لأي الكتائب سيكون الحسم والغلبة كتائب قوش ام كتائب نافع ام كتائب البشير وهل ستظل كتائب القوات المسلحة التي تم ارهاقها وتدميرها وتخريبها عبر خطط الاستراتيجيات الشاملة للنظام من اجل تامين نفسه مستسلمة لمثل هذه المغامرات الطائشة والفاسدة التي اضاعت هيبة وسيادة وكرامة الوطن ؟!!!
تولى الدكتور نافع علي نافع رئاسة جهاز الامن والمخابرات في وقت اعتمد نظام ( الانقاذ ) منهجا جهاديا تبنى من خلاله دعم كافة المنظمات الاسلامية وغير الاسلامية المتطرفة عبر ما يسمى بالمؤتمر الشعبي العربي الاسلامي الذي كونه المرشد الاعلي للجبهة الاسلاموية السودانية وقائد كتائب المتطرفين الدكتور حسن الترابي .. لم يترك منظمة او جماعة او فردا متطرفا ودمويا الا وسحبه الى السودان ووفر له الغطاء اللازم والدعم المادي والمعنوي المصاحب كما جمع رؤوس الاموال الاكثر تطرفا وعلى قمتها اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الى جانب الاكثر عنفا وخبره ارهابية كراميريتز سانشيز او كارلوس الفنزويلي الشهير بابن اوي الذي حير اجهزة المخابرات الغربية والشرقية . واسس لهذه الجماعات المؤسسات الاقتصادية بداخل السودان مثل شركة الهجرة للانشاءات وبنك الشمال الاسلامي التابعين لاسامة بن لادن اضافة الى مؤسسات اخرى والى جانب بن لادن كانت هنالك جماعة الجهاد المصرية والتي ارتبطت بتنظيم القاعدة بعد ذلك .. وقامت بالكثير من الاعمال الارهابية عبر كل من سعيد السيد سلامة مدير مشروعات بن لادن بالسودان والذي تمتع بحرية حركة للاراضي السودانية لم يتمتع بها حتى ابناء الشعب السوداني والدخول والخروج منه بدون تاشيرات وبموجب ورقة اتاحت له حرية التنقل من احد مسؤلي جهاز الامن السوداني حسب افادته التي نقلتها جريدة الشرق الاوسط وكان ينظم رحلات تفويج اعضاء القاعدة الى اليمن والصومال حسب ما جاء بذات الصحيفة والقيام بدور التنسيق والربط الى جانب ضابط الامن المتخصص في شئون الجماعات المتطرفة والارهابيه عبد الباسط حمزة ( والذي اصبح اليوم في عشية دون ضحاها من اكبر الراسمالية في السودان ) فهل ورث الرجل بن لادن ؟! لعب حمزة دورا كبيرا في تسهيل التنسيق مع بقية الجماعات على حسب ما ورد في التحري مع الشاهد في قضية تفجير المدمرة كول .. نشط النظام طوال النصف الاول من التسعينات غارقا في شعارات وصولية اراد بها الكسب الشعبي كما عبر عن ذلك صراحة الجنرال البشير في لقاء خاص مع قناة الجزيرة عندما ساله المذيع عن استعداء النظام للغرب !! فكان الرد الصاعقة ان الغرب يعلم ان لنا خطاب داخلي خاص باللقاءات الشعبية فالجنرال لا يعلم ان الغرب يعلم كل شي !! مهما كانت دوافع النظام الا ان سياساته باتت تصدر القلق والموت للدول المجاورة وتلك في اقاصي الدنيا تنفيذا لشعار امريكا روسيا قد دنى عذابها … وكان اتهام السودان بمحاولة اغتيال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك و وبعدها فتحت ابواب جهنم علي النظام بدء باحتلال مصر واثيوبيا لاراضي سودانية استعصى على ( جعجاع افريقيا) استرجاعها حتى كتابة هذه السطور .. و صدرت العقوبات الاقتصادية من مجلس الامن بعد احتجاج كل من مصر واثيوبيا وتقديمهما اتهاما للسودان الراعي الرسمي للارهاب الدولي ولم تفلح محاولات النظام بعدها في ترضية الغضب الغربي رغما عن الاحتيال علي كارلوس وتسليمه للسلطات الفرنسية والتي كانت دليل اخر للقوى الغربية علي تورط النظام في العمل الارهابي ..
حاول النظام بعد تسليم كارلوس فتح شهية الغرب للمزيد من الخدمات الاستخباراتية مقابل ( رخي الزنقة ) لالتقاط بعض النفس وقدم مقترحا بتسليم بن لادن وحسب افادة تقارير اعجاز وتيموثي كارني واخرين قام الفاتح عروة مبعوث السودان لدى الامم المتحدة بزيارة الى الولايات المتحدة عارضا تسليم بن لادن وافادت ذات التقارير ان قطبي المهدي قدم الكثير من المعلومات الاستخباراتية ايضا الا انها وجدت تجاهلا من السلطات الامريكية ولم تفلح كل الانبراشات في حلحلة الزنقة لنظام الخرطوم وبقيت العقوبات الاقتصادية والسياسية كما هي ..
بعد تكثيف المعارضة لنشاطها العسكري في الشرق والجنوب وازدياد حمرة العين الامريكية بضرب مصنع الشفاء استشعر النظام الخطر العظيم فعمل للمزيد من الانبراش الاستخباراتي للمخابرات الامريكية عسى ولعل تنجح الجهود مرة اخرى في تضييق الخناق الحاصل .. وجميعنا يتذكر كيف اخترق الوزير مصطفى عثمان البروتوكولات الاممية في الامم المتحدة عندما تشبث في الرئيس الامريكي كلنتون مستحلفا اياه الاستماع اليه واعطاء السودان فرصة لتبرير ما يفعله من دعم للمنظمات المتطرفة . وحسب تصريحات اقر فيها الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل نفسه في لقاء مع قناة الجزيرة في 29/9/2001م بالتعاون التام مع المخابرات الامريكية وان السودان قدم الكثير من المعلومات في مجال الحرب على الارهاب التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية اضافة الى تقارير اخرى غربية اهمها ما كتبه تيموثي كارني وترجمه اسامة النور ونشر على صفحات الكثير من المنتديات السودانية والصحف الالكترونية هذه التقارير تحدثت عن تعاون طويل المدى تم ولا يزال بين المخابرات السودانية و وكالة الاستخبارات الامريكية السي أي ايه .. والغريب ان هذه التقارير تحدثت عن تعاون كبير قدمه قطبي المهدي والذي يحاول اليوم التنكر لمن ساروا في نهجه و ( تعاونه ) !!
ثم جاءت فترة ادارة الجنرال صلاح عبد الله لجهاز الامن والمخابرات وهي الفترة التي شهدت المزيد من التنازلات لصالح المخابرات الامريكية وحسب ذات التقارير فان المخابرات الامريكية قامت بزج عملاء لها داخل الفصائل الارهابية في العراق والصومال وافغانستان واستغلال وضع السودان وخبرته في كونه معبرا وملاذا للفصائل الارهابية رغم القطيعة التي تمت بين النظام وبن لادن بعد هروبه اثر اكتشافه محاولة لتسليمه للسلطات الامريكية وفضحه للنظام عبر صفحات جريدة روز اليوسف المصرية والتي وصف فيها النظام بانه مزيج من الدين والجريمة وتحدث عن نهب امواله في السودان من قبل جماعات الجبهة الاسلاموية ..
وفي ليبيا اثناء انعقاد مؤتمر لدارفور في مدينة سرت صرح الجنرال قوش بانهم ساعدوا الولايات المتحده وقدموا لها الدعم . بل تم نقل ملفات المخابرات السودانية عبر طائرة خاصة تابعة للسي أي ايه بعد زيارات متكررة لاعضاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي الاف بي أي وعملاء السي أي ايه ويبدو ان شهية الامريكان قد انفتحت للاخر للوجبات الدسمة التي وجدوها فلم يكفهم ما التهموه بالعاصمة السودانية مما دفعهم لنقل الجمل بما حمل الى بلادهم ..
وهنالك في الولايات المتحدة سال لعاب المخابرات الامريكية لامكانية لعب السودان لدور اكبر ينتقل من التعاون في بلاد الرافدين والصومال وافغانستان الى دور اكبر من ذلك فالنظام السوداني قدم الكثير من الدعم لمنظمة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني وبينهما وبين ايران ما بين الجنين وامه .. فلماذا لا يقدم السودان المزيد من التعاون والتنسيق وطالما ان الامر عاديا ويخدم مصالح الامن القومي السوداني بالتنسيق فيما بين اجهزة المخابرات كما افاد مدير ادارة الاعلام بجهاز الامن والمخابرات السوداني ؟؟!! خاصة ان مصر يمكن ان تلعب دور كبير في اقناع النظام السوداني وتطييب خاطر ما تبقى من متزمتين وراديكالين يرون بقايا من مشروع جهادي اسلاموي .. ولما لم يكن للنظام من خيارات سعى الى فتح كافة المسارات وعلى اوسعها وان غلبك سدها وسع قدها على قول المثل .. ولكن هل حماس وحزب الله وايران صاحبة العهد الاول مع النظام والداعم الاساسي له حينما اوصدت امامه كافة ابواب بلاد العرب ودول الجوار الافريقي بما كسبت يداه .. هل هي مثل الفصائل الارهابية في العراق والصومال وافغانستان ؟
من خان مرة يمكنه ان يخون الف الف مرة ومن خان شيخه والقاه في السجن حبيسا وخان قبله شيخ شيخه بن لادن وحليفه كارلوس يمكن ان يخون مرات ومرات اخرى في سبيل تحقيق اماله وتطلعاته وطموحه ومن اعتاد الخيانة صار دينه الخيانه وكما يقال في المثل الشعبي ابو القدح بعرف محل بعضي اخيه ولا يهم فان حشدا مكريا يمكنه ان يشوش علي الحقائق المؤلمة تماما كما قالها الجنرال ذات يوم .. فالزنقة الحاصلة تستوجب المزيد من التنازلات وما يقدم باليمين تدنسه الشمال يد الشيطان !! ليس مهما اصدقاء الامس بل الاهم الابتعاد قدر الامكان من المطاردة الدولية وشبح الجنائية الدولية .. و لقاءات مكثفة بين مخابرات مصر عمر سليمان ومخابرات السودان صلاح غوش .. وامر الانفاق وتسليح الفصائل الفلسطينية وقوة حزب الله التي اصبحت تضج مضاجع تل ابيب وواشنطن اصبحت غير محتملة .. وعلى النظام ان يثبت مزيد من الحماس تجاه ايقاف حماس وعليه ابداء الكثير من الولاء تجاه مكافحة الارهاب وما بين عمر مصر وقوش وبرقيات لواشنطن ومنها لتل ابيب جرى الكثير والمثير ..
في بداية عام 2009 تناقلت المجالس همسا في بورتسودان والمدن الشرقية خبرا .. واوامر عاجلة للاجهزة الامنية بالعاصمة وفرق ترحل واخرى تحط والكثير من علامات الاستفهام والاسئلة الحائرة .. سيارات متفحمة وحفر عميقة اقرب للزلازل منها لافعال البشر لا توجد بقايا بشرية لا اشلاء ولا جثث من أي كوكب هوجم السودان لا احد يدري وصمت عميق لاشهر فالنظام لا يستطيع ان يواجه شعبه بما حدث كما انه لا يمتلك اجابات لما حدث فمصنع الشفاء لا نزال نجهل بماذا ضرب وكيف ضرب ؟!! وخليل ابراهيم لا نعرف كيف دخل ام درمان ولا كيف خرج ؟!! فماذا حدث ؟!! ماذا حدث لكتائب حجر الطير وقوش والبشير والخ الخ ؟!!!
وفجاة تتناقل وسائل الاعلام العالمية .. غارات اسرائيلية تمت في شرق السودان لضرب قوافل تهريب للسلاح لمنظمات فلسطينية !! وبهتت حكومتنا الرشيدة ما بال هؤلاء القوم لا يستطيعون صمتا ؟!! ثم تصريحات خجلة لمسئولين محليين ثم تصريحات امنية ودبلوماسية واخرى رئاسية متضاربة تماما كغارة مصنع الشفاء وابدع المبدعون في التحليل وكيف لا فالاسلامويون هم الاكثر تبريرا والاكثر ( تفتيحا ) وفهما للامور وما يدور وشطار سياسة ونخاسة .. وكثيرا ما ارتمي من الضحك لدرجة الهزيان وانا اتذكر تصريحات وزير اعلام النظام بعد غارة 98 الامريكية وكيف ( تجدع ) غازي صلاح الدين عالم علم اليقين بان طائرتان امريكيتان اتجهتا من الشمال الى الجنوب ومن النوع الذي يتزود بالوقود في الجو وذلك لان المسافة شاسعة ما بين الشمال والجنوب – مصر كمبالا – !! ما علينا – فقد جاءت تبريرات الغارة الاسرائيلية هذه المرة اكثر مهنية واحترافا .. بان السودان قدم اسئلة لعدد من السفارات الغربية طالبا المساعدة في معرفة من ضرب السودان !! من ضرب السودان هل تعرف انت عزيزي القاري ؟؟!! ان لم تكن تعرف فاسال اقرب قنصلية او وكالة سفر وسياحة حتى !!!!!!!!!!!!!! فهكذا تدار الدولة في بلادي السودان !!
ولكن من يعلمون علم اليقين المبين يكررون فعلتهم مرة اخرى وتتناقل وسائل الاعلام واهل حوش بانقا نيام ان غارات اخرى اسرائيلية ضربت سيارة قرب بورتسودان !! وان قواتنا الجوية الباسلة قد تصدت للقوى الهجومية ببسالة واجبرتها علي الهروب حسب المركز الامني للنظام ثم عاد نفس المركز ليسال باي الاسلحة هوجمنا بطائرة هليكوبتر ام صاروخ ابتر ؟!! ثم لا يجد وزير داخلية النظام حرجا في الاعلان لمجلس الوزراء ! عن الكشف الهائل للقوى الجنائية بالعثور علي رخصة للسياقة ولوحة العربة ؟!! يا الهي الم يجدو من بقايا سوا لوحة العربة ؟! عجيب امر هؤلاء الفاسدون ولكن من اخبر اسرائيل اللعينة بموعد السيارة ونوعها ولونها ونمرة لوحتها وكيف استطاعت من بين كل الناقلات والسيارات ان تميز ضالتها دون سواها ؟!! ان من يمتلك مثل هذه المعلومات لا بد من انه صاحب امر وسلطان ومتابع لا ينام واخو اخوان للامريكان ولا يفوقه في حبهم انس ولا جان ..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل نجحت سياسة الانبراش لامريكا وحلفائها في تخفيف الضغط على نظام الخرطوم ؟ ام اكتشف بعض القوم انهم في قمة فزعهم ورعبهم سلموا مقاليد امورهم ورقابهم لمن يريدون بيعهم جهارا نهارا في سوق المخابرات الامريكية كما باعوا هم شيخهم وشيخه ؟ املا في خلافة ابدية تتم بها حلقة اخرى من حلقات التامر الاسلاموي الاستخباراتي علي السودان والسودانين ؟!! ام فجاة انتبه القوم لما يحاك في الخفاء كبدائل لسودان ما بعد الانفصال فروح التغيير التي عمت المنطقة استبدلت حتى استراتيجيات الادارة الامريكية وحلفائها ليس في المنطقة فحسب بل حتى في شان الحرب علي الارهاب فقتل بن لادن لاسدال الستار على اخر فصول افلام هوليوود .. وهيأت بيئة ملائمة لرسم استراتيجيات جديدة عاجلة منها الدولة السودانية الجديدة بحدودها الجديدة ويمكن ان تشكل غطاء منطقيا لتحقيق الضربة الاخيره وميلاد دولتان جديدتان في الشمال والجنوب تلبيان التطلعات والرغبات الامريكية مع امكانية توفير احتمالات قوية لنيفاشا جديدة ودارفور جديدة تساعد في اعادة ترتيب وتوزيع خارطة المنطقة الجغرافية والسياسية والدبلوماسية فتداخل السودان ما بين الشرق الاوسط بعالمه العربي والعالم الافريقي يحدث ربكه في رسم السياسات الامريكية والغربية عموما وقد ان الاوان لكي تجرى عملية جراحية دقيقة لتقسيم السودان علي اسس عرقية تمكن من السيطرة عليه مستقبلا والانفراد بامكانياته وموارده المهولة وقطع الطريق امام أي قوة وطنية قادمة من اعادة الوضع لسابقه بالاستفادة من التسونامي الشعبي .
الحملة ضد قوش وحلفائه من قبل كتائب نافع واتباعه لم تبدا الان فقط وقد كتبت قبل الانتخابات المخجوجة مقالا بعنوان دلالات ترشح قوش استسلام لنافع ام معاش اجباري ؟ ورغم ان الرجل خفض صوته ودوره خلال فترة ما بعد الانتخابات الا انه عاد بقوة مرة اخرى بعد توليه مهام المستشارية الامنية لرئاسة الجمهورية لتعود من جديد راجمات نافع واعوانه عبر كتابات هجومية قوية نفذها رسول الدمار والحرب والعنصرية الخال الرئاسي لتمهد الطريق امام ضربة اخرى قطعا لن تكون الاخيره يوجهها نافع لصلاح قوش وهكذا فالامر صار كما المعارضة الليبية وكتائب القذافي كر وفر ما ان يستجمع قوش قوته الا توجه له ضربة جديدة في ظل غياب تام للحليف الاقوى لقوش علي عثمان طه فالرجل يعلم جيدا انه ورئيسه اصبحا ورقة خاسرة وان كلا الطرفين يستجمع قوته من اجل احتلال القمة الرئاسية .. علي عثمان الذي وجهة اليه تهمة توريط النظام في نيفاشا وتوقيعه علي معاهدة سلام استسلامية عانى مبكرا من الابعاد عن الشان السياسي واستطاع نافع قمعه بكل سهولة ويسر خاصة بعد صدور الاتهامات الدولية ودار همس وشائعات قوية حول احتمال تورط الرجل في اتفاقيات مع الغرب تزيح البشير مبكرا مما دفع البشير للاستقواء اكثر واكثر باقرب الاقربين فنائبه الذي باع شيخه نهارا جهارا من اجل السلطة يمكن ان يفعل أي شي من اجل المزيد من السلطة .. وحالة الرعب التي صاحبت الريس منذ صدور القرارات الدولية ادخلته في شك دائم في كل من حوله الا اصحاب المصير المشترك .
من اقوى حجج ابو العفين واعوانه ان كل التنازلات والانبراشات التي قدمت لامريكا والغرب لم تشفع للنظام رغما عن الثمن الباهظ الذي تم دفعه فتسليم ملفات المنظمات الارهابية لا وبل التعاون التام مع المخابرات الامريكية ضد تنظيمات ارهابية في الصومال والعراق وافغانستان والتنازل الاكبر في نيفاشا وغير ذلك لم ينجح ويقنع الغرب في التخلي عن مطاردة البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية كما لم تنجح حتى في ازالة اسم السودان من قائمة الارهاب الامريكية او ترفع العقوبات الاقتصادية ولا اعفاء ديون السودان والتي من المحتمل جدا تحمل السودان الشمالي للجزء الاكبر منها ان لم يكن كلها , ولم تنجح زيارات غازي صلاح الدين عراب النظام الجديد بعد الترابي كما لم تنجح الوساطات القطرية السرية والعلنية في تطييب العلاقات ولا حتى محاولات علي كرتي الجديدة فلن يصلح العطار ما افسده الدهر وكما يقال في الامثال الشعبية ( دخول الحمام ما زي خروجو ) وبعد تبين النظام مدى اانحطاط ما وصل اليه من عهر اخلاقي والثمن الباهظ الذي دفعه وما هو اتي في مقبل الايام بعد التاسع من يوليو القادم اثر النظام العودة الى ماضيه القديم وذلك بمحاولة تنظيف داخلي اولا يتم بتقديم كبش فداء تلقى عليه اللائمة وتوجه اليه السهام حتى من اقرب الاقربين اليه وومن سبقوه بالتعاون مع المخابرات الامريكية امثال قطبي المهدي الذي ارتفع صوته وصار الاكثر شراسة في معاداته لقوش لدرجة التلويح والتهديد بابعاده من الحزب وتجريده من عضويته !! فهل يعقل ان يكون هذا كله لمجرد ان قوش يحاور القوى السياسية الاخرى ؟ وما الجديد في الامر وقوش نفسه يحاور الحركة الشعبية التي لا تزال بموجب الاتفاقية قوى شمالية حتى التاسع من يوليو ؟!!
ان النظام يعلم جيدا ان حكمه قد دنت ايامه وفي الافق ما ينذر بعواصف مخيفة سوا داخليا ام خارجيا فدارفور تم ادراجها في اجندة الادارة الامريكية ومجلس الامن وستكون المحطة الثانية بعد الجنوب .. وابيي حان قطافها من قبل الحركة الشعبية وادرجت في دستور الدولة الجديدة والنيل الازرق لن يفطم ابدا عقاره من حركته التي قدمت له ما لم يقدمه ابناء اقليمه وبني جلدته والجبال لن تهدا براكين الغضب فيها بعد انتخابات تابط فيها المؤتمر اللاوطني شرا .. والشرق بدات شرارة الثورة والغضب والغليان فيه في الارتفاع مرة اخرى .. والازمة الاقتصادية في الشمال ستزيد من الامر تعقيدا فموارد البلاد تم تجفيفها بالكامل من قبل قلة مفسدة ومخربة وحتما لا مجال للبشير وجماعته من ملجا كما القذافي والذي يعتبر مثلا جيدا يمكن ان يحتذى به في مقبل الايام ولذلك لم يكن مستغربا التصريحات الغريبة والمدهشة والعبيطة التي ادلى بها جنرال الحرب في المجلد وهدد فيها باندلاع الحرب من اجل ابيي أفمن اضاع ثلث البلاد بالانفصال ويهدد ما تبقى حريص علي منطقة ابيي ؟؟!! واذا كان من ضرورة للعودة للحرب مرة اخرى فما معنى الاعتراف بالانفصال ؟!!وهل الحرب ضرورة للحفاظ علي ابيي ام الحفاظ علي وحدة البلاد ؟
اذا لا سبيل للنظام سوا الاطاحة بدعاة التعاون مع امريكا والعودة للمتاجرة بالشعارات الاسلاموية والمزايدة في نصرة حلفاء الامس حماس وحزب الله والتي تضررت كثيرا من تسريب المعلومات بشان تهريب السلاح للموساد الاسرائيلي والمخابرات الامريكية .. ان دغدغة مشاعر وعواطف المسلمين باسم الدين الاسلامي الجواد الاربح لهو افضل للنظام من اجل كسب سنين عجاف اخرى ومن ثم اشاعة الفوضى وتهديد الغرب بتسرب جماعات ارهابية من الصومال كما نشر من قبل جهاز الامن والمخابرات معلومات عن رصده لدخول هذه الجماعات او كما يبث اسحق فضل الله واصحاب الاقلام المسمومة الاخرى من مخططات ومؤامرات ترعاها الحركة الشعبية بالتعاون مع المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي والى غير ذلك من اخبار اشاعة الفوضى .
( سرابيل )
محمد حسن العمدة
[email protected]