وبعد التخرج يواصلون ما بدأوه في اولي تجاربهم السياسية ، لانهم يعلمون ان التوقف سيقضي علي احلام النضال الشريف والمقاومة المشروعة ضد العصابة الحاكمة. مدركون ان الطريق ليس مفروشا بالزهور، وليس معبد للثورة والنضال ، تقف عليه الاجهزة الامنية والشرطية، والمختبئن خلف استار المدينة والقري والارياف ،والمختلطين مع عامة الناس في الاحياء والاسواق ، والمتحولين الي باعة متجولين . رغم ذلك ، اصر الشباب علي الخروج ضد الطاعة العمياء، خرجوا الي الشوارع وخاطبوا الناس ، حملوا معهم احلامهم الورقية، بعضها وزعت والا خري لم توزع ، واجهوا الرؤوساء المخدوعين بابدية حكمهم، وجها لوجه، قالوها امامهم، حين هرب المناضلين المزورين . فحريكة كان احد هؤلاء، ومعه عرجة، هزت كلماته الرئيس وارتعد دبي في القاعة. ان عزالدين حريكة ناشط في الشأن العام ، ومواقفه تجاه عصبة النظام ، واضحة كالشمس ، وايضا تاج الدين عرجة، استند علي الكلمة ، لان صوتها كان اعلي ، واكثر تأثيرا ، واقوي مردود . ان حريكة اعتقلوه يوم السبت امام نقطة تفتيش في ود مدني ، لم يحمل بندقية، قد حمل اوراقا ارعبت (ارزقية) النظام، وافقده التوازن ، وتاج الدين عرجة اعتقل من داخل قاعة الصداقة، امام اجهزة الاعلام ، لكنهم صمتوا ، ولم يدينوا سلوك الامن الي الان، آثروا السكوت لينعموا في بحبوحة المؤتمر الوطني الي حين اشعار آخر.
ان امثال عزالدين حريكة وتاج الدين عرجة، هم انوار تضئ الطرق المظلمة، وشعلة تنير الازقة ذات الروائح الكريهة حتي لا نطأ الالغام المنصوبة لقتلنا واعتقالنا في وطننا. انهم اضافة الي مشروع التغيير الوطني الكبير، الذي يدشنه امثالهم، فاعتقالهم في محطة تفتيش او قاعة الصداقة ، ما هو بداية خوف من السلطة، انها تخشي الخروج السلمي، كما تخاف من حملة السلاح، انهم عناصر الطريق الثاني الاقوي، تخاطب اوجاع المهمشين الاكثر عددا. في ظل الانظمة الديكتاتورية لا يسمح للشرفاء بالعمل ، حتي الانفاس مراقبة..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *