من يحمي المراة من ويلات الحروب؟

تكابد المراة الدارفورية الاهوال بسبب الحرب الدائرة في دارفور , بين الحكومة والمليشيات العميلة التابعة لها وبين الثوار , ولكنها صامدة بالرغم من الهجمات المتكررة والتي تستهدف النساء والاطفال ,
وكما يظهر الرجال في الحروب , فالنساء والاطفال هم من يعاني ويلاتها .
لا تقتصر مخاوف الحروب علي الدمار والاضطرابات والاصابات والموت , بل تمتد لتشمل خوفها من عمليات الاغتصاب والتعذيب والاذي الجسدي والجنسي .
منذ فجر التأريخ، اعتبر سبي النساء واغتصابهن من العمليات المصاحبة للحروب، حيث كانت تقدم النساء للمحاربين كجوائز على تضحياتهم وشجاعتهم في القتال ضد خصومهم. ولما كانت النساء منذ القدم، ولا تزال في كثير من المجتمعات المعاصرة، تعتبر من أملاك الرجل، كان الخصوم يتعمدون اغتصاب نساء أعدائهم إمعانا في إهانتهم وإذلالهم، وأقدم ما وصل الينا حول هذه الجريمة البشعة ما اقترفه المقاتلون في حروب روما القديمة وحروب الاغريق. وخلال الحرب العالمية الاولى، استخدم الجيش الألماني الاغتصاب كسلاح استراتيجي في الحرب عندما مارسه بصورة منظمة ضد النساء البلجيكيات. وفي الحرب العالمية الثانية اغتصب الجيش الياباني ما يزيد على 200000 امرأة آسيوية معظمهن من النساء الكوريات.
وعندما احتل الجيش الياباني مدينة نانكنج الصينية قام باغتصاب ما يزيد على 20000 امرأة صينية خلال الشهر الأول من الاحتلال. وفي رواية الحكومة البنغالية أن ما بين 200000 و 300000 امرأة بنغالية تم اغتصابهن بصورة منظمة وجماعية نجم عنها ما يزيد على 24000 حالة حمل خلال حرب الانفصال عن باكستان عام 1971.
في يوليو 2002، صادقت 60 دولة على تشريع روما، الذي قاد إلى تأسيس المحكمة الجنائية الدولية التي يوجد مقرها في لاهاي بهولندا. كانت تلك الوثيقة هي الأولى من نوعها التي تعترف بأن الاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى وقت النزاعات المسلحة، تمثل جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
هذا الملف يتناول قضية الاغتصاب خلال الحرب والعنف خلال التاريخ الحديث، الاغتصاب المستمر لعشرات الآلاف من النساء في جمهورية الكنغو الديمقراطية، الدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه النساء في إقامة السلام، والحاجة إلى العدالة وجبر الأضرار التي تلحق بضحايا العنف الجنسي.
في مستهل القرن العشرين، كانت نسبة المدنيين بين قتلى النزاعات المسلحة تساوي 10%. اليوم، ارتفعت هذه النسبة إلى 95%. يزداد استهداف القوات الحكومية وقوات المتمردين يوماً بعد يوم للنساء والأطفال. الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء تزداد معدلاتها في النزاعات مثل تلك الجارية في مناطق البحيرات العظمى وسط أفريقيا، كولومبيا والسودان.
صعدت قضية العنف الجنسي إلى سطح الضمير العالمي في التسعينات نتيجة لنزاعين هما الحرب في يوغسلافيا السابقة والإبادة الجماعية في رواندا. في البلقان، ارتكبت القوات شبه النظامية الصربية، بشكل خاص جرائم العنف الجنسي ضد النساء كإستراتيجية حربية. كما أدارت معسكرات احتجاز حيث يتم العنف الجنسي.
في رواندا، أطلق مقتل الرئيس جوفينال هابياريمانا إبادة جماعية حصدت أرواح ما بين 500.000 ومليون شخص خلال أقل من 100 يوم، وأغتُصبت 250.000 امرأة.
المحاكم الدولية
بعد هذين الحدثين، أقامت الأمم المتحدة محكمتين جنائيتين دوليتين لمحاكمة المسئولين عن تلك الجرائم. التشريعات الخاصة بهذه المحاكم، التي وضعها مجلس الأمن الدولي
، لم تذكر بشكل خاص العنف الجنسي كجريمة، لكنها رغم ذلك تمثل خطوة إلى الأمام.
وفقاً لأليزا أوديو، أحد القضاة في المحكمة الجنائية الدولية الذين شاركوا في وضع هذه التشريعات.، ” بفضل الفقه القانوني الذي أنتجته المحكمتان بدأت هذه الجرائم توضع في سياقها المناسب، أي أنها تشكل جرائم دولية”.
إلحاح متزايد
أضفي النزاع في جمهورية الكنغو الديمقراطية صفة الإلحاح على قضية الجرائم الجنسية. في شرق البلاد لوحدها، قُدر عدد النساء اللائي اُغتصبن خلال عامي 1998 و2003 ب 40.000. وتم تسجيل أكثر من 32.000 حالة اغتصاب وعنف جنسي في محافظة – ساوث كيفو- منذ عام 2005.
وفقاً لزيتا كافونغيروا، إحدى مؤسسات كتلة النساء من أجل السلام: ” يغتصب العدو
ليس من أجل المتعة الجنسية- لأنهم في بعض الأحيان يستخدمون أسلحتهم بدلاً من أعضائهم الجنسية. عرفنا أن النساء في الماضي يُغتصبن في الليل عندما لا يكون أحد موجوداً عن قرب. لكن خلال هذه الحروب، تُغتصب النساء أمام أفراد أسرهن. في بعض الأحيان، يقسر المقاتلون الآباء على اغتصاب بناتهم”.
تشريع روما
في يوليو 2002، صادقت 60 دولة على تشريع روما، الذي قاد إلى إقامة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. محكمة الجنايات الدولية، هيئة دائمة ومستقلة، شكلت معلماً بارزاً. لأول مرة، في إطار القانون الدولي الإنساني، يتم النظر إلى الاغتصاب وأشكال العنف الأخرى، جنسية كانت أو موجهة ضد نوع اجتماعي محدد، كجرائم، مقارنة بالقتل، التعذيب، المعاملة غير الإنسانية، بتر الأعضاء وتشويهها والاسترقاق.
وفقاً لفاتاو بن سودا، مدعي عام بالإنابة في محكمة الجنايات الدولية، ” تشريع روما واسع جداً في تعريفه للجرائم الموجهة ضد نوع اجتماعي محدد وفي توفيرها للوسائل التي تتعامل مع هذه الجرائم. كذلك يمثل تشريع محكمة الجنايات الدولية أول تشريع حيث يستطيع الضحايا المشاركة في الإجراءات القضائية والسعي إلى الحصول على تعويض
قالت المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف كارول بيلامي إن استعمال الإغتصاب كسلاح في الحروب هو انتهاك لحقوق الإنسان ويتطلب إجراءات فورية تضع حدا له
كما طالبت بإنشاء محاكم دولية وهيئات قضائية تلجأ اليها النساء، ضحايا الإغتصاب، لتقديم الشكاوى
ولفتت بيلامي الى ما آلت اليه تطورات الصراع في دارفور، واصفة إياه بأنه أسوأ كارثة إنسانية، حيث مارس أفراد الميليشيات اغتصاب النساء من كل الأعمار، والفتيات الصغيرات بشكل روتيني ومنتظم.
معتبرة أن قرابة مليون نسمة أجبرت على ترك مساكنها وقراها، والنساء في مخيمات اللاجئين عرضة لكل أنواع العنف الجنسي
ما تاثير الاغتصاب علي من تعرضت لهذه الفعلة الشنيعة؟
الاغتصاب يؤثر نفسيا وجسديا علي الضحية , حيث تشعر بالم في جسدها والاكتئاب والخوف الشديد والشعور بالاهانة والقهر,
وقد تشعر بانها مذنبة ونجسة وغير طاهرة ولا تستحق زوجها اذا كانت متزوجة ,وتشعر بانها جلبت العار والخزى لاسرتها ,
موقف المجتمع تجاه من تعرضت للاغتصاب مهم جدا , المجتمع الغير متفهم يعطل شفاءها وعودتها لحالتها الطبيعية سنوات عديدة .
اما المجتمع المتفهم والداعم فانه يكون عامل مهم تعافيها واستجماع شتاتها وعودة الثقة بالنفس اليها والاندماج مرة اخرة في النجتمع
واخيرا هل ينصف المجتمع والقانون الضحية .
هل ينصف القانون المراة الدارفورية ؟ نتطلع لليوم الذي يقتص لنا القانون الدولي من من خلت من قلوبهم الرحمة , ومن يدعون بانهم يحكمون باسم الدين ,
قال سبحانه وتعالي: (أذلك خير نزلا ام شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فانهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لألي الجحيم إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم علي آثارهم يهرعون(
المراجع : اذاعة هولندا العالمية
شبكة النباء المعلوماتية
الدارفورية
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *