من يقف وراء دعم الجنجويد ؟

حسن اسحق
قد يعتقد البعض ان طرح مثل هذا السؤال ساذجا، لان الاجابة معروفة مسبقا، والجميع يعلمون الظهر الذي تستند عليه هذه المجموعة التي صارت قوة تمارس اعمالها العسكرية في مناطق قريبة من العاصمة الخرطوم ، وهناك صمت مخيف من مسؤولي الدولة والممسكين بالملفات الامنية من جيش وامن وشرطة، خوض المليشيا في وحل الفوضي من دون ان يرف لها جفن، ومستحيل ان تسرح وتمرح ، مالم تجد الاذن من كبار قيادات الدولة الممسكة بالتقارير السرية، وحتي الان لم تصرح المؤسسة العسكرية، بما يحدث في ولاية شمال كردفان، رغم الخروج المؤقت لقوات حميدتي من الابيض، الا انه يمارس الغطرسة الحربية في ضواحي الابيض، وينهب المسافرين، وتدوس عرباته المواطنين. وايضا الاسئلة التي تحير السودانيين، هل المؤسسات العسكرية من جيش والامنية من جهاز الامن والشرطية تشكل الظهر القوي للجنجويد من دعم مالي ومعنوي بالسكوت عن ما يقومون به من اعتداءات ضد السكان، وفي السابق، اقتحمت مليشيات سجن نيالا ومحكمتها، واخرجت متهمين من المفترض ان يقدمون الي محاكمة في جرائم جنائية ارتكبوها، وسجن مثل نيالا في جنوب دارفور، محمي بقوة عسكرية قوية، في منطقة تشهد حربا منذ عقد كامل. ان الحكومة السودانية
لا تريد ايقاف دعمها عن الجنجويد، وفي اعتقادها انها قوة بديلة تساعدها في خوض القتال، ودعمها من خلف ستار، القوة البديلة والردع وحرس الحدود، وهي اغلفة تبريرية، لاعمالها. وان القادة الممسكين بكرسي لا يجاهرون بالمساعدة، ولكن قد تصبح المليشيات خارج السيطرة في القريب، وترد الصاع علي
داعميها من الحكومة، لانها باتت قوة تمتلك اسلحة وعتاد عسكري، يقارب بعتاد المؤسسات العسكرية في حضن الحكومة الحالية. وان اوراق الحقائق اغلبها مخفية ولايحبذ الخوض فيها علنا، ومسؤولون في الدولة يرسمون لوحة دموية تقطع من جلد السودانيين، وتعرض سرا في مسارح الموت اليومي غربا والمنطقتين مشتعلة. ان الحرب في قاموس الحركة الاسلاموية تعتمد علي اي دعم، مادام يحقق امنياتهم الاحادية في الامساك بحبال اللعبة السياسية في السودان . ان المؤتمر الوطني في سبيل الوقوف علي الطريق، لا فرق ان يستخدم الجيش والامن والمليشيات الداعمة التي تحتفل سنويا بتأسيسها، وتصرف عليها اموال الضرائب والزكاة . ان الاذن لهذه المليشيات مصرح به سرا ومسكوت عنه، ويعرض السائل الي محاكمة الخيانة الوطنية، باعتبارها خطوط حمرا، لا خوض فيها اطلاقا. ان الدعم مهما كان سخيا، سينقطع، والغطاء سيزال قريبا ..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *