من الذاكرة – 3

 يقولون ان بعض الشر اهون  من بعض ولو افترضنا ان الترابي نجح في ازاحة طه والبشير عام 1999  فماذا يكون  السودان اليوم اني اتخيل حاله مثال لو انتصرت النازية علي الحلفاء في الحرب الكونية الثانية او لو كان الاتحاد السوفيتي اكتح اوربا الغربية  فكيف تصبح الظروف العالمية الآن هل نتوقع نظام فيه قطرة من حرية اوديمقراطية  اوحقوق انسان ؟؟ كلا الف كلا ولو قدر ان رئيس الجماعات الاسلامية الدولية قد اقصي هؤلاء النفر لجرى للخرطوم كما  يجرى لبغداد وكابول وباكستان هذه الايام لان جميع المصائب الامنية التي تحدث للدول الاسلامية  وغير الاسلامية هي من تحت راس التنظيم لااسلامي العالمي الذى كان يقوده الترابي . عندما كنت في الدراسات العليا  في صحافة الازهر كتبت كتيبا صغيرا من 32 صفحة عام 1991م ذكرت فيه ان الدين اي دين  لايصلح نظام للحكم لان الدين دائما ينحاز لمعتنقيه واى فكر يتحيز لعنصر معين في المجتمع لايوفر العدالة للآخرين .  فوقع الكتاب في يد الزملاء المتطرفين ثم قدموه الي عميد كلية اللغة العربية وارسلوه الي شيخ الازهر جادالحق علي جادالحق وقامت الدنيا ولم تقعد وبعثوا به الي جريدة النور الاسلامية وكتبت  عنوانا بارزا بالاحمر سلمان رشدى آخر في جامعة الازهر!! لكن ذلك العدد حجب عن التوزيع  وتم استدعائي بواسطة لجنة خاصة وقالوا  اني اقصد الاسلام بعينة وهددني احد الاساتذة قائلا اننا سوف نقطع رأسك فرديت عليه بالطريقة السودانية المعروفة بعدم التفكير في العواقب ووصفته بالارهابي. كان لي زميل غاية في التطرف اسمه محمد الطوخي فاصبح حريصا   بان يقرأ الصفحات 22_25 امام الاساتذة في اى محاضرة ليسمع تعليقاتهم وفي ذات محاضرة كان المحاضر اسمه الشيخ محمد حسن التلب من الذين يحلقون الاشناب يرسلون اللحي فقرأ الزميل الطوخي تلك الصفحات في حضرة الدكتور التلب فنظر الي الرجل شرزا وتساءل أعلماني انت ؟! فقلت له نعم اني اؤمن بالحرية للجميع ثم قال انتم العلمانيون عندكم حظ  لو كانت الانتخابات في الجزائر تمت علي حسب المرسوم كانت تونس لاتأخذ معنا اكثر من اسبوع وكذلك ليبيا وننطلق من السودان ناحة جنوب وما هي الا ايام حتي نستولي علي هذا الازهر ثم ترون!! فتبادل الجميع النظرات مندهشين من هذا الكلام الخطير ففسدت حصة المحاضرة من ثم عرفنا ان السودان هو بؤرة الحركة الاسلامية الدولية وان انقلابه العسكرى هو بدعوة منها حتي  يصبح نقطة انتلاقة لتأسيس اميراطرية اسلامية معاصرة . اني لم اذع سرا ان قلت ان النكبات التي تجرى علي البسيطة منذ حادث الحادى عشر من ايلول سبتمبر 2001 وانفجارات مدريد ولندن وكينيا ودار السلام والصومال وبلاد الافغان وباكستان وغيرها انطلقت من عرين السودان بزعامة الترابي. الا من اتي ببلادن وكارلس الي هذا البلد الذى لاصاحب له ؟؟!! وعندما ذهب الترابي الي السجن ثم الي الشارع وجد البشيروطه انفسهما متورطان في صداقات ومصالح وديون مادية ومعنوية لايمكن الانفكاك عنها بسهولة لانهما شريكان من الدرجة الثانية في الجريمة ومهمشان ايضا قالها البشير بنفسه حينما تنفس الصعداء بعد طرح  متاع التبرابي من  ظهره. ولاشك عقب رحيل دكتورواطة قد اتفق الرجلان مع الجهات المعنية علي كتمان بعض الاسرار الخطيرة والامساك بشعرة معاوية بين الطرين والتضحية ببعض المصالح والاشخاص الثانويين واخفاء بعض المظاهرالشاذة لكي يقبل السودان الي حد ما علي الصعيد الدولي والاقليمي والوطني !!! ويتسني لهم الاستمرار في السلطة وادارة لعبة القط والفارفلايغرنكم بالله الغرور ايها المهمشون لاتسمعوا  لهؤلاء كلمة!! والصادق المهدى لايختلف عن  صهره كثيرا فلايزال يدهن لحيته بالحناء ليقدم نفسه رئيسا للدولة ويامعشر رجال الحركة لاتثقوا في احزاب الخرطوم قاطبة عدا محمد عثمان الميرغيني و بعض اهل اليسار امثال الوطني الاول فاروق ابوعيسي
                 بعد عودتي المذكورة الي مدينة احمدعثمان باشا المثلثة سمعت العامة في شوارعها يتحدثون ويقولون ان الحركة دقست في بعض بنود نفاشا لانها قبلت بان يفوز المؤتمرالوطني غير مأمون الجانب باثنين وخمسين في المائة من جملة نواب المجلس التشريعي الانتقالي وهذا امر في غاية الخطورة وسوف تستطيع الانقاذ تمرير مشاريعها الخبيثة بكل سهولة… باى حق يحصل المؤتمر علي هذا؟؟ عندما عدت الي قراءة الاتفاقية وجدت تلك الملاحظة صحيحة وقلت ربما للدكتور خطة تعويضية لانه كان عندى بمثابة الداهية التي لا تسهو ولم اختلف معه يوما فيما يقول او يفعل مرة واعتبره نبي غابات افريقيا الكبرى ولكن الدكتور رحل بسرعة من هذه الدنيا بحادث عرضي اومؤامرة مدبرة الله يعلم؟؟.. وتشكلت الحكومة التي تهدف الي تقسيم السلطة والثروة بعدالة فأخذ المؤتمرالوطني الداخلية  والدفاع  والعدل والاعلام والطاقة والمالية ورئاسة الجمهورية والامن مصحوبا بالقوانين الشموليةالجائرة منها قانون المطبوعات والنشر وما يسمي  بقنون الامن الوطني وجميع القوانين المقيدة للحريات وحقوق الانسان الاولية واعطوا الحركة الشعبية الوزارات غير السيادية التي لاتهش ولا تنش. مثال الخارجية ووزارة شئون رئاسة مجلس الوزراء وفتافيت وزارية اخرى خدمية  لاتمدت للسلطة بصلة. وزارة  الخارجية علي سبيل المثال في النظام الجمهورى  الرئاسي شبه تابعة لمكتب الرئيس حيث يبعث الرئيس هذا الوزير ليبلغ عنه العالم بالسياسة العامة  للدولة والتي يزمع القيام بها تجاه القضايا الجارية اما وزارة رئاسة شؤون مجلس الوزراء فشاغلها عبارة عن موظف كبير يحضر الكراسي والمياه الباردة لمجلس الوزراء  وياتي رئيس الجممهورية او من ينوب عنه ليترأس الجلسة ويادار ما دخل شر!!!؟ ثم اطلق علي هذه الحكومة بحكومة الوحدة الوطنية وعلي ما اذكر ان وزير خارجية الحركة الشعبية الاول هو  الدكتور كهربائي لام اكول اجاويد احد البنادق الخمسة الماجورة من قبل
نواصل——–

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *