هدية العيد حرق سوقي 6 الحاج يوسف مايو
حسن اسحق
حادثة حرق سوقي (6) الحاج يوسف محلية شرق النيل ومايو جنوب الخرطوم ،تثير
عديد من التساؤلات علي المستوي الشعبي في المنطقتين ،حسب التصنيف تضم
اغلبية شعوب الهامش السوداني،الاكثرية التي تسكن فيهما من مناطق الحروبات
والصراعات والمجاعات ،ومن يقيمون طرحوا الاسئلة علي انفسهم،كيف حدث هذا
الحريق الكبير الذي دمر كل الدكاكين والرواكيب
الصغيرة والكبيرة،اين كان رج
ال الاطفاء(الدفاع المدني)،ولماذا لم تكن هنال ضحايا في الارواح
،والخسائر كانت مادية ومعنوية لمالكيها،وهل من كان يرسم سياسة الحرق
والابادة الاقتصادية في الخفاء ،له مصلحة في تدمير وحرق سوق (6)بالحاج
يوسف ،باعتباره سوق ذو مورد اقتصادي ومالي لمحلية شرق النيل ،وتفرض رسوم
علي كل من يعمل في السوق ابتداء من اصحاب الدكاكين
،البقالات،الحلاقين،وبائعات الشاي ،المطاعم واصحاب مكاتب الصحف اليومية
،وكل من له مكان يترزق منه،المحلية لا تجامل او تتساهل معهم.ام الهدف من
هذا العمل المدمر،زيادة الشقاء والبؤس علي انسان مناطق الحروب ،وتشديد
التضييق عليه اكثر،اما ان يرضح ويستسلم وينحني ،او يحاول التفكير في
ايجاد طرق بديلة للتأقلم مع الاجواء الضبابية ،وازاحته وتأجيرها
لاخرين،ولكن هناك من يري غير ذلك ،ويعتقد ان ماحدث ،هو انتقام من الحكومة
لفشلها في صد الطائرات الاسرائيلية التي دمرت مصنع اليرموك للتصنيع
العسكري،واحالته الي شبه رماد ،وان الرد الحكومي في الزمان والمكان
المناسبين ،كان سوق(6) بمحلية شرق النيل.وفكرة القدر اصبحت مستبعدة في
هذه الكارثة ،لعوامل عديدة منها،يطرحها الكثيرون كيف يحرق بهذا الحجم دون
ان تتدخل السلطات في انقاذ ولو جزء يسير منه ،واطفال الشوارع (الشماسة)
كما تناديهم الغالبية التي تتهرب من مسؤوليتها تجاههم،اغلب هؤلاء ينومون
في السوق، وهذا الحريق حدث ليلا ،وبعض اصحاب الدكاكين يحرسونها ،ولم نسمع
اي منهم احترق،او وجود جثة محروقة ،وقبل حدوث الحريق بيوم،حدث التماس
كهربائي في الغربي من السوق ،لكن السلطات احتوته بسرعة دون اي خسائر او
اضرار.ان الشرطة والاجهزة الاخري منعت المواطنين والصحافيين واصحاب الضرر
من دخول السوق ،وفرضت عليه طوقا كاملا .قبل اشهر مضت قام رجل اعمال ببناء
دكاكين طوق بها مكان التسوق ،في الجانب الشرقي ،باعتباره اكبر تجمع
للتسوق في شرق النيل كل يوم جمعة ،وتجار المناطق القريبة
وتجار المناطق القريبة من كل بقعة يتوافدون منذ الخميس لحجز مكان داخل
السوق.وهذه الدكاكين التي شيدت ،لم يقوم اي تاجر بتأجيرها واصبحت قرابة
عام كامل مغلقة ،ولذا هناك احتمالات ،ان صاحب هذه المواقع التجارية
،اصابه اليأس والغضب ،وكيف لا،وهو يدفع الضرائب للحكومة ،دون ان يجد
التقدير منها،خاصة هذه الحكومة لا يهمها شئ مادام يدفع ضرائبه لها،تأخذه
منه والبقية ،وهذا المسكين مل،واحتمال انه قرر في النهاية ان تبح
ث له السلطات عن حل،لايجار هذه المواقع والا انه سيمتنع عن دفع اي مال في
المرات القادمة،تهديد بسيط راح ضحيته صاحب الرزق اليومي المعدل. بعد
الحادثة وهدوء الاوضاع ،الاعلام كان في حالة غيبوبة والسلطات الامنية
التي تفتخر ،انها عين ساهرة وحائط سد للمظاهرات في منطقة الحاج يوسف
بالاخص،قبل اشهر اعتقل جهاز شباب حركة قرفنا بحجة الاخلال بالامن
والسلامة العامة ونقلوا الي سجن ام درمان ،وبعدها قدموا للمحاكمة في مجمع
الحاج يوسف للمحاكم ،وتتباهي بقيامها بذلك، وايضا بعد انتخابات 2010
اعتقلت الشرطة في سوق (6) 3 من شباب قرفنا ،وصادرت الهواتف وكاميرا تصوير
،في منتصف الليل سلمت الشرطة المعتقلين الي جهاز الا
من ،الذي يجاور قسم (5) الوحدة ،وضربوا وبعد ذلك سلمتهم للشرطة مرت اخري
،وهذه الا جهزة الامنية تتباهي ،كما اقول،اين كانت عندما حدث الحريق
،واين عربات الدوريات والطوارئ ،وهل الشرطة والامن تعطلت،حريق كهذا يندلع
،الم تعلم به اجهزة الامن والشرطة ،وهل كانوا نائمين في سابع نومة،انه
لشئ عجيب ،المتضرر الاكبر والوحيد انسان منطقتي الحاج يوسف ومايو ،لانه
خارج دائرة الاهتمام والتقدير لوضعه الطبيعي كبشر،والاهتمام الوحيد ،كيف
تجمع منه المال.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]