خالد تارس
مدينة نيالا اقصى جنوب دارفور تشتكي لطوب الارض من تردي خدمات الكهرباء والانارة لوقتٍ طويل , والعباد هناك يعايشون الظلام بشكل لايطاق وينامون بجانب الخوف على الاموال والاولاد والممتلكات.. ونيالا هي كبرى المدن الدارفورية على الاطلاق وثاني مدينة سودانية بعد العاصمة الخرطوم فمرورالتيارالكهربائي عليها مرة واحدة في الاسبوع حالة تكفي لفضيح قدرات الوالي (جون سينا).. ولك ان تتصور كيف تبدو الاحوال في منطقة استراتيجية ذات مورد اقتصادي مهم ينام اهالها ويصحون على ظلام .! مدينة في حجم نيالا في اي دولة اخرى يمثل انقطاع التيار الكهربائي لثواني جريمة يقدم المسئولين عنها للمحاسبة الرادعة , ولكن عندنا حدث ولاحرج..!
يتولى امر جنوب دارفور اللواء ادم محمود جار النبي الملقب (بجون سينا).. ولا اعرف مدلول المسمى ولكن سينا هو جندي المارنز الذي تحول الي مصارع شديد البأس والشهرة .. يجلس اللواء جار النبي على ثاني ولاية سودانية بحسب اخر تعداد سكاني ويدير جهازها التنفيذي والسياسي بخبرة مدنية متواضعة فماذا ينتظر منة.؟ يكون صحيحاً لو ان سكان نيالا باتوا يلوكون مر الصبر لعودة الدكتورعبد الحميد كاشا الرجل الذي الفوة حد الثمالة عندما كان يمشي بينهم في الاسواق وياكل معهم العصيدة ويخالق الشماشة والمشردين والنازحيين بخلق حسن , وفي عهدة اطعموا من جوع في اكثر الظروف قساوةً وامنوا من خوف في اكثر الاوضاع تعقيداً .. ولذات السبب غضبوا على خروجة بشكل غير مسبوق وخرجوا في تظاهرات لم يشهدها تاريخ نيالا , فسالت دمائهم الشريفة وقدموا المهج والارواح والشهداء , ولا تزال احداث خروج كاشا هي ازمة المؤتمر الوطني في جنوب دارفور وقاصمة ظهر البعير في نيالا..؟
وفي فبراير المنصرم نزل مطار نيالا السيد حسبو نائب رئيس الجمهورية , والافندية هناك تشوا لة البخور ونحروا لة الإبل فكانما هو القادم من ثنيات الوداع ومبعوث العناية السماوية لفك حيرة الكهرباء وتردي الخدمات العامة في المنطقة .. نعم جاء حسبو فاكل وشرب وشبع ولا يجد في ذاتة حرج الا ويؤكد للمساكين عودة الكهرباء خلال اربعين ليلة فتتعالى الزغاريد ويهلل الناس ويكبروا ويضربوا الكواريك , ولكن تصير الاربعين ليلة اربعة شهور وثمانية ايام لتزيد احباط المواطنين احباطاً.. وما يفكر مواطنوا نيالا اذ يفكروا ثم يقدروا اذا ماكان الشخص الوحيد الذي يمثل دارفور في الرئاسة لا يستطيع حل عقدة الظلام في المدينة الاستراتيجية ليجدو العزر والمغفرة لجون سينا وامثالة.! ويعلم السيد حسبو يقينا ان شخصة ينوب عن رئيس الجمهورية بفقة التدابير والتوازنات الجيوسياسية والعمل لاجل ملف دارفور ولا داعي للقفزعلى المسلمات فتصبح عودة كهرباء مدينة نيالا من واجباتة الاخلاقية في المركز , اما دعاوى التمثيل الحزبي على اسس الكفاءة والقدرات ليست واردة في قواميس المؤتمر الوطني وسجلاته على الاطلاق , ولو كانت لأتى حسبو في مؤخرة الصفوف من بين الذين يقودون رسن دارفورالكبرى , ولمجرد ان يظن اهل نيالا في سيادة نائب الرئيس خيراً لاعتبارات بسيطة لان الرجل يمثل اعلى الموجودين من ابناء دارفور في الجهاز التنفيذي ويفترض ان يكون موفقا من حيث نفوذ القرارات ويخيب الظن الغالبية لو صار وضع الأخ حسبو كوضع الدكتورالحاج ادم في القصر سابقاً..
[email protected]