د. الطاهر الفكى
جاء فى الاخبارأن رئيس الجمهورية البشير قد ألتقى بعدد من أقطاب الطرق الصوفية يوم الخميس التاسع من نوفمبر الحالى
و انهم دعوا الى تعديل الدستور و أعادة ترشيح البشيرلرئاسة الجمهورية لدورة جديدة فى 2020
و قال نائب الامين العام للمجلس الاعلى للتص
وف بروفيسور عبد الجبار الشيخ ان من تحدثوا باسم التصوف ثلاثة طرق إستهدفت انتقاءا من بين اكثر من خمسين طريقة و ان هؤلاء يمثلون انفسهم و لا يمثلون القاعدة الصوفية العريضة بالبلاد
ثم ان هؤلاء ليس لهم مساجد و لا حيران و لا خلاوى تعليم القران و لا ثقل لهم
قد نعلم انهم لا يصدقون البشير بأنه لا يود الترشح لدورة جديدة!
ولكنه يريد للرؤوس الراغبة فى كرسيه أن تمتد من اعناقها
ليذيقهم العذاب الاليم
و ما يود الترويج له
هو مرحلة جديدة من المكر
تديرها له القوى التى تدعى قيادة الصوفية فى السودان
و التى تخرجت من مدارس الالتزام الصوفى ومبدأ النأي بالنفس عن الدنيا وملذاتها والسياسة وشرورها والعودة إلى سلوك الفرد طرق النجاة من النار.
حين قالوا :
ان لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وعابوا الفتنا
خبروها فلما علموا
انها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الاعمال فيها سفنا
و تلك تحذيراتهم من فتنة الدنيا و أحابيل الساسة و السياسة
ليجئ البشير ليسترزق بهم فى مواقف السمسرة للدعاية و التسوق لاعادة ترشيحه لدورة جديدة
وهو على علم ان الامر فيه إثارة للفتنة بين الطرق الصوفية حيث ولاء الْحَوَارِيُّونَ لمشايخهم وأهدافهم الدينية و لا هم لهم بالسلطة و السلطان و الجاه
فالحركة الاسلامية اندست بينهم و سعت للترويج لتجارة يظنون انها لن تبور
باستغلال الظرف السياسى لنشر خطاب الترويج لشعارات سياسية وتصوير مشاهد وقوف الطرق الصوفية مع البشير ونشرها في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خدمة لأهدافهم ومقاصدهم
و كل ذلك لا يمثل إلا حالة شاذة لا علاقة لها بالمسيرة الصوفية المباركة التي ستبقى معبرة عن شدة الولاء للطريقة و الالتفات الى التمسك بالعلم و أمور الدين
و إن الصوفية ليست ساحة للدعايات السياسية الرخيصة
التى تسيء إلى علاقات الجماعة بالقوى الوطنية و عامة الشعب
وما تريد قوى الفساد ان تصوره ثم تقوله
أن الصوفية قد تركت الخلاوى و المساجد و ساحات الذكر و خرجت الى الناس بلافتات مكتوب عليها : عدلوا الدستور وأعيدوا انتخاب البشير لولاية جديدة
فان ابتلع الشعب الطعم فلها.
و ان سقط القناع فعليها. ويبدأ السقوط الاخلاقى للصوفية لتدخلها المكشوف فى أمردستورى يؤدى بها للمواجهة ليست مع بقية الطرق الصوفية الرافضة، بل مع المعارضة السياسية و الجماهير الداعية الى اسقاط المؤتمر الوطنى
و الحقيقة التي يؤكدها التاريخ أن الدعم الجماهيرى و الشعبى للصوفية يكمن في قوة ايمانها بأنها نظيفة لم تمتد اليها هوى الانفس و حب الدنيا
و اختارت جماعة الاسلام السياسى المنبر الصوفى ليكون منصتها الماكرة التي تتحرك منها نحو غايات تهئ لها السيطرة على عقول الجماهير و اعدادها لقبول ترشيح البشير لدورة جديدة بدعوى انها جائت من جهات دينية معتبرة و ليست تابعة للمؤتمر الوطنى و ان البشير زاهد فى السلطة
الا أنه اتضحت مشكلتان مع هذا النهج
أولاً، الصوفية العريضة فى البلاد ليست لديها أى حوافز أو رغبات للعب هذا الدور الماكر و مواجهة قوى المعارضة و السخط الجماهيرى
وثانياً، قد تمتلك الصوفية نفوذاً دينيا كبيرا الا انها لا تمتلك البرامج السياسية و الاقتصادية لدعم نظام ايل للسقوط مما يقلل قدرتها على الحراك السياسى أن ارادت ذلك.
وكلا النهجين يتطلبان قدرات تنفيذية عالية أكثرً من إطلاق الكلمات ليس للصوفية نصيب منها
ومن غير المرجح أن يستطيع الداعون الى هذا التوجه إقناع القوى السياسية و بقية الكيانات الصوفية الاخرى بالتوافق معهم دون كشف أدوارهم و نواياهم الحقيقية
فهم يريدون خداع الشعب
و التحايل على الدستور
و اعادة انتخاب البشير لدورة جديدة
مثلما فعلوا من قبل
بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28). الانعام)
و هذا المشروع الشيطانى
لن ينطلى على وعى الأمة و الشعب السودانى
مهما حاولوا التخفي تحت ستار الولاء الصوفى