هِبات مُهدره
صناديد / خالد تارس
(1)
توقف الدينماركيين عن تمويل مشروع تنمية المرءه بالفاشر وكان لهذا مسبببات يعلمها الدينماركيين انفسهم. فالتمويل الذي يسيل ويتهادى تحت اقدام منظمه تسمي (سلام السودان) ظل مبهم الصرف حتى للسيد الهاشمي مندوب المنظمه (ست الإسم).! ويعرف الناس ان الدينماركيين انزلوا بضع دولارات كانت بدايه لدعم مشروع استنهاض المرءه بدارفورعبر المنظمه المذكوره إلا انهم توقفوا.. ايقن العارفين بدقائق الامور بان هذا المشروع قد اضمحل ونضب.! السؤال لماذا تردد هؤلاء (الخوجات).. ولماذا اوقفوا دعمهم المتوقع طلما انهم باتوا مؤمنيين بمخرجاته..؟ كنا نأمل ان يتعامل الأخ ابراهيم مادبو (بشفافيه) حتى يستكمل الدينماركيين هذا المشروع (النهضوي) المهم.. وكان في ظن هؤلاء (الصليبون)عندما قدموا ذلك (العون) ان تجد مساهمتهم مساراً مأمون لدارفور او تصبح جذءً من برامج التنميه الإجتماعيه المبتكره إلا ان ما اخرجه الدينماركيين في ذلك الوقت (اللئيم) ذهب كظل ضحى , يعنى دق القّش وماقال كَش.! الشكل المؤسسي لمنظمه الأخ إبراهيم ظل شيئاَ مبهماً للغايه ومدهشاً حتى للذين وضعتهم الظروف هناك.. هذه المنظمه ظلت شيئاً (ركيكاً) في سياق منظمات المجتمع المدني لاتفهم راسها عن رجلييها .. والسآئل عن المنظمه الغريبه فاليسأل السيد حسبو عبدالرحمن مفوض العون الإنساني , فهو الذي يعرف كيف تم ترخيصها ضمن لوائح التسجيل والاعتماد وليس الساده (الدينماركيين) اللذين استهلوا عبرها مشوار الدعم للمرءه الدارفوريه.! الأخ ابراهيم يخلط الامور بين منظمته ومفوضية دارفور للتأهيل خلطً لايطاق ويتعمد (اللآمعقول) في ادارتة للامور, بل وينتهج سلوكاً تعسفياً لنقل الموظفين وتحريكهم بين المفوضيه ومنظمته متجاهلاً الصبغه الرسميه للمفوضيه التي تتبع للسلطه الانتقاليه والبتالي هي جذءً من الجهاز التفيذي للدوله. لانريد من هذه المساحه ان نشر غسيل السيد ابراهيم مادبو فسخرية الوقت جعلت منه شخصاً لايفهم والبينا عامره علي فكره.. ليس هناك مايخفى علي الناس فالرجل لم يقرأ السطر الأول من قانون ولوائح الخدمه العامه بالبلاد ولايريد استيعاب الواقع السوداني بصراحه ويظل يمشي مُكباً علي ذاته لايقبل النصح والتقويم حتى نهاية الفلم وهو في اواخر العمر.! الغريب في الاخ ابراهيم مادبو انه دائماً ما يتعمد (سعّودة) المسائل السودانيه المتعلقه بأهل دارفور. فلا يعلم ديوان الخدمه العامه ان منظمة سلام السودان منفى لبعض الموظفيين في الدوله ويجهل المانحيين في البنك الاسلامي حتى الدينماركيين اهدافها الرفيعه . فيصنع الصانعون ورداً بينما نحن نضع الكفايه في مقبل الايام حتى تعرف الناس الحقيقه.
(2)
نعم قد لا يلتمس المراقب فراقاً شاسع في العبثيه بمساهمة الدينماركيين لدارفور اكثر من التلاعب والإهمال الذي تم على المنح والهبات التى قدمها بنك التنميه الإسلامي لدارفور وما على الجهات المسئوله إلا ان تدبر لها سبل الرقابه والتوجيه مايزيد عن العشريين مليون دولار تجاوزت البحر الاحمر الي دارفور. فالبنك الاسلامي جده قدم لاهل دارفور أكثر مما قدمته الحكومه السودانيه نفسها, حتى جذءً من منحة بنك جده ضلت طريقها الي غياهب منظمة السيد مادبو (الإنسانيه)..! ومن الاموال الاخرى المهدره في حظ البنك الإسلامي هي فضيحة إنهيار سد مليط , ذلك السد الذي إنهار في ليلاه فاضحك رعاة الماعز بخور (جخينين) ولم تبكيه البواكي في المدينه الاستراتيجه.. وعن حكاية هذا السد (الطيني) نتحدث ولاحرج . لان الأمانه الصحافيه تقتضي ان نفرد مساحه كامله تضع حداً لهذا النوع من التلاعب.. والتلاعب بمشاعر المانحيين عرباً او فرنجه يبقى شيئً ترفضه النفس والضمير والاخلاق . وحتى لا يبسط البنك السعودي يده في الهواء او يغلها الي عنقه قد يحتاج الامر ان نشوى الأشياء كشوى جلد المقفع حتى يشتم الناس (الكِتار).. كيف نفهم ان تمول وزارة الماليه الاتحاديه مشروعاً تعجز ان توفر له الحد القليل من الرقابه والاشراف الفنى .؟ واذا ما كانت الماليه عاجزه تماما عن توفير آليات الرقابه فليس هناك مايستعدي هؤلاء (المانحين) ان يضعوا اموالهم في غير مكانها ومن حق هؤلاء (الرحُماء) ان يعرفوا بالتفصيل اين ذهب ماخرج من جيوبهم . تخيلوا معي ان يتبرع اصحاب (المٌرّوه) من البنك الاسلامي السعودي والأوربين في كوبنهاغن ومايمنحنوه في اليوم (الاسود) لايجد الحد الأدني من الاهتمام والشفافيه لامن الجهات التي مرت عبرها هذا المنح ولا من الأجهزه ذات الصِله الرقابيه حتى الصحف التي تراقب باهتمام ..! مابين ضياع غوث الدينماركيين والمنح (السخّيه) التي قدمها بنك التنميه الاسلامي جده كيف يتمنى اهل دارفور مؤتمراً للمانحيين في هذا الشتاء بينما يضع الآخرين انوفهم بين الإبطين .