من ميدان الثورة السودانية (1)

 
من ميدان الثورة السودانية (1)            
نورالدين كوكى / تل ابيب
ان الثورة ظاهرة مهمة جدا في التاريخ السياسي , وهي حركة السياسية في البلد , حين يحاول الشعب  الخروج  من  الوضع  الراهن  و تغييره , و تتحقق  طموحاته , كما  ان الثورة  هي مجموعة من التغييرات الاقتصادية  و السياسية و الاجتماعية و الثقافية تؤدي الي تغيير جذري شامل في المجتمع, الا ان الثورات احيانا  يبدا  من  عند الشعب و لكن تنتهي في دكتاتوريات  العسكرية ,  فنجد  ان  معظم  الثورات  قد  انتهى  في  امريكا  اللاتينية   مثلا . فالثورة  هي  حادث  سياسي  خطير , لذا  تاكد التاريخ  ان معظم  الثورات في مسرح السياسي عنيفة , و كثير من الثورات  اصبحت حروب ثورية ك( ليبيا – سوريا ) و مات فيها كثير من الابرياء , و الاحداث في مدار التاريخ تؤكد ان اعظم ما يؤدي الي تدهور و الانهيار النظم السياسية هي تفشي الظلم و الطغيان في المجتمع .
فهنا نقطة التحديد  في الثورة السودانية , هل تتوفر الاسباب اشتعال الثورة الشعبية في السودان , الاجابة  كانت  نعم ,  فهناك  العديد من الاسباب  التي  تدفع  بالشعب السوداني الي التظاهر وخروج الي  مسيرات  و الاحتجاجات , و تتركز اهم في  الفساد  الذي  اخذ  اشكلا متعددة و متنوعة منها ( السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية )  فنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
اولا: هيمنة النخبة الحاكمة على المجتمع و نهب المال العام في الدولة السودانية
الثانيا: انتشار معدلات البطالة في المجتمع السوداني , مما ادى الي تنامي مشاعر الاشمئزاز بين عديد من السودانين لوجود الثروات في ايدي القلة في المجتمع .
ثالثا: انتهاك النظام البشير لحقوق الانسان , حيث لم ولن يبد اي احترام لسيادة القانون .
رابعا : النظام المؤتمر الوطني لا صلة له بمزاج الشارع و الراي العام في السودان , وقد بدا غير مبال بالقضايا الخارجية مثلا ! في الوقت التي يعيش الشعب السودان في ويلات الجوع و الفقر والمرض و الامية ,  و لهيب  النار تشتعل في رؤوس المواطن السوداني في دارفور – جبال النوبة – النيل الازرق , الا ان في المقابل تتقدم البشير و اعوانه بالاستقبال اللاجئين الفلسطنين في حدود العراقية السورية .
خامسا : الظلم المتزايد و الفقر المنتشر في كل  الربوع  السودان , و تدهور  القدرة  الشرائية للفرد , فالتضخم المالي المتزايد  في ارتفاع  الاسعار و عجز الميزان  التجاري بسبب تصاعد الواردات و انخفاض الصادرات ادى الي انخفاض القدرة الشرائية للفرد .
سادسا : المحسوبية و الرشوة . ادى المحسوبية الي عدم تكافؤ  الفرصة  بين  الافراد  المجتمع السوداني , و من ناحية وضع الرجل غير مناسب في اماكن لا يستحقه مع اهدار الفرصة امام من هو اكفا منه , كما ان الرشوة قد ادى الي فساد كبير في الاقتصاد جعله يتسم بعدم  الشفافية و افتقاد مصداقية كثير من مؤسسات الدولة خصوصا الامن و القضاء و الادارة .
سابعا : الفشل الجبهة الانقاذ من حماية الشعب و الارض , فقد  تعرض السودان الي عدد كبير من الاعتداءات تارة من امريكا و تارة اخرى من قبل دويلة التي مساحتها  لا تساوي  مساحة ولاية الشمالية و عدد سكانها لا تساوي عدد سكان عاصمة الخرطوم .
ان هذا الاسباب السالفة الذكر الي جانب الكثير من الاسباب الاخرى هي التي دفعت بالشعب السوداني الي ان يثور في وجه الظلم و الطغيان و البطش و التهميش حكومة البشير .
               لا تساّلني من انا ؟ انا الثورة الشعبية التي تحقق طموحات الشعب .
E: [email protected]
M:00972-549211920

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *