الي جميع الرفاق في النضال
السودان من أوائل الدول التي نالت إستقلالها علي الصعيدين العربي والافريقي في الفاتح من يناير 1956 ومنذ تلك الحقبه الى الآن توصف البلاد بانها الدولة المضطربة فلم يشهد السودان إستقرارا سياسيا بل كان يدور في حلقة مفرغة ما بين حكومات الديمقراطية والانقلابات العسكرية التي تنتج انظمة ديكتاتورية وكل هذه الحكومات سواء كانوا ديمقراطية او شمولية فشلت في إحداث إستقرار سياسي بجانب النمو الاقتصادي والعمل علي إدارة التنوع والحفاظ علي وحدة السودان وإستكمال مهام الاستقلال الحقيقي .
وإستمر هذا الفشل لسنوات طويلة الى اوصلت البلاد الي شبه إنهيار لكيان الدولة التي إستمرأت فيها النخب السودانية ادمانها للفشل بحسب الدكتور منصور خالد ،
نتجية هذا الفشل المستمر ومتلازمة الظلم والتهميش وما صحبها من قهر سياسي وإستلاب وتميز إجتماعي و ثقافي وعدم توزيع عادل للسلطة والثروة وإستمرار عملية إعادة الانتاج الشعوب السودانية في حقول الاسلاموعروبيه وطمس الهويه السودانية الامر الذي ولد غبنا تنمويا في كثير من أنحا البلاد بأشكال مختلفة في شمال السودان هناك حركات مطلبية مناهضة لفكرة السدود تمارس ضغطا على النظام وفي شرق السودان قوة موحدة تحت مسمى مؤتمر البجا وفي وسط وفي جنوب السودان ناضلت الحركة الشعبيه من اجل المواطنة علي أساس الحقوق والواجبات لا علي اساس دين او عرقي وإنتهى الجنوب العزيز بتقرير مصيره .
إما غرب السودان فهو من أكثر الاقاليم المهمشة التي بدأت نداءاتها مبكراً بعد جنوب السودان في سبعينات القرن الماضي في مؤتمر سوني ونهضة دارفوروهم من وضعوا لبنات المقاومة الاولي بفضل المستنيرين من أبناءهم امثال دكتور شريف الحريري ودكتور احمد ابراهيم درج وقيادات أخرى من ابناء إقليم دارفور وهاهم اليوم يتقدمون الصفوف ويلبون النداء رجال صدقوا الوعد والعهد ويحفظ التاريخ ريادتهم في الجهر بصوت مطالب الهامش وتشربوا بفكرة الثورةوسعوا حثيثاً في رسم الطريق لمطالب حقوق اهل دارفور من الحكومات المركزية والتي لم تستجيب لهذه النداءات السلمية وتواصلت الاحتجاجات بشكل متصل الي ان وصلت لمرحلة جديدة بوسائل أكثر فعًاليه .
انطلقت حركة جيش تحرير السودان من أجل إسترداد حقوق الهامش السوداني وكادحي المدن عامة ودارفور علي وجهة الخصوص بروح وطنية خالصة وبالفعل حملوا رسالة التغيير الحقيقي ولقنوا النظام دروساً لن ينساها واوصلوا رسالتهم الي العالم أجمع وبالمقابل مورست ابشع جرائم ضد إنسان الاقليم من قبل النظام في الخرطوم ودمرت كل القرى والممتلكات ونزح معظم سكان الاقليم الي اطراف المدن ومن تبقى لجأ الي دول الجوار راهنين حل قضيتهم الي أبنائهم الذين حملو السلاح من اجلهم وخاصه حركة جيش تحرير السودان بحكم ان الحركة تعبر عن آمالهم وتطلعاتهم في إسترداد حقوقهم وقدموا للحركة كل ما يمتلكونها من اجل نجاح الثورة .
إلا ان الحركة لم تكن علي قدرة المسؤلية وتراجعت الي الخلف مما زاد من معاناة المكتوين بالحرب بالاقليم يوما بعد يوم والتي بدأت فصولها بمؤتمر الحركة الشهيرة بحسكنيتة الامر الذي كان له الاثرالفاعل في تعثر الثورة السودانية في دارفور وتواصلت الانشقاقات والاتفاقيات الجزئية إلا ان إنسان الاقليم لم يجني ثمرة الاتفاقيات والتسويات التي افضت الى المزيد من التفكيك والتشرذم الى وصلت حد القتال بين الثوار انفسهم .
نحن في حركة جيش تحرير السودان للعدالة نوجه نداءنا لكل الرفاق في النضال دون استثناء اي حركة او فصيل او حزب او مجموعة شبابية كلنا علي حدً سواء مسؤلون عن هذه الاخفاقات بحكم اننا طرف اصيل وقاسم مشترك في الاحداث لذا مالم نقدم نقداً موضوعياً لذاتنا ولتاريخنا الثوري لا نستطيع ان نرسم ملامح مستقبل مشرق بشكل واضح .
واجزم بانه لايمكن ان نحقق مطالب اهل السودان و الاقليم اذا لم نغلب خيار وحدة المناضلين في كل الجبهات وبجميع ضروب النضال ، والوحدة في مفهومها لا تعني تمثيلا نخبويا في المقاعد والمناصب القيادية انما تعني وحدة القيادة والقاعده، لكن مع الاسف الشديد نحن قاعدتنا الجماهرية تلقفتها اصابع النظام العنصري وتعهدتها بالتفكيك تارة بخلق الفتن فيما بينهم ونحن نهرول تجاه السلطة ونتستر بمصطلحات سياسية وهمية بعيدة عن واقعنا المعاش ، نموذج الحركة الشعبية كحركة ناضلت من اجل حقوق إقليميه تطورت لاحقا في نضالها وفكرتها الى مشروع السودان الجديد دون انفصام عن قواعدها و جماهيرها ولم تترك مساحه للانظمة لخلق الفتن في وسط القبائل والمجتمعات المحلية بحكم قوتهم الناتجة عن وحدتهم
للحركات المسلحة في دارفور تجارب في التحالف والوحدة غير انها تتندرج في جلها في الاطار التكتيكي دون استراتيجية واضحة المعالم . والذي افضى بدوره
للفشل الناتج من المفهوم الصفوي الجديد لقيادات الفصائل وتمسكهم بمؤسساتهم وكنكشة قيادتهم برئاسة وإحتكار القيادة المطلقة،بجانب عدم التنازل من اجل القضية في سلوك مشابه للنظام ويتنافي مع معايير الحداثة ويتتناقض مع مشروع التحرير العريض .
لذالك و من اجل إسترداد حقوق المهمشين عامة وإعادة اهلنا النازحين والاجئين الي قراهم وإسترداد حقوقهم وتعويضهم الفردي وطرد المستوطنين الجدد ومن اجل الدولة العلمانية وإسقاط النظام ….الخ وإعادة التشكيل البنية الدولة السودانية علي اسس جديدة يتساوى فيها الجميع على اسس المواطنة في الحقوق والواجبات بفدرالية حقيقية
ندعوا كافة الرفاق في التحرير بأن نترك الماضي من اجل مستقبل مشرق نعمل معا في إقامة مؤتمر جامع لوحدة فصائل التحرير والحركات تحت مظلة وقيادة واحده طالما ان الهدف واحد والمشروع واحد ورسالة وحدة ماهو المانع من اقامت المؤتمر لوحدة الحركة مشكلة السودان لا تحل بحل جزئي مبستر فدعونا تنوحد ونوقف استمراريه النظام في استثمار اخطائنا بالاتفاقيات جزئية لكي نغلق باب الإتفاقيات والتسويات الجزئية ونخفف معاناة اهلنا النفسية – على الاقل – الناتجة من عدم وحدتنا فالنسعى لحل كل الاشكاليات واحتواء الإنشقاقت واغلاق إحتكار النضال للأبد.
ونؤكد لكل القيادات الميدانية والسياسية والرفاق في دروب النضال من شرفاء من ابناء الشعب السوداني في مختلف توجهاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية بأننا ملتزمون اخلاقيا تجاة اهلنا النازحين والاجئين ولن نخيب رهانهم علينا وأي حديث عن تفاوض مع هذه النظام كـ ( النفخ في قربه مقدودة ) ونحن علي العهد حتي إسقاط النظام .
لذلك لابد من التنازل من اجل القضية وتحقيق الهدف ونحن كحركة جيش تحرير السودان نمد ايادينا بيضاء تجاه كل الفصائل من اجل وحدة حقيقة ومؤتمر عام من اجل حل كل العقبات ونحن اول من يتنازل من جل تحقيق الهدف
مبارك بخيت / أمين التنظيم والادارة لحركة جيش تحرير السودان للعدالة
الاراضي المحررة
[email protected]