ما جعلني أقول ذلك هو أنني إلتقيت بشخص يدعى يوهانس من إريتريا وجدته مُستاءاً من أخلاقيات الشعب السوداني خلال العقدين الماضيين لأنه يرى بأن السودانيين في السابق كانت كلماتهم مُفعمة بالكرم الحاتمي وكانوا يقولون دوما للأحباش والأريتريين وفيما بينهم كسودانيين وللآخري من الأجانب أينما كانوا تفضلوا يا جماعه .. تفضلوا يا جماعه .. تفضلوا يا جماعه .. تفضلوا يا جماعه بكل أريحية وطيبة نفس أما اليوم يقول ليّ الأريتري سودانيين بقوا موش تمام !!!! فهل يعتبر ذلك بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطن السوداني في ظل دولة المشروع الحضاري !!! ودولة الإنجازات التي وعدت بأن تجعل من السودان سلة لغذاء العالم فإنقلب الحال إلي العكس تماماً وإنعكس ذلك على طبائع المواطن السوداني فبدأ الأمر بالنفور من كل شيئ له علاقة بالإسلاميين حتى وإن كانوا سودانيين بحيث لا يُكرم السوداني أخاه السوداني بُحجة أنه ينتمي للمؤتمر الوطني أو إسلامي جبهجي وكذلك لا يُكرم المؤتمرجي او الإسلامي الكوز الآخرين من بنو السودان بحجة أنهم خونة ومتمردين وعملاء وغير وطنيين وما إلي ذلك ثم تحول الأمر إلي توجس السودانيين من الأجانب بشتى أجناسهم لأنهم باتوا يزاحمونهم في أرزاقهم ووظائفهم لا سيما المصريين والعرب الآخرين والبنغاله ومن شابههم . إذن فإن الشعب السوداني يتعرض لضغوط داخلية كبيرة من ضرائب وجبايات وغلاء وعوامل نفسية كعدم تقبل فكرة تقسيم السودان ولكن ليست بيدهم حيلة فإنعكس ذلك على تصرفاتهم وعدم إهتمامهم بمسائل الشخصية السودانية النموزجية من كرم ونخوة وشهامة إذن يا رعاكم الله الشعب السوداني يعاني من إنفصام في الشخصية او بالأحرى هنالك إنفصال في الشخصية أشبه بإنفصال الجنوب فلربما إزداد الحال سوءاَ بتأكيد تقسيم السودان جغرافياً فيتبعه إنهياراً تاماً للشخصية السودانية بحيث يشاهد السوداني أخاه قادماً من الجهة اليسرى فيحاول التهرب منه بعملية يمين أنظر
ويا حِليل أيام معزتنا
عبد الله بن عُبيد الله
ولاية إنديانا
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]