السيول تدفقت في اتجاه العاصمة المنكوبة باتجاهين : الغرب والشرق..وتحذير من كارثة صحية محتملة.
لقي 7 أشخاص مصرعهم بصعقة كهربائية، بعد حدوث ماس كهربائي ناتج عن خلل في توصيلات الكهرباء في منطقة «الجزيرة اسلانج» شمال مدينة «أم درمان»، ليرتفع بذلك عدد القتلى بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت العاصمة السودانية الخرطوم إلى 14 شخصا، في حوادث متفرقة في أحياء ومدن العاصمة. فيما أعلن حدوث ارتفاع في منسوب نهر النيل عند محطة الخرطوم أمس لـ16.16 متر مقارنة بـ15.98 متر في اليوم السابق، مما ينذر بحدوث فيضانات من نهر النيل في مقتبل الأيام. ويصل منسوب «نهر النيل» بفرعيه «النيل الأبيض المتدفق من أوغندا، والنيل الأزرق المتدفق من إثيوبيا»، ذروته في كل عام في الأسبوع الأخير من أغسطس.
وهطلت أمطار غزيرة أخرى صباح الجمعة، خلفت أضرارا مادية جديدة في عدد من الأحياء، وتدفقت السيول نهار أمس في اتجاه العاصمة باتجاهين: الغرب والشرق، مما جعل السكان يرفعون درجة حذرهم ومتابعتهم لمسار السيول حتى لا تدمر منازلهم. ويحمل السكان السلطات في ولاية الخرطوم مسؤولية سوء التصريف لمياه الأمطار، وتراكم المياه أمام منازلهم، ويشاهَد السكان طوال اليوم يقومون بسحب المياه من داخل منازلهم. فيما حذرت السلطات من كارثة صحية محتملة جراء انهيار العشرات من المنازل، وضعف تصريف المياه في أغلب مدن العاصمة وأحيائها. في هذه الأثناء، وشدد مجلس الوزراء السوداني في اجتماع له برئاسة الرئيس عمر البشير على إيجاد معالجات جذرية لتصريف مياه الأمطار بالخرطوم تفاديا لحدوث أي أضرار في الأرواح والممتلكات، وإعداد دراسات علمية لتصريف الكميات الكبيرة في مياه الأمطار في أسرع وقت.
واعترف محمد بريمة حسب النبي، معتمد محلية «جبل أولياء» جنوب الخرطوم، بأن المشكلة بسبب الأمطار أكبر من حجم المحلية والولاية، ولكن التدابير التي وضعت كفيلة لوضع المعالجات اللازمة، وكشف أن 850 منزلا انهارت كليا بالمحلية، 450 بمنطقة الإسكان الشعبي و400 منزل بمنطقة سوبا. وقال إن حجم المياه الموجودة بالمحلية، خاصة في مناطق أبو آدم وسوبا والكلاكلة ومدينة الأمل، كبير، ويحتاج الأمر لمعالجات سريعة من المحلية بالتعاون مع الغرفة المركزية لتدارك الأمر قبل حدوث كارثة صحية نتيجة لانهيار مصرف اليرموك واختلاط مياهه بمياه الأمطار بمنطقتي أبو آدم والكلاكلة شرق، مما حدا بالمحلية لتصريف المياه كمعالجة سريعة، بجانب الاستنفار الكامل للجهود المحلية لإقامة ترس بأبو آدم لحمايتها من السيول الآتية من منطقتي سوبا واليرموك. وقال إن عدد المدارس التي تأثرت بالمحلية 7 مدارس، 5 منها انهارت أسوارها، واثنتان انهارتا جزئيا.
فيما أعلن كمال علي محمد، وزير الري والموارد المائية السوداني، في تقرير قدمه إلى مجلس الوزراء أن إيراد الفيضان منذ أول يوليو (تموز) الماضي كان أقل من المعدل في كل روافد النيل، باستثناء النيل الأبيض ونهر الرهد. وأضاف أن التنبؤ بالأمطار حتى الثاني والعشرين من أغسطس (آب) الحالي لم يكن مطابقا للواقع.
من جانبه، قال اللواء عبد الله عمر الحسن، مدير الدفاع المدني بولاية الخرطوم، إن حالات الوفاة من جراء الأمطار والسيول بلغت 7 حالات وفاة، فيما تعرض 7 مواطنين لإصابات متفاوتة، وسجلت دفاتر سجلات غرفة العمليات 52 بلاغا في كل من مناطق سوبا والخرطوم والامتداد وشرق النيل والصحافة واركويت واللاماب.
بينما قال والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر، في تقريره أمام المجلس، إن الأمطار التي شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين تجاوزت المعدلات السنوية لكل الموسم بالولاية، مما تترتب عليه بعض الأضرار خاصة في منطقة جنوب الخرطوم. وكشف الخضر عن جهود الولاية لاحتواء الموقف بمساعدة الدفاع المدني، لتصريف الأمطار في أقصر وقت، لمساعدة الأسر التي انهارت منازلها.
الخرطوم: «الشرق الأوسط»