حسن اسحق
لا اعرف ما اقول ، ولا اعرف ماذا سأفعل، ولا اعرف مايحل بابنائي في بلاد، كل يوم تنغلق الطرق امامنا مصادرنا دخلنا القليلة،ونحسد عليها، لا ننتمي الي حزب سياسي، بل ننتمي جموع الفقراء الذين يبكون ليلا، ويمسحون دموعهم عندما تشرق الشمس في صباح القهر، والاذلال . هكذا قال سائق ركشة، يروح عن نفسه، ويسأل ذاته المقهورة، هل سيلقي اطفالي، نفس المصير الذي اعانيه الان؟، فهم في الاساس، فانا اعاني من اجل مصاريفهم الدراسية في مرحلة الاساس، واذا وصلوا الثانوي، ثم الجامعة، اذا كان هذا هو الحال، فلن استطيع ان اوفرها لهم . قد اعيش ظلمة الحياة، واتحملها، ولا ارغب ان يمر بها الاطفال . لا يدرك حجم الم الحياة، إلا من يتجرع مرارة الاهانة من العاملين في محلية الولاية، وتحس انك، لست انسانا في بلدك ، بطريقة التعامل معك، ولا يعقل ان تصادر مصادرك رزقك، والزبائن اليوميين يحيطون بك، وانت تجهز لهم كبابي الشاي والجبنة، وبكل استهتار، يرفعون الكراسي والكفتيرة في العربة، ويقول العامل والمسؤول بكل برود، تعال الي مكتب المحلية، لتدفع الغرامة، لانكم تشوهون منظر المدينة امام الاجانب، انها بائعة للشاي في احدي المدن، التي يتبناها حراس النوايا، ويعملون وقف هواهم ومزاجهم، ويصدرون الفتاوي بتحريم الاعياد والمناسبات السنوية، ولا رغبة لديهم لانتقاد اهانة المواطنات العاملات من اجل اسرهن الفقيرة. ان حراس النوايا عدد كبير يتقاضون مرتباتهم من الدولة. بحثت عن عمل في كل مكان، وحتي الذين عملت معهم في الاعمال الحرة، اجرة الاسبوع، يتماطلون في تسليمها لي، وعندما نشتكي ، ويردون لنا، اذا ماعاجبك، الباب (بفوت جمل)، وامشي اشتكي، هكذا ينزف صاحب محل (شيشة) دماء الغضب من عينيه خجلا، ويسيل بعضا منها ليحرق جزءا من قميصه الذي يرتديه، في نهار، شنت عليه قوات الشرطة حملة، وصادرت ادوات عمله، فهرب فارا بجلده، لا ن الغرامة، في حال القبض عليه ستكون 800 جنيه، علي حد قوله، واشار بحرقة الغاضب من حاله، ان التجار الكبار في السجائر والمعسلات يربحون المليارات، ويركبون العربات الفارهة، اما نحن الذين نربح الجنيهات التي لا تكفي قوتنا يومنا ، نطارد كالمجرمين واللصوص، ولسنا لصوصا ولا مجرمين ، نشتري معسلنا من الدكاكين التي تستجلبه من موردي ووكلاء الشركات داخل المدينة الكبيرة. ان كل من امتلك سلطة في هذه البلاد، يريد ان يجني اموالا في اسرع وقت ، من المحلية ومعتمدها والشرطة ، والوالي والوزراء، والولاة، وكذلك الرئيس، وحتي رجال الكتاب صامتون ….
[email protected]