نتائج أولية تشير لفوز أحمدي نجاد بانتخابات الرئاسة الإيرانية

طهران (رويترز) – أظهرت نتائج رسمية يوم السبت أن الرئيس الايراني المتشدد محمود أحمدي نجاد حقق تقدما يتعذر تغييره في انتخابات الرئاسة التي جرت في ايران يوم الجمعة ولكن منافسه المعتدل مير حسين موسوي زعم وجود مخالفات وأعلن فوزه.

وولدت الحملة الانتخابية الساخنة اثارة قوية داخل ايران واهتماما قويا في شتى أنحاء العالم مع بحث صناع السياسة عن علامات على تغير في موقف طهران. وايران على خلاف مستمر منذ فترة طويلة مع الغرب بسبب طموحاتها النووية.

وظهرت العديد من الشكاوى قبل اعلان النتائج وقال موسوي ان كثيرين لم يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم وكان يوجد نقص في بطاقات الاقتراع.

كما اتهم السلطات بعرقلة ارسال رسائل نصية كانت حملته تستخدمها للوصول الى الناخبين الشبان وفي المدن.

وصرح موسوي في مؤتمر صحفي “أنا الفائز المؤكد في هذه الانتخابات الرئاسية.”

ولكن اللجنة الانتخابية بالجمهورية الاسلامية الايرانية قالت ان أحمدي نجاد متقدم بحصوله على 64.8 في المئة من الاصوات في انتخابات الرئاسة في خامس أكبر دولة في العالم مصدرة للنفط بعد فرز أكثر من مليون صوت.

وأضافت أن موسوي حصل على نحو 32 في المئة من الاصوات. وبناء على تقدير وزارة الداخلية بأن نسبة الاقبال على الانتخابات بلغت كحد أقصى 80 في المئة من بين الناخبين المسجلين الذين يبلغ عددهم 46 مليون ناخب فان موسوي لا يمكنه هزيمة أحمدي نجادي بالاصوات التي لم يتم بعد فرزها.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية “أحمدي نجادي ضمن انتصاره بفوزه بمعظم الاصوات في الانتخابات العاشرة للرئاسة.”

وأبدى تريتا بارسي رئيس المجلس الوطني الايراني الامريكي ومقره واشنطن شكوكا في الفارق الواسع لصالح أحمدي نجاد.

وقال “من الصعب الاطمئنان الى أن ذلك حدث دون وقوع غش.”

وفي واشنطن أبدى الرئيس الامريكي باراك أوباما قبل اعلان النتائج الاولية تأثر ادارته بالنقاش الجاري في اطار الانتخابات الرئاسية في ايران وأبدى أمله بأن يساعد ذلك البلدين على التحاور “بأساليب جديدة.”

وأبدت عواصم غربية أملها في أن يساعد فوز موسوي بالرئاسة على تهدئة التوترات مع الغرب الذي يساوره قلق من طموحات ايران النووية كما قد يحسن فرص التواصل مع الرئيس الامريكي أوباما الذي تحدث عن بداية جديدة في العلاقات مع طهران.

والان سيتحتم عليهم التوصل لطريقة للتعامل مع حكومة أحمدي نجاد اذا أرادوا احراز تقدم تجاه نزع فتيل الخلاف مع ايران بشأن برنامجها النووي.

وشاب الحملة الانتخابية التي استمرت ثلاثة أسابيع حملات تشهير مع اتهام أحمدي نجاد منافسيه بالفساد. وقال منافسوه انه يكذب بشأن حالة الاقتصاد.

ولم يتضح بعد كيف سيكون رد فعل أنصار موسوي الذين تدفقوا على شوارع طهران ليلا مساء الجمعة تجاه فوز أحمدي نجاد.

وصرح شاهد من رويترز بأن اشتباكات اندلعت في وقت مبكر من صباح السبت بين الشرطة وأنصار لموسوي في ميدان بطهران. وتقول الشرطة انها عززت الاجراءات الامنية في شتى أنحاء العاصمة للحيلولة دون وقوع أعمال شغب. وحظرت جميع التجمعات لحين اعلان النتائج النهائية.

وقبل وقت قصير من اغلاق أبواب اللجان الانتخابية أشار سكان في طهران الى أنهم لم يتمكنوا من اجراء مكالمات هاتفية دولية كما انقطعت بعض خوادم الانترنت.

ويستمد أحمدي نجاد تأييده الاساسي من المناطق الريفية أو الاحياء الاكثر فقرا في المدن الكبيرة. ويحظى موسوي بتأييد قوي في المراكز الحضرية الاكثر ثراء وكان من المتوقع أن يجتذب أصواتا من النساء والشبان.

وأشارت النتائج الاولية الى أن مرشحين اخرين لم يجتذبا سوى نسبة بسيطة من الاصوات. وبموجب قواعد الانتخابات فمن الضروري لتحقيق فوز صريح الحصول على 50 في المئة من الاصوات والا تجرى جولة اعادة في 19 يونيو حزيران بين أعلى مرشحين حصلا على أصوات.

ووقف الناخبون في صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع بعد حملة انتخابية ساخنة تصدرتها قضيتا التضخم الذي يبلغ رسميا نحو 15 في المئة ونسبة البطالة المرتفعة.

وفاز أحمدي نجاد (52 عاما) بالسلطة قبل أربع سنوات بناء على تعهد باحياء قيم الثورة الاسلامية. وعزز على نحو مطرد البرنامج النووي الايراني رافضا اتهامات غربية بأنه يهدف الى تصنيع قنبلة نووية وأثار غضبا دوليا بدعوته محو اسرائيل من على الخريطة.

ويرفض موسوي (67 عاما) المطالب الغربية بأن توقف ايران تخصيب اليورانيوم لكن محللين يقولون انه كان سيطبق أسلوبا مختلفا للعلاقات الايرانية الامريكية والمحادثات بشأن البرنامج النووي لطهران. ولكن في نهاية الامر فان الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي هو الذي يقرر السياسة النووية والخارجية لايران.

ولا توجد علاقات بين الولايات المتحدة وايران منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 لكن أوباما قال في واشنطن ان الولايات المتحدة “حاولت أن تبعث برسالة واضحة بأننا نعتقد أن هناك امكانية للتغيير” في علاقاتنا.

من باريسا حافظي وفريدريك دال

(شارك في التغطية حسين جاسب وهاشم كالانتاري وزهرة حسينيان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *