في احتفال (الحملة لأجل حرية التعبير والفكر والضمير) بدار الحركة في المقرن
دينق ألور: دعونا القوى السياسية إلى جوبا لكي لا ينفصل الجنوب
بشير آدم رحمة: نتضامن مع عرمان كي لا يغرق السودان في بحر من الدماء
محجوب شريف: ما كان بمقدوري الاعتذار عن ليلة كهذه!
ياسر عرمان: من المستحيل اقتلاع أسنان الحركة الشعبية
رصد: أبوبكر المجذوب
أقامت (الحركة لأجل حرية التعبير والفكر والضمير) وهي جسم يضم مجموعة من نشطاء المجتمع المدني احتفالاً تضامنياً حاشداً بدار الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمقرن وذلك في أمسية الجمعة 5/6/2009م، وذلك للتضامن مع الأستاذ ياسر سعيد عرمان عضو المكتب السياسي للحركة، نائب الأمين العام لقطاع الشمال، رئيس الكتلة البرلمانية للحركة في المجلس الوطني الانتقالي بعد امحاولة الإجرامية لتفجير مكتب قطاع الشمال في أركويت واغتيال الأستاذ عرمان والتي جرت فجر يوم الجمعة .
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها الدكتور علي البشير ثم أعقبه القس إبراهيم صندوق والذي تلى آيات من من الكتاب المقدس الانجيل، اعقبتها صلوات تدعو للقيادة الرشيدة والتي يحتاجها السودان في الوقت الراهن. بشير آدم رحمة: الحرية إرادة الله: ثم قامت مقدمة المهرجان الأستاذة رشا عوض بتقديم الدكتور بشير آدم رحمة ممثلاً للمؤتمر الشعبي والذي بدأ حديثه قائلاً: ان التنوع في هذا الكون شيء أراده الله لحكمة بالغة على البشر تدبرها، وان أهل السودان بطيفهم المتنوع دينياً وسياسياً وثقافياً واثنياً يجتمعون اليوم دفاعاً عن حرية الاعتقاد والفكر والضمير وان أصل الدين هو الحرية لذلك أعطى الله سبحانه وتعالى الإنسان الحرية ليحاسب على أفعاله يوم القيامة، فوقوفنا اليوم ليس عن ياسر عرمان الفرد فقط ولكن دفاعاً عن حرية الشعب السوداني، وأضاف الدكتور بشير آدم رحمة: نقول للذين أرادوا اسكات ياسر ان أرجعوا للقرآن إن كنتم أهله وهو الذي يبيح التعدد ونحن اليوم إذ ندافع عن ياسر عرمان إنما ندافع عن أنفسنا في المقام الأول حتى لا يغرق السودان في بحر من الدماء ونحن مع التعددية وليسلم ياسر وكل المدافعين عن الحرية. دينق ألور: ندين هذا العبث الفكري تلاه بعد ذلك الأستاذ دينق ألور عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية وزير الخارجية والذي أشار في مستهل حديثه أنه يحضر للمرة الثانية احتفالاً للتضامن مع عرمان، وقال ألور نحن نجتمع للتضامن مع ياسر بسبب دخول ثقافة سياسية جديدة تتمثل في اغتيال المخالفين سياسياً وفكرياً، فالذين كفروا ياسر عرمان المسلم ماذا سوف يفعلون بالمسيحي مثل دينق ألور، وقال انهم في الحركة الشعبية يرفضون ويدينون مثل هذا العبث الفكري لأن الله وحده هو صاحب الحق في التكفير، وهذا عمل خطير، وأنا اتفق مع الدكتور بشير آدم رحمة حول الحرية، وحرية التفكير حق أساس ومحاولة استهداف ياسر ومكتب الحركة الشعبية في أركويت عملية فاشية، وأشار الأستاذ دينق ألور أنه كعسكري ومحارب يعرف أن مادة الـ(C4) المستخدمة في القنبلة التي زرعت في مكتب الحركة لاغتيال الأستاذ عرمان لا تشترى من السوق، ونحن في الحركة الشعبية نحذر هذه الجهة ونقول لها وبالصوت العالي ان الحركة سترد الصاع صاعين، وأضاف ألور نحن في فترة حرجة والتحول الديمقراطي غير مضمون وهناك اشياء كثيرة تجري وهذا ليس وقت الحديث عنها، والحركة الشعبية تريد التضامن لأن مستقبل السودان غير مضمون ويجب احترام تعدد الأديان والخلاف الفكري والسياسي ولكي نضمن بقاء المليون ميل مربع موحدة، الحركة تنادي بالتغيير وحتى يحدث هذا التغيير لابد من التحول الديمقراطي وهذا لا يمكن الوصول إليه بدون حريات، ونحن في البرلمان عندما نتحدث عن الحريات هناك من يعارضنا. هناك من يتحدث عن عدم تغيير قانون الأمن، ولكي سيحدث هذا التغيير نحن دعونا القوى السياسية للذهاب إلى جوبا لنناقش مستقبل هذا البلد، ولكي لا ينفصل الجنوب علينا بالتكاتف لأن الجنوبي المسيحي الذي يرى المسلم يهدد المسلم لا يمكن أن يصوت للوحدة، ولكي يحدث تحول ديمقراطي لابد من حل قضية دارفور وقضية دارفور أسهل من قضية الجنوب فهم في دارفور لا يريدون الإنفصال بل ان مطالبهم هي المشاركة في السلطة والثروة وان رفض طلبهم هذا فسينادون بالانفصال، فمشكلة دارفورمشكلة مقدور عليها، والانتخابات الجزئية مضرة ولابد من مشاركة دارفور فيها، وختم الأستاذ دينق ألور حديثه بأنهم في الحركة الشعبية يقدرون ويثمنون موقف الديمقراطيين المساند للأستاذ ياسر عرمان. محجوب شريف والطريق الشاقي الكلام تلا ذلك فاصل درامي قصير عن السلام قدمته فرقة كواتو المسرحية. بعد ذلك القى شاعر الشعب الأستاذ محجوب شريف قصيدة (الطريق الشاقي الكلام) وقبلها ارتجل كلمة قصيرة ومعبرة قائلاً انه لم يكن ممكناً عليه أبداً الاعتذار عن مثل هذه الأمسية ووصف محاولة اغتيال عرمان بانها منحطة وبائسة ولا تشبه الشعب السوداني، وقال محجوب شريف بالأمس غيب الموت جعفر نميري الذي قام باغتيال خيرة أبناء السودان من مختلف الاتجاهات ورغم كل هذا مات (موت الله) ولم يتربص به أحد، وهذا درس بليغ للطغاة والمهووسين والجبابرة عليهم تذكره. وقوبلت كلمات وقصيدة الشاعر الكبير محجوب شريف بحفاوة بالغة من الحشد الضخم الذي ضاقت به جنبات دار الحركة الشعبية في المقرن. تلاه الفنان إبراهيم خواجة وقدم كلمات ألهبت حماس الجميع بدأها باغنية (سودان جديد). الحاج وراق: مناهج التعليم والإرهاب ثم ألقى الأستاذ الحاج وراق كلمة (الحملة لأجل حرية الفكر والرأي والضمير)، وبدأ حديثه بان الإنقاذيين خربوا التعليم واغتالوه وبذلك اغتالوا الحاضر والمستقبل وان مناهج التعليم تدرس الطفل في الصف السادس قتل المرتد والكافر، وانهم يصرفون على التعليم2.6% من الميزانية وعلى الصحة أقل من ذلك ولكنهم يصرفون على الأمن والدفاع 70% من الميزانية وان وزارات التربية والتعليم والصحة تنالان أقل من مخصصات القصر الجمهوري في الموازنة العامة لهذا يبررون هذا التناقض الفاحش بانه إرادة السماء، وان الانقاذيين يضعون انفسهم ما بين السماء والأرض بعقلية السمسار. ومضى وراق قائلاً: إن هذا النظام قائم على اغتيال الناس والمنطق والفكر لذا فإن ايديولوجية النظام (السمسار) هذا هي ايديولوجية القتل، والسودانيون يقولون في مأثوراتهم الشعبية (الما بخاف الله خافو) لذلك يعتقد الاصولي المتطرف أنه بديل الله في الأرض لذلك كل شيء مباح له يقتل الأطفال والرجال والنساء
ويغتصبهن ويحرق القرى كما يحدث في دارفور لذلك يحول هؤلاء السودان إلى مسار الفتنة الوطنية وهم يحاولون إغتيال ياسر عرمان لأنه جسر بين الشمال والجنوب وهو بتاريخه الشخصي ومواقفه رمز مشرف لهذا الوطن، وأضاف وراق قائلاً: اتجاسر وأقول ان عرمان كان هو الأشجع من أبناء جيلنا لأنه اتخذ القرار الاخلاقي بالانحياز للكادحين والمهمشين، وعندما فشلوا في اغتيال ياسر بالابتزاز والإرهاب الإعلامي حاولوا تصفيته جسدياً، ومضى وراق في حديثه قائلاً: لي مع ياسر مناقشات حول الحركة وقطاع الشمال تصل لحد الحدة أحياناً لكنه لم يكذب عليّ قط وأنا الصديق المقرب له. وختم وراق حديثه بان الهيئة تضم رموزاً كثيرة تعكس التعدد لذا أقامت هذا الاحتفال لتقول وبالصوت العالي ان المجتمع السوداني ضد الإرهاب، ودعا وراق رموز المجتمع الحاضرين إلى الصعود للمنصة لإلقاء كلماتهم المختصرة وقوفاً ضد الإرهاب ولشرب اللبن كطقس شمالي ونيلي للوحدة ضد الإرهاب والهوس. احتشدت المنصة بما يربوا على 40 شخصاً يمثلون معظم أطياف المجتمع السوداني وهم حسب ترتيب كلماتهم المختصرة في المنصة: الوقوف في منصة واحدة ضد الإرهاب: د. بابكر محمد الحسن – رئيس الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، ياي جوزيف – القيادي بالحركة الشعبية، عادل بخيت الناشط في مجال حقوق الإنسان، اتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني والقيادي بالحركة الشعبية، علي محمد عباس الحركة الشعبية، محجوب شريف، بيتر أدوك وزير التعليم العالي القيادي بالحركة الشعبية، كوستا مانيبي وزير شؤون مجلس الوزراء القيادي بالحركة، نور الدين مدني نائب رئيس تحرير صحيفة السوداني، أسماء محمود محمد طه، نهى النقر ممثلة منبر نساء الأحزاب، عبد العزيز سام حركة تحرير السودان، حليوة – بائعة الشاي، هالة عبد الحليم حركة حق، د.مرتضى الغالي رئيس تحرير صحيفة (أجراس الحرية)، صديق الصادق المهدي ممثل هيئة شؤون الأنصار، شمس الدين الأمين ضو البيت ناشط في المجتمع المدني، الكابتن عمار خالد كابتن المنتخب القومي وفريق المريخ الأسبق ومسؤول الرياضة بقطاع الشمال الحركة الشعبية، تابيتا بطرس القيادية في الحركة وزيرة الصحة، وين دوت الحركة الشعبية، د.عمر القراي الكاتب والمفكر الجمهوري، عبد القيوم بشير – حزب المؤتمر السواني، د.مضوي إبراهيم آدم الناشط في مجال حقوق الإنسان، عبد الله تيه – الحركة الشعبية، رباح الصادق المهدي – الحملة من أجل حرية الفكر والضمير والمعتقد، قرشي عوض الكاتب الصحفي الأمين العام لحركة حق، عباس علي عوض – التضامن النقابي، د.ابتسام فقيري الاتحاد النسائي السوداني، نبيل أديب المحامي، ترايو أحمد علي – حركة تحرير السودان، د.كيجي روماني الناطقة الرسمية باسم قطاع الشمال، محمد المعتصم حاكم عضو المجلس الوطني المستشار الإعلامي للأمين العام للحركة الشعبية، أنور محمد أحمد الحاج القيادي بالحركة الوزير بولاية الجزيرة، وعبر الهاتف أحمد حسين آدم الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة، علي خليفة عسكوري الحركة الشعبية وديرك الفريد مدير مركز كواتو الثقافي). وأجمع كل هؤلاء عن تضامنهم وتضامن الجهات التي يمثلونها العميق والقوي والواضح على الأستاذ ياسر سعيد عرمان وأجمعوا على أن ما يحدث ما هو إلا نتاج لفكر ظلامي وتأسيس كيانات إرهابية وهذا خليط مبرمج وإسباغ القداسة على الفتاوى الأهلية، وعندها تبدأ الحملة التكفيرية بالاغتيال المعنوي يعقبها الاغتيال الجسدي وهو استهداف غير عشوائي ومدروس ومبني على أهمية الشخص والكيان الذي ينتمي اليه، واجمع الكل أن المستهدف شخصية قوية مستنيرة وشجاعة وذات مصداقية والكيان الذي ينتمي إليه كيان مهم ومؤثر وله دور أساس في التحول الديمقراطي. عرمان: لن يستطع أحد منعنا من العمل في الشمال وفي الختام خاطب الأستاذ ياسر سعيد عرمان الاحتفال شاكراً الحضور والحملة لأجل حرية الفكر والتعبير والضمير ثم عرج على الوضع السياسي الراهن راداً على الرئيس البشير حول حديثه عن حكم استخبارات الحركة الشعبية للجنوب قائلاً: انه ليس هناك ما يسمى استخبارات الحركة الشعبية وانما هناك جيش قومي هو الجيش الشعبي لتحرير السودان بنص الدستور واتفاقية السلام الشامل، واضاف قائلاً: ان كانت هناك تجاوزات من الجيش الشعبي فالرئيس البشير نفسه هو المسؤول الأول عن تلك التجاوزات لأن جنوب السودان لم ينفصل بعد وهو ليس الكونغو، وتابع عرمان قائلاً: الرئيس البشير يقول ان العين بالعين والسن بالسن، وكما قال المهاتما غاندي فان العين بالعين تجعل العالم أعمى ولكننا نحذر بان الحركة الشعبية لن يستطيع أحد منعها من العمل في الشمال وان حاولتم، وكما قال دينق ألور سوف نرد الصاع صاعين، وتحدث عرمان عن الـ(57) ألف نازح جنوبي الذين يعيشون في منطقة سوبا حيث قال ان حكومة الولاية تريد ترحيلهم من مناطق سكنهم إلى مناطق أخرى بحجة أنهم يسكنون عشوائياً واصفاً السياسات الحكومية بالعشوائية وليس هؤلاء البسطاء، وقال ان الحركة الشعبية لن تسمح بترحيلهم مناشداً والي الخرطوم الجديد بعدم هدم هذه المنازل خصوصاً وأنه جديد وبالتالي عليه عدم البداية السيئة وإذا فعلوا ذلك فعلى جميع وزراء الحركة الشعبية تقديم استقالاتهم. أما عن التعداد فذكر عرمان أن العملية برمتها لعبة سياسية وليس تعداداً يخدم الانتخابات ولا أحد يصدق أن أعداد الجنوبيين في الشمال لا يتجاوز نصف المليون نسمة ولكنه أكد على مقدرة الطرفين على تجاوز هذه المعضلة إذا صدقت النوايا. وقال عرما
ن ان النازحين من جنوب السودان على أيام الحرب لم يذهبوا إلى كينيا أو يوغندا ولكنهم أتوا للشمال مما يؤكد أن هناك عوامل وحدة يمكن البناء عليها لخلق وحدة على أساس جديدة، وأضاف عرمان أنه لو كنت محل جماعة المؤتمر الوطني لاعطيت كل نازح قطعة أرض ليسكن فيها وطرد هؤلاء النازحين أو تشريدهم سوف يكون مسماراً في نعش الوحدة. وأضاف عرمان: تبقى على ميعاد الاستفتاء (19) شهرا ونتمنى إجازة قانون الاستفتاء بجانب قوانين المشورة الشعبية لأهل جبال النوبا وجنوب النيل الأزرق وأبيي قبل نهاية الدورة الحالية للبرلمان. وبخصوص التحالفات القادمة قال عرمان أن الحركة الشعبية دعت كل القوى السياسية إلى جوبا للتشاور مستنكراً الحديث الكثيف حول لقاء جوبا قائلاً: هذا ما كان يجب أن يكون خبراً لأنه من الطبيعي أن تجتمع القوى السياسية في الخرطوم أو جوبا فالحركة الشعبية ترحب بعمل الأحزاب في الجنوب كما يجب الترحيب بعملها في الشمال. ورداً على التصريحات التي أطلقها البروفيسور غندور في بعض وسائل الإعلام عن ترشيح سلفاكير للبشير في انتخابات الرئاسة القادمة قال عرمان أن هذا حديث غريب لأن غندور يمكنه الحديث عن المؤتمر الوطني بالشكل الذي يريد ولكن فيما يخص الحركة لاشعبية نقول له: “سعيكم مشكور”، فطبيب الأسنان غندور الذي أفلح في اقتلاع أسنان النقابات سيكون من المستحيل عليه اقتلاع أسنان الحركة الشعبية وعليه التركيز على إجراء انتخابات حرة ونزيهة للنقابات وترك ما عدا ذلك للآخرين.
صحيفة أجراس الحرية