نداءات الاصلاحات بالمؤتمر الوطني : جرذان يحاولون القفز من سفينة غارقة.!!
فجاة وبلا مقدمات , تعالت صيحات افراد و مجموعات من منسوبي الحزب الحاكم تارة بدعوي الاصلاح واخري بالتباكي علي ما آلت اليه ما يسمونها زورا وبهتانا “الحركة الاسلامية!!” من خروج عن المسار وضرورة اعادتها الي جادة الطريق .
وحال هؤلاء واولئك تذكرنا بالفار الذي سقط في برميل من الخمر فشرب وسكر ووقف علي طرف البرميل منتشيا صائحا (اين القطط؟) حتي اذا ما برز له قط طارت سكرته واستفاق قائلا :لا تؤاخذوا السكاري بما يقولون. فهل استفاق هؤلاء الان من نشوة خمر السلطة وظهور قط الربيع العربي؟
ابعد اكثر من عشرين سنين عجاف ادرك هؤلاء انهم في الطريق الخطا وان الحركة الاسلامية في خطر؟ ام ان الامر لايعدو ان يكون نوعا اخر من التمويه الذي اجادوه طوال حياتهم السياسية , بشهادة من لايزال “يخليها مستورة ” وبها وصلوا الي الحكم مع قليل من الخبث وكثير من موت الضمير و سوء الاخلاق , متخذين من مبدا الغاية تبرر الوسيلة نهجا بديلا لمبادئ الاسلام فكذبوا ونقضوا العهود والمواثيق ليعتلوا كراسي السلطة ليفسدوا ويقطعوا اوصال البلاد والعباد ويهلكوا الحرث والنسل .
اين كانوا عندما دق الذين بهم شيئ من الصدق والمصداقية وبعض من ضمائر حية من بينهم ناقوس الخطر محذرين ومنذرين بحتمية الوصول الي ما وصلوا اليه وما اوصلوا البلاد اليه من انهيار وافلاس وويلات حروب لا تنطفئ والقادم اسوا ان ظلوا متشبثين بحكم لا يجبدونه .؟ فقد بح صوت الافندي وزين العابدين والتجاني عبدالقادر من كثر نداءات الاستغاثة والتنبيه الي ان الحركة تتجه الي الاصطدام بصخرة حب السلطة وان قطارها قد بدات عجلاتها تخرج من المسار الصحيح , وجفت اقلامهم من فيض ما كتبوه علي صهحات الصحف الورقية والالكترونية محذرين الاخوان الكبار من الاستئثار بكل شيئ رغم انهم قد شابوا وهرموا ولابد لهم من التنحي جانبا , ولكن الكبار من فرط تمسكهم بزمام الامور وحرصهم علي الاستمرار ابوا الا ان يظلوا صغارا فصبغوا شعر الراس واللحي وتزوجوا بمن هن في عمر بناتهم متخذين من زواج ارامل الشهداء حجة وذريعة.
حتي الذين تنبهوا باكرا لما ستنتهي اليه الامور ممن اسلفنا ذكرهم , ما فعلوا ذلك الا بهد الانشقاق الذي افضي الي انقسام الحزب الي مؤتمر وطني وشعبي بسبب التكالب علي السلطة ومن منطلق عنصري بحت . لان شواهد حياد حركتهم التي يدعون انها اسلامية عن الاسلام وتعاليمه كانت ظاهرة جدا للعيان من قبل وصول التنظيم الي الحكم .واول من فطن وتنبه لها هو المرحوم بولاد الذي نسال الله له الشهادة فقد استنكر علي التنظيم سكوته عن سفك دماء اهله الفور في الفتنة التي وقعت بينهم والعرب ابان ديمقراطية الصادق المهدي الثالثة والذي ساهم هو ايضا في نشوب الفتنة بسلبيته تجاه مذكرة التجمع العربي التي بها بدا التحضير للفتنة.
ثم تتالت بوادر انتكاس حركتهم وحزبهم وخروجها عن ما يتنادون به من اسلامية المنهج عندما بدا الناس يرون وباستغراب تقاطر القبائل لبيعة حكومة الانقاذ ممثلة في راسها وعرابها من اول ايام حكمهم في اوائل التسعينات , فجاءوا بقبائل السودان من كل اتجاه للبيعة . ومن يومها لعبت الانقاذ والمؤتمر الوطني بورقة القبلية لتطبيق مبدا فرق تسد ولاذكاء نيران الفتنة في كامل تراب السودان ولا زالت تفعل خاصة في مناطق التمرد وحتي في الجنوب بعد انفصالها لزعزعة استقرارها..
اذا , نخلص الي ان ظاهرة مذكرات الاصلاح واعادة الاسلمة الي العصابة الحاكمة لا يعدو الا ان يكون تمويه و محاولة يائسة من الحزب الحاكم للخروج مما وصلوا اليه من درك سحيق من الانهيار حتي ولو بالتضحية ببعض الافراد ليس الرئيس منهم.
او ان الذين يتصايحون بهكذا اصلاحات ما فعلوه الا بعد ظهور تشكيلة الحكومة الجديدة وخروج معظمهم من المولد بلا حمص , فكان الدافع شخصي بحت ولا للاصلاح والاسلام دور فيه.
او ان هناك صفقة مع الفريق الاخر التوام المنشق او الابن الضال المؤتمر الشعبي لانقاذ” الحركة الاسلامية !!” مع اخرين مثل الاخوان “المسلمين” الذين توالوا مع النظام ردحا من الزمان فقط لتبوء كرسي وزارة الاوقاف فلما خرجوا من السلطة استفاقوا وطارت السكرة وانتبهوا الي خطورة وضع ” الحركة الاسلامية!!”.
ولكن , ليس كل مرة تسلم الجرة , فالشعب السوداني وان خذل العالم بتاخر ربيعه فهو ليس بهذا القدر من الغباء لتنطلي عليه حيل واكاذيب وتمويهات ” الاسلميين الجدد”.
محمد علي طه الشايقي